رحم الله الشحرورة. الفنانة الراحلة صباح التي غنت في الستينيات أغنيتها الشهيرة "بين الأهلي والزمالك.. محتارة والله".. لتؤكد علي مكانة الفريقين بين جماهير الكرة في مصر والعالم العربي كله.. ورغم مرور نصف قرن. إلا أن مكانة الفريقين الكبيرين لم تقل أو تهتز رغم أن ظهور دوريات عربية قوية جدا وأكثر قوة وفاعلية من الدوري المصري.. ودليل ذلك التفاعل والاهتمام والشعور بالإثارة عندما خسر الفريقان في يومين متتاليين بالدوري.. وهو حدث كروي فريد جدًا نختتم به عام 2014 حيث لم تمض سوي 24 ساعة فقط علي سقطة الأهلي بقيادة الاسباني جاريدو أمام الاتحاد السكندري وحسام حسن.. حتي كانت سقطة الزمالك والبرتغالي باتشيكو أمام إنبي وطارق العشري. وانقلبت شماتة الزملكاوية في الأهلاوية إلي شماتة مماثلة من الأهلاوية في الزملكاوية.. وتحولت الشماتة من هؤلاء. لهؤلاء. والعكس بالعكس. إلي حديث الساعة بين الجميع.. وسخنت فجأة أجواء الدوري الذي لم يكن علي هذه الدرجة من السخونة في السنوات الأربع الماضية بعد أن تحول اهتمام المصريين إلي السياسة وتقلباتها وتراجعت الكرة ومنافساتها إلي ترتيب متأخر جدا لدي المصريين.. ولكن جاءت الهزيمتان للقطبين لتشعل الأجواء الكروية مرة أخري.. وهكذا يبقي الكبير كبيرا حتي في أحلك أوقاته.. فالهزيمتان لهما جانب إيجابي في إعادة اهتمام الجماهير بالدوري والمسابقة والمنافسة التي جاءت لنا هذا الموسم بملامح جديدة ومثيرة. فهزيمة الأهلي ومن بعده الزمالك أعطت أبناطا أبناط للمدرب المصري علي الأجنبي لتفوق حسام حسن علي جاريدو. وتفوق طارق العشري علي باتشيكو.. كما وضعت علامات جديدة في حسابات المنافسة علي بطولة الدوري. وليس في الصراع لاعتلاء القمة فقط.. وأعجبني طار العشري بتصريحه انه يتطلع ولاعبو إنبي إلي الفوز ببطولة الدوري.. وهو تطلع مشروع يدعمه قدرات هذا الفريق الذي كان يترنح الموسم الماضي. ويكافح من أجل البقاء حتي جاءه العشري الذي اعتبره أفضل مدرب مصري. ورشحته للقب في أكثر من استفتاء.. ونفس التطلع أرصده في وجدان حسام حسن إلا أنه يتعمد إخفاءه حتي يقف الاتحاد السكندري علي قدميه. ويتقدم لمستوي المنافسة لأنه مازال بعيدا عنها ومن الذكاء عند العميد ألا يورط نفسه بالتصريح بما يفكر فيه ويحلم به توأمه إبراهيم.. وذلك علي طريقة الراحل محمود الجوهري الذي كان يجعل الباب مواربا دائما إذا عانده التوفيق.. فإذا لعبت الكرة معه صال وجال حتي يصل إلي هدفه. ويخطف البطولة.. خاصة إذا ما كانت لديه عناصر لديها نفس الطموح الخفي. وهذا ما سوف يبحث عنه حسام حسن في انتقالات الشتاء. نحن مع واحد من أحلي المواسم الكروية. وسوف تزداد حلاوة مع العودة التدريجية للجماهير في المدرجات.. وإن كنت عند رأيي الذي أشرت له في مقال سابق بأن الزمالك هو الأقرب لبطولة الدوري هذا الموسم.. وأن الأهلي الأبعد عن اللقب ما لم تحدث مفاجآت شديدة في سباق القمة.. وهي موجودة دائما في كرة القدم.