يعرض مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية الساعة السابعة مساء يوم الإثنين المقبل الموافق 8 أكتوبر بالقاعة الكبرى بمركز المؤتمرات ثلاثية “الطريق إلى الله”؛ آخر أفلام المخرج المصري العالمي الراحل شادي عبد السلام، وذلك بالتعاون مع المركز القومي للسينما وجمعية أصدقاء متحف عالم شادي عبد السلام. ينظم هذه الاحتفالية متحف عالم شادي عبد السلام، وهو أول متحف أقيم بمكتبة الإسكندرية لعرض مقتنيات فنية. ويتزامن موعد عرض فيلم “الطريق إلى الله” مع تاريخ رحيل المخرج الكبير شادي عبد السلام في 8 أكتوبر 1986. و فيلم “الطريق إلى الله” مكون من ثلاثة أفلام تسجيلية قصيرة للراحل شادي عبد السلام، وقد وافته المنية قبل استكمال المراحل النهائية لهذه الأفلام، فتعهد المركز القومي للسينما أثناء رئاسة المخرج مجدي أحمد علي بتوفير الدعم المالي والفني لإحياء هذه الأفلام الهامة. قام باستكمال المونتاج وباقي المراحل النهائية خبير المونتاج الدكتور مجدي عبد الرحمن وهو صديق وتلميذ للمخرج الراحل، وكان أول عرض عالمي لفيلم “الطريق إلى الله” في الدورة الخامسة عشر لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة يوم 15 يونيو 2012. وينقسم الفيلم إلى ثلاثة أجزاء؛ الجزء الأول عنوانه “الحصن” والفيلم الثاني عنوانه “الدنداراوية” وتدور فكرة الفيلمين حول أصالة سعي الإنسان المصري لفهم الحياة وممارستها بشكل صحيح وإيجابي عن طريق دوام الصلة بالله والسعي لنيل رضاه، بالذكر وبالتمسك بالأرض وبالروح الطيبة وبنبذ الخلافات والتوحد، وكان ذلك ضمن مشروع بدأه في منتصف السبعينات لوصف مصر سينمائيا؛ أما الفيلم الثالث فهو اقتراب ومشاهدة لتصور شادي عبد السلام لما كان سيكون عليه حلمه الذي لم يكتمل “ماساة البيت الكبير، أخناتون” وهو الفيلم الذي ظل يعمل به حوالي 12 عام ولم تتاح له الفرصة ولا العمر لتنفيذه. ورغم أن شادي عبد السلام لم يخرج إلا فيلمًا روائيًا طويل واحدًا، هو فيلم “المومياء، يوم تحصى السنين” إلا إنه كافيًا لأن يجمع كبار السينمائيين في مصر والعالم، على اعتبار فيلم “المومياء” واحدًا من أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، حتى أن المخرج العالمي الشهير مارتن سكورسيزي قام باختياره لتقوم المؤسسة العالمية للسينما بترميمه، وبعد أن تم ترميمه قدمه سكورسيزي بنفسه في الدورة 63 لمهرجان كان السينمائي عام 2010، وفي العام التالي قام بترميم فيلمه القصير “الفلاح الفصيح” المأخوذ عن نص مصري قديم مكتوب على بردية عمرها حوالي 4000سنة. وكان فيلم “الفلاح الفصيح” قد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان فينيسيا السينمائي عام 1970. وبالاضافة الى أن شادي عبد السلام مخرجًا استثنائيًا فهو أيضًا كاتب سيناريو ومصمم للديكور والملابس ورسام ومصور ومعماري، وقام بتصميم الملابس والديكورات الخاصة بأفلام معروفة في السينما المصرية منها أفلام تاريخية مثل “الناصر صلاح الدين”، “واسلاماه”، “رابعة العدوية”، “أمير الدهاء”، وأفلامًا أخرى مثل “الرجل الثاني”، “الخطايا”، “بين القصرين”، وغيرها، كما عمل في أفلامًا عالمية مثل فيلم “كليوباترا” الشهير للمخرج الأمريكي “جوزيف مانكوفيتش” ومن بطولة إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون وهو حائز على 4 جوائز أوسكار، وفيلم “فرعون” للمخرج البولندي “جيرزي كافليروفيتش” والذي رشح كأفضل فيلم أجنبي في مهرجان كان السينمائي عام 1966 وفي مهرجان أوسكار السينمائي عام 1967. ولم يكن المشاهد الغربي أو الأجنبي هو من يشغل الفنان شادي عبد السلام بل “الإنسان المصري” بكل ما تحمل الكلمة من معان، حتى أنه بعد فيلمي المومياء والفلاح الفصيح اتجه منذ أوائل السبعينات وحتى وفاته إلى إخراج أفلامًا تعليمية أسلوبها سلس وسهل وتقدم المعلومة للنشء بشكل ممتع وبسيط، وكانت كلها تدور حول الهوية المصرية وأصل هذا البلد العجيب الذي ساد العالم بالقيم النبيلة وبالعلم لزمن يقارب حوالي ثلثي العمر المعروف للإنسان، ووضع أسس العلم واستجاب أهله بترحاب للرسالات السماوية عن إيمان عميق وأصيل. جدير بالذكر أن متحف “عالم شادي عبد السلام” بمكتبة الإسكندرية يضم مجمل أصول أعمال المخرج الكبير من تصميمات لمشاهد سينمائية وملابس واكسسوارات، بعضها تم تنفيذه وبعضها لم يتم، كما يضم المتحف أدوات الرسم الخاصة به، وقطع أثاث كانت بمنزله قام بتصميمها بنفسه، وبعض مقتنياته الأخرى، ومكتبته الخاصة. وبالمتحف أيضًا توجد “قاعة آفاق”، وهي قاعة تعرض بها يوميًا الأفلام التي أخرجها شادي عبد السلام وأغلبها أفلامًا تسجيلية وتعليمية، وبعض الأفلام التي شارك بها كمصمم للملابس والديكور وأغلبها أفلامًا تاريخية، كما تعرض بعض الأحاديث التلفزيونية التي أجراها الفنان، وبعض الأفلام والبرامج التي تتناول حياته وأعماله.