ربما ليست المرة الأولى التى أحذر فيها من خطورة فطر الإرجوت الذي يصيب محصولي القمح والشعير، إلا أن معالي وزير الزراعة قد أصدر القرار الوزاري رقم 1117 لسنه 2016 بتاريخ 3/7/2016 ، والذى يسمح باستيراد شحنات القمح المحتوية علي النسبة المقررة عالمياً من فطر الإرجوت، وقد استند القرار علي توصية مجلس الوزراء الصادرة بالقرار رقم 22/06/16/1 بتاريخ 21/6/2016. وتنص المادة الثالثة من القرار الوزاري على الآتى: تتخذ كافة الاجراءات الحجرية اللازمة لضمان عدم تسرب هذا المرض من الرسائل الزراعية المنقولة والمخزنة في الصوامع إلي حين تصنيعها. وتبدأ الكارثة بقيام وزارة التموين باستيراد شحنات من القمح المحتوي علي النسبة المقررة عالمياً من فطر الإرجوت في نفس توقيت حصاد القمح المصري الخالي تماما من هذا الفطر، والجميع يعلم أنه قد تم خلط القمح المحلي بالمستورد المصاب بالفطر. وهنا أقول للقيادات السياسية :احذروا الكارثة الكبري التي ستدمر زراعة القمح والشعير في مصر وهي قيام عدد كبير من المزارعين بزراعة هذا القمح المستورد المصاب بفطر الإرجوت في أراضيهم الموسم الشتوي القادم 2016/2017، اعتقادا منهم أن القمح المستورد يعطي إنتاجية عالية، حيث أن المزارع المصري لم يري من قبل شكل أو لون او حجم تجمعات فطر الإرجوت، وهنا تحدث الكارثة لأن هذا الفطر لو وصل إلي الأراضي المصرية يكون من الصعوبة مقاومته ويصبح وباء يدمر المحصول وما يترتب على ذلك من تدمير لصحة المواطن المصري. ونظرا لعلمي بتداعيات هذا المرض اللعين علي الزراعة وصحة المصريين فإنه من الواجب علي وزارة الزراعة التحرك فوراً اليوم قبل غداً بحملات ارشادية في جميع المحافظات لتوعية المزارعين من خطر زراعة القمح المستورد في اراضيهم الموسم الشتوي القادم 2016/2017 . مع ملاحظة ان المزارع المصري لم يري من قبل شكل هذا الفطر، لذلك يجب أن يكون مع المنفذين لتلك الحملات الإرشادية صور تبين شكل ولون وحجم تجمعات الفطر، كما أنه من الضروري قيام وسائل الإرشاد المسموعة والمرئية فوراً ببث ارشادات حول هذا الفطر ومدي خطورته، حتي لايقوم المزارعين بزراعة القمح المستورد المحتوى علي الفطر، وتجدر الإشارة إلي أن موسم زراعة القمح الجديد سيبدأ بعد حوالي أربعة أشهر. أ.د محمد عبد الحميد نوفل – رئيس قسم خصوبة الأراضى ورئيس الإدارة المركزية للأراضى والمياه الأسبق