قال مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء إن اقتحام البلدان والاستيلاء عليها وقتل أهلها ونهب أموالهم هو من قبيل «الإفساد في الأرض» المحرم شرعًا والذي يستحق فاعله أقصى العقوبة لأنه إفساد منظَّمٌ يتحرك صاحبه ضد المجتمع. وشدد المرصد في رده على دعوة أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» للانضمام إليه والهجرة إلى الدولة الإسلامية أو حمل السلاح والقتال أينما كانوا في أنحاء العالم، بأنها دعوة لإثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل باستحلال الدماء والأموال بين أبناء المجتمع الواحد تحت دعاوى مختلفة، مؤكدًا أن «إعلان حركة أو تنظيم بعينه ممن يَدَّعون إسلامية الحكم للخلافة إعلان باطل شرعًا لا يترتب عليه أي آثار شرعية بل يترتب عليه آثار خطيرة ومفاسد جمة يُبتلى بها الإسلام والمسلمون في كافة أنحاء المعمورة». وأضاف المرصد في بيان له، الجمعة، أن الشرع الشريف حرم سفك الدماء ورهَّب ترهيبًا شديدًا من إراقته أو المساس به بلا حق وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وأكد المرصد أن الله حرم قتل النفس مطلَقًا بغير حق، بل جعل الله تعالى قتل النفس- مسلمة أو غير مسلمة- بغير حق قتلاً للناس جميعًا. وحول إدعاء «البغدادي» بأن القتال معه وتحت رايته هو عين الجهاد، أكد المرصد أن الجهاد حق وفريضة محكمة لا يملك أحد تعطيله ولا منعه ولكنه إذا تفلت من الضوابط الشرعية ولم تطبق فيه الأركان والشروط والقيود والضوابط المعتبرة خرج عن نطاق الجهاد المشروع فتارة يصير إفسادًا في الأرض وتارةً يصير غدرًا وخيانة فليس كل قتال جهادًا ولا كلُّ قتل في الحرب يكون مشروعًا كما يدَّعون. وأكد المرصد أن الجهاد قد شُرع لرفع العدوان ودفع الطغيان فالمسلم مأمور شرعًا ألا يعتدي على أحد من الخلق والله تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة لكل الخلق وهو من فروض الكفايات ولابد أن يكون تحت راية ويعود أمر تنظيمه إلى ولاة الأمور ومؤسسات الدولة المختصة الذين ولاهم الله تعالى أمر البلاد والعباد وجعلهم أقدر من غيرهم على معرفة مآلات هذه القرارت المصيرية