جوناثان أموس مراسل بي بي سي للشؤون العلمية، كان المركبة المدارية لتتبع مصدر الغازات على وشك الخضوع لاختبارات ميكانيكية وحرارية تجري الاستعدادات لإجراء الاختبار النهائي على القمر الاصطناعي "أوروبا" قبل دخوله الخدمة الفعلية إذ من المقرر أن يُرسل إلى المريخ في أوائل العام المقبل. وستدرس هذه المركبة الفضائية التي تحمل اسم "المركبة المدارية لتعقب مصدر الغازات (TGO)" الغلاف الجوي لكوكب المريخ، كما ستسقط مسبارا تجريبيا على سطح الكوكب بهدف معرفة كيفية إنزال المسبار المقبل بشكل آمن في عام 2019. وقاد مهندسون بشركة "تاليس الينيا الفضائية" بمدينة كان الفرنسية عملية بناء المركبة الفضائية. وسوف تتولى روسيا، شريك أوروبا في المشروع، عملية إطلاق المركبة نحو الفضاء في طريقها إلى كوكب المريخ. وسيحدث ذلك على متن صاروخ "بروتون" من قاعدة بايكونور في كازاخستان في يناير/كانون الثاني. وسيستغرق الوصول إلى المريخ نحو تسعة أشهر. ويعكف مهندسو شركة "تاليس الينيا الفضائية" الآن على ضم وحدة الإنزال المعروفة باسم "شياباريلي" إلى المركبة. وقال فينتشنزو جورجيو، مدير الشركة للبرامج العلمية: "سوف يجرون اختبارات بشأن عملية الاهتزاز، وهي اختبارات ميكانيكية مطلوبة، قبل أن ينتقلوا إلى غرفة الفراغ الحراري. وبعد ذلك، سيكون هناك بعض الاختبارات الإضافية الشاملة، قبل أن ننطلق هذا الصيف". وكانت شركة "تاليس الينيا الفضائية" تعتزم القيام ببعض الاختبارات النهائية بمقر الشركة في مدينة تورينو الإيطالية، لكن إجراء جميع الاختبارات في مدينة كان سيوفر بضعة أسابيع من الجدول الزمني المقرر. وستعمل وكالة الفضاء الأوروبية على دراسة الغلاف الجوي للمريخ بالتفصيل، إذ يتسم هذا الكوكب بوجود تركيزات منخفضة من الغازات، ومن ضمنها غاز الميثان، الذي يمكن أن يكون وجوده إشارة إلى وجود نشاط بيولوجي على الكوكب. ستختبر وحدة "شياباريلي" التكنولوجيات الرئيسية اللازمة لهبوط المسبار "إكسو مارس" في 2019 ومع ذلك، ستكون المهمة الأولى للمركبة الفضائية هي إرسال وحدة "شياباريلي". وستطلق هذه الوحدة، التي يصل وزنها إلى 600 كيلو غرام، قبل ثلاثة أيام من وصول المركبة إلى مدار المريخ. وسوف تدخل وحدة "شياباريلي" الغلاف الجوي لكوكب المريخ بسرعة 5.8 كيلو متر في الثانية، وستستخدم مظلات ومحركات لإبطاء هبوطها قبل النزول على السطح بسرعة واحد متر في الثانية فقط. وستحتوي الوحدة على طبقة خاصة لتخفيف قوة الارتطام. وبالرغم من أن وحدة "شياباريلي" ستنقل بعض المعلومات عن الطقس بمجرد نزولها بنجاح على سطح الكوكب، فإن مهمتها الرئيسية هي اختبار التكنولوجيات الرئيسية اللازمة لهبوط المسبار "إكسو مارس" بعد ثلاث سنوات. وسوف تستخدم جميع عناصر نظام التوجيه والملاحة والسيطرة، ومقياس ارتفاع رادار دوبلر ووحدات قياس القصور الذاتي، سوف تستخدم كل هذه العناصر مرة أخرى في آلية هبوط المركبة. سوف ترسل المركبة المدارية معلومات إلى الأرض عن طريق جهاز استشعار متطور ويجري بناء معظم هذه الآلية من قبل شركة "لافوتشكين" الروسية، في حين تم تجميع المسبار نفسه من قبل "إيرباص للدفاع والفضاء" في المملكة المتحدة. وتعتبر "المركبة المدارية لتعقب مصدر الغازات" والمسبار برنامجا مشتركا من قبل وكالة الفضاء الأوروبية. وانضمت وكالة الفضاء الروسية إلى المشروع عندما قلص الأمريكيون حجم مشاركتهم. ولا تزال الولاياتالمتحدة تساهم فنيا في كل من "المركبة المدارية لتعقب مصدر الغازات" والمسبار، كما تلعب دورا كبيرا في إمداد المسبار بحزمة اتصالات تسمح لأجهزة الروبوت بإرسال البيانات الخاصة بها إلى الأرض.