أغلقت الحكومة التونسية حدودها مع ليبيا لمدة ثلاثة أيام لتأمين الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم الأحد 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقالت وزارة الدفاع إنها حشدت أكثر من 38 ألف ضابط وجندي لتأمين السباق الرئاسي، في حين تعهد المرشح الرئاسي الباجي قايد السبسي التعاون مع كل الأطراف بما فيها حركة النهضة التي نفت تبنيها أي مناورات خلال الانتخابات. وقال بيان للحكومة إن غلق الحدود مع ليبيا يهدف إلى تفادي كل ما يعكر صفو الأمن خلال الانتخابات الرئاسية وتأمين المسار الانتخابي . ويتضمن القرار غلق المعبرين الحدوديين رأس جدير والذهيبة، باستثناء عبور البعثات الدبلوماسية والحالات الاستثنائية والمستعجلة مع فتح المجال أمام المغادرين من الليبيين من تونس في اتجاه ليبيا . من ناحيتها أعلنت وزارة الدفاع التونسية أنه تم حشد أكثر من 38 ألف ضابط وجندي لتأمين الانتخابات . ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم الوزارة قوله إن المؤسسة العسكرية قامت بتعزيز منظومة التدخل السريع براً وبحراً وجواً وتحسين منظومة الإسناد اللوجستى خلال الانتخابات من أجل تفادي بعض النقائص والصعوبات التي طرأت خلال الانتخابات التشريعية . وأضاف أن التشكيلات العسكرية الموجودة في الثكنات "على استعداد لتعزيز منظومة التدخل لفائدة مراكز الاقتراع برا وجوا وبحرا إذا اقتضى الأمر" . ولفت إلى أنه "تم خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية تخصيص نحو 26 ألف عسكري للتأمين المباشر للعملية الانتخابية و6 آلاف عسكري للتدخل السريع وأكثر من 6 آلاف عسكري في الثكنات العسكرية للتدخل عند الحاجة". وتزامن ذلك مع عمليات مداهمة نفذتها قوات الأمن التونسية في أحياء مدينة سيدي بوزيد لتعقب المطلوبين للعدالة لتورطهم بالخصوص في قضايا إرهابية . وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن قوات الحرس الوطني قد تمكنت الأربعاء، من القضاء على عنصر إرهابي مسلح في عملية تبادل لإطلاق النار بالمدخل الجنوبى لمدينة سيدى بوزيد. في غضون ذلك، تعهد رئيس حزب حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي الذي يتصدر الاستطلاعات للفوز بالسباق الرئاسي، إن حزبه الذي تحصل على أغلبية نسبية لن يسعى إلى التغول أو الانفراد بالسلطة وانه سيتشاور مع حركة النهضة صاحبة الكتلة الثانية في البرلمان الجديد. وقال الباجي أمام الآلاف من أنصاره "لن يعطي ثقته لمن أحاط نفسه بالسلفيين التكفيريين وأعضاء رابطات حماية الثورة"، في إشارة إلى منافسه المرشح للرئاسية محمد المنصف المرزوقي . من جهة أخرى أكدت حركة النهضة الإسلامية في مؤتمر صحفي الخميس بقاءها على الحياد إزاء مرشحي السباق الرئاسي خلافا لما يشاع من تأييد واسع للحزب للمرشح المستقل المنصف المرزوقي. وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب زياد العذاري إن قرار حزبه لا يعكس مناورة سياسية وإنما التزام فعلي تفاديا لتعميق الاستقطاب في البلاد لكنه أكد أنه قرار يمكن مراجعته لاحقاً إذ إنه لا يرتبط بالدور الأول أو الثاني حسب ما ذكرت جريدة الخليج الإماراتية.