أرشيفية قالت صحيفة "السفير" اللبنانية، إن عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى لبنان حظت بموافقة السعوديين والأميركيين وتشجيع الأوروبيين وخصوصا الفرنسيين. وذكرت الصحيفة أن هؤلاء وغيرهم يعولون الكثير على عودة الحريري، في اتجاه محاصرة النيران التي أشعلتها شرارة الإرهاب الذي أصاب عرسال وجاراتها، ومن ثم منع تجددها أو تمددها نحو مناطق أخرى، على أن يستكمل هذا الجهد العسكري والأمني المشترك، بانفتاح سياسي يعيد رسم الخريطة السياسية الداخلية، بكل مكوناتها وتوازناتها وتحالفاتها وصولا إلى وضع لبنان على سكة مرحلة سياسية انتقالية يشكل انتخاب رئيس جديد للجمهورية أبرز عناوينها، على أن يكون توافقيا وممثلا حقيقيا للوجدان المسيحي، وضامنا لعلاقات تشاركية تشجّع المسيحيين على البقاء في أرضهم، أو عبر ابتداع صيغة رئاسية انتقالية لمدة معينة لا تتجاوز نصف الولاية (ثلاث سنوات) ولا تقل عن سنة. وأشارت "السفير" إلى أن واشنطن حاولت قرع أبواب طهران، عن طريق باريس، سعيا إلى تسوية رئاسية لبنانية، وأن الفرنسيين قالوا للإيرانيين "إننا لا نملك مبادرة رئاسية محددة حتى الآن، لا نحن ولا الأميركيون، لكن حان الوقت لاستخلاص نتائج الحوار المفتوح بين العماد ميشال عون والرئيس الحريري، خصوصا أن الوضع اللبناني بعد أحداث عرسال، بات خطيرا جدا وأظهر خطورة ملف النزوح السوري على بنية لبنان، وهذا الأمر يستوجب التسريع في انتخاب رئيس لبناني جديد". وذكرت الصحيفة أن الإيرانيين أدركوا أن ثمة تعويل غربي على إمكان ممارستهم ضغطا على «حزب الله» لفرض مرشح تسوية، فبادروا إلى دعوة الفرنسيين وغيرهم إلى قرع أبواب الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وبالفعل جرت محاولات لجس نبضه من جهات لبنانية وخارجية، وكان جوابه واضحا ب«أننا لن نخرج من العماد ميشال عون ما دام مستمراً بترشحه لرئاسة الجمهورية، وننصح الجميع بمحاورته لا أن يحاولوا إجراء أية مقايضات معنا». وكشفت الصحيفة أن الأميركيين حاولوا بالأمس القريب جسّ نبض العماد مشال عون حول فرص الاتفاق على مرشح تسوية يكون له دور مرجّح في تسميته، فردّ عون «لقد جرّبت أن أكون صانع الرؤساء، ولن أعود إلى هذا الخيار ثانية». وأوضحت أن المرحلة الانتقالية تشتمل أيضا على تمديد ولاية مجلس النواب تقنيا لمدة سنة قابلة للتجديد، وفق الصيغة التي طرحها النائب وليد جنبلاط على الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، وهي صيغة تحظى بموافقة أغلبية نيابية، برغم المزايدات السياسية بعنوان رفض التمديد والإصرار على انتخاب رئيس لن تتبلور صورته قبل إنجاز التفاهمات الكبرى في المنطقة.