ارشيفية أعرب حاكم ولاية تكساس الأمريكية الجمهوري ريك بيري عن اعتقاده بأن اتباع السياسات الإنعزالية التي تنأى بالولاياتالمتحدة عن المشاركة في إيجاد حلول للأزمات العالمية من شأنها زيادة مخاطر الارهاب. واستهل بيري مقالا – أوردته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم السبت بالحديث عن تفهمه للأسباب التي دفعت بعض المسؤولين بالإدارة الأمريكية للترويج لمثل هذه السياسات، ومنها حقيقة أن المواطنين سئموا بالفعل من خوض الحروب وأن ما يخرج منهم من تصريحات بهذا الشأن ما هي إلا رد فعل انساني لما حدث ، لكنه قال " إننا نعيش لسوء الحظ في عالم تؤدي فيه اتباع السياسات العالمية إلى احداق المخاطر على الأمن العالمي". لذلك ، رأى أنه من المؤلم للغاية سماع تصريحات بعض الجمهوريين، ومنهم حاكم ولاية كنتاكي راند بول، وهم يقترحون بضرورة تجاهل ما يحدث في العراق، وهو ما يعني تجاهل التهديد العميق الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) على أمن الولاياتالمتحدة والعالم بأسره. وقال " إنه مع تواجد تنظيم داعش، الذي ظهر في سوريا وأصبح يسيطر على أراضي شاسعة من العراق ويملك العديد من مخازن السلام ورأس المال، أصبح العالم يواجد كيانا أكثر تطرفا من تنظيم القاعدة"، مشيرا إلى نجاح هذه المجموعة في أساليب التدريب وتطوير ذاتها من الناحية التكنولوجية، لا سيما فيما يخص مسائل التجنيد، والتي مكنتها من تجنيد الاف الاشخاص الذين يحملون جوازات سفر أوروبية وأمريكية. واعتبر بيري أن هذا السيناريو يمثل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي الأمريكي – وهو ما يغض بول طرفه حياله حسب تعبيره- نظرا لإمكانية أن تساعد أي من هذه الجوازات حامليها على شراء تذكرة سفر للولايات المتحدة، حتى بدون الحصول على تأشيرة دخول، مضيفا:" أنه من المؤلم تخيل قيام أحد الأمريكيين بحمل قنبلة لتفجير نفسه داخل الأراضي الأمريكية " ، معيدا إلى الأذهان حادث مقتل أربعة أشخاص بأحد المعابد اليهودية في بروكسل على يد أوروبي حاصل على تدريب من جانب إحدى التنظيمات الارهابية. ومضي بيري يقول " أن الجميع رأى الرئيس باراك أوباما وهو يضع خطوطه الحمراء ، لكننا أدركنا عقب ذلك أنها كانت مجرد تهديدات بلاغية أو حيلة تفاوضية أكثر من كونها تعهدا بإتخاذ رد فعل ، لذا فإن هذا السلوك من القيادة المتخبطة مهد الطريق لنمو التنظيمات الارهابية على غرار تنظيم داعش ، كما أنه مكن تنظيم القاعدة من إعادة توحيد صفوفه ". وأوضح أن عواقب ذلك تجلت في عدم وجود أي خيارات جيدة حتى تتخذها واشنطن حيال العراق أو سوريا ، وقال " إن الخيارات الرديئة التي نواجهها اليوم هي ثمن فشل قيادتنا ، ومع ذلك يمكن لأوباما – بل يجب عليه – أن يفعل المزيد من خلال جيشه وأجهزته الإستخباراتية للمساعدة على كبح جماح داعش".