تعيش صناعة السياحة فى مصر أزمة حقيقية، على خلفية بعض الحوادث التى تتضمن سقوط الطائرة الروسية ثم مقتل المواطن الإيطالى، ما أدى لخسائر فادحة نتيجة لصدور قرار حظر روسى أعقبه آخر بريطانى وإيطالى لمواطنيهم لعدم السفر إلى مصر وشرم الشيخ، ومن المتوقع استمرار الأزمة لفترة قادمة حتى عودة الرحلات مرة أخرى إلى مصر. ولكن كيف تدير هيئة تنشيط السياحة الأزمة؟ وكيف ستعمل خلال الفترة القادمة لإعادة السائحين إلى مصر وإحياء «صناعة الأمل» من جديد. هذه التساؤلات وغيرها عرضناها على «سامى محمود» رئيس هيئة تنشيط السياحة فكانت إجاباته فى السطور القادمة..فى البداية قال سامى محمود إن وزارة السياحة لجأت للتعاقد مع شركة إنجليزية لإرسال رسالة إيجابية للعالم بأن مصر حريصة على حماية مطاراتها أمنيًا وحماية سائحيها القادمين إليها، فهى إحدى الشركات العالمية للاستشارات الأمنية التى تطبق المعايير الدولية لتوفير أقصى درجات الأمن والسلام الخاصة بالمطارات العالمية حيث ستمنح مصر شهادة دولية عالمية تؤكد صلاحية مطارات مصر لاستقبال ضيوفها وتقوم بمراجعة كافة الإجراءات الأمنية حاليًا بمطار القاهرة، شرم الشيخ، مرسى علم، وسوف تنتهى من عملها يوم 28 إبريل القادم وستقدم لنا تقرير متكامل عن كافة الإجراءات الأمنية بهذه المطارات، على أن يتم تعميم عملها بكافة المطارات الأخرى بمصر ومنها مطار الغردقةوالأقصر وأسوان. وأشار رئيس الهيئة إلى أن التعاقد مع الشركة تم من خلال وزارة الطيران وتم سداد قيمة التعاقد من صندوق السياحة بقيمة 700 ألف دولار. وكشف سامى محمود بأننا نخسر شهريًا 2 مليار جنيه منذ سقوط الطائرة الروسية، واستطرد قائلًا: الوزارة مهما دفعت من مبالغ أيًا كان للترويج للمنتج السياحى المصرى أو لشركات التفتيشات الأمنية وحجم الخسائر التى لحقت بالمنتجات السياحية لا تقارن بالخسارة التى يتكبدها القطاع شهريًا وذلك لقناعتنا التامة كمسئولين سياحيين بمردود تلك التكلفة الإيجابى لعودة السياحة قريبًا إلى مصر. وعن إدارة الأزمة التى لحقت بالقطاع بعد مقتل الشاب الإيطالى «ريجيينى» قال سامى محمود إن مقتل الشاب الإيطالى عمق جراح السياحة بتقليص الحركة الإيطالية الوافدة إلى مصر حيث تزامن مقتله مع انعقاد أكبر معرض سياحى إيطالى فبالتالى كان له مردود سلبى على الإيطاليين مما أدى إلى تخوفهم من المجىء إلى مصر كما تزايدت الدعاية السلبية على مصر وانعكس ذلك على دول أوروبية أخرى. وأبدى رئيس هيئة تنشيط السياحة تحفظه على تأخير إعلان نتائج التحقيقات وإعلان الحقائق الخاصة بهذه القضية، مضيفًا: العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بعد توسع وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى والتى تنشر أخبارًا سلبية كثيرة وتزيف الحقائق، ويجب أن نعى هذا وأن تكون لدينا مجموعة لإدارة الأزمات تتبع مجلس الوزراء تتجمع لديها كافة المعلومات ويكون هناك متحدث رسمى واحد لها يعلن الحقائق للإعلان حتى ولو ساعة بساعة بحيث لا يترك فرصة لتناثر الإشاعات والأقاويل التى تعطى رد فعل سلبى حتى وإذا كانت الأزمة صغيرة نقطع الطريق على تضخيمها. وأوضح رئيس هيئة تنشيط السياحة أن مصر فقدت 80% من حجم السياحة الإيطالية الوافدة لمصر فى يناير الماضى مستطردًا: ولكن فى اعتقادى أن الأمور ستتحسن كثيرًا أوائل مايو وستعود الحركة إلى شبه طبيعتها. وعن الأسواق التى يمكن الاعتماد عليها بعد تراجع الأسواق الرئيسية، قال محمود بأننا تأثرنا بشدة بعد الأزمات التى تحدثنا عنها حيث تراجعنا بشهر يناير 2016، 46% من نسبة السياحة الوافدة مقارنة بالعام الماضى من نفس الشهر، بنسبة تراجع 50% من حجم السياحة الوافدة على مصر نتيجة توقف السياحة الإنجليزية والروسية التى تمثل تقريبًا من 40 - 45% من حجم السياحة الوافدة. فرأينا لابد من التوجه للأسواق الأخرى حتى لا نعتمد فقط على الأسواق الرئيسية وهى إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، وروسيا، ألمانيا فبحثنا عن الأسواق البديلة.. وهى تعطى فى البداية أعدادًا ليست كبيرة لكن على المتوسط ستعطى أعدادًا أكبر مثل السوق الأوكرانى، البولندى، رومانيا، دول وسط آسيا ومنها جورجيا، أرمينيا، كازاخستان وكذلك الأسواق البعيدة مثل الصين، الهند، أمريكا اللاتينية وفى أسواق من الممكن أن تعوض ولو بشكل جزئى عن ما نتج من انحسار السياحة الإنجليزية والروسية المحظورة الآن. وأشار رئيس هيئة تنشيط السياحة إلى أن السوق الإنجليزى لم يتأثر نفس القدر لفرض حظره فقط على شرم الشيخ، ولكن السوق الروسى تراجع خلال شهر يناير 2016 بنسبة 97.7% مقارنة بنفس الشهر 2015، وتراجعت الليالى السياحية بنسبة 99% من نفس التوقيت. وعن توقف الحملة الدعائية لمصر والتى تدير أعمالها إحدى الشركات الإنجليزية الدعائية (b.w.t) قال سامى محمود: إننا تعاقدنا مع الشركة فى شهر سبتمبر عام 2015 وكان من المفترض إطلاق الحملة فى 31 أكتوبر 2015 الماضى وتم الإعداد للحملة بالفعل وجاء حادث سقوط الطائرة الروسية 31 أكتوبر. فرأينا فى ذلك الوقت تأجيل الحملة الدعائية بعد تزايد الأثر السلبى لتلك الحادثة لحين تحسن الأوضاع، واستطرد قائلًا: ولكن رأينا رؤية بديلة بإطلاق حملة علاقات عامة فقط لتحسين صورة مصر فى الخارج من خلال شركة وسطية متعاقدة مع الشركة الرئيسية للحملة وتم إطلاقها أوائل فبراير الماضى وستغطى 14 سوقا حتى أواخر إبريل تدريجيا بالأسواق ومنها بولندا، ألمانيا، أوكرانيا، بلجيكا، الصين، اليابان، الهند. لكن حملة السوق الإنجليزى والروسى متوقفة لحين اتخاذ السلطات الإنجليزية والروسية قرار رفع حظر السفر لمصر. فهناك مفاوضات جارية ومستمرة على ثلاث مستويات المستوى السياسى من خلال وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية، وأمنية جارية من خلال الأجهزة الأمنية المعنية، مفاوضات من خلال قطاع السياحى عن طريق منظمى الرحلات وشركات السياحة وكان آخرها المؤتمر الذى أطلق عليه «التخطيط من أجل النمو» وحضره مجموعة من منظمى الرحلات وشركات الطيران وبعض خبراء قطاع السياحة وبحضور الدكتور طالب الرفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية وكان الغرض منه تبادل الآراء والأفكار على كيفية الترويج لمصر فى ظل الظروف التى نعانى منها. واتخاذ قرارات فى هذا الشأن والاستماع لأرائهم فى حلول سريعة للقطاع. وأشار رئيس الهيئة إلى أن هناك تفاؤلا بعد إعلان إحدى الشركات الإنجليزية الكبرى العالمية بعودة طائرتهم أوائل مايو لشرم الشيخ وهذه رسالة إيجابية وستشجع الشركات الأخرى للعودة لشرم الشيخ. وعن الحوافز المقدمة للسوق العربى قال محمود: عندما رأينا أن السوق العربى غير متأثر بدأنا الحملة به بداية يناير لمدة شهر انتهت ونقوم حاليا بالتجهيز لحملة أخرى ستطلق آخر شهر إبريل القادم، مضيفا: خلال الفترة الماضية وزارة السياحة استضافت العديد من الإعلاميين من دول الخليج لدعم بعض المبادرات التى قامت بها الدول لدعم مصر ومنها الإمارات والسعودية والبحرين والكويتلشرم الشيخ. أضاف رئيس هيئة تنشيط السياحة أن الهيئة ستشارك بملتقى الاستثمار السياحى من 20 - 23 أبريل القادم 2016 والذى يرعاه بيت الكويت للأعمال الوطنية برئاسة يوسف العميرى وسيترأس الوفد المصرى هشام زعزوع وزير السياحة. وتابع: حقق السوق العربى نسب مرتفعة العام الماضى حيث كانت السعودية فى المرتبة الأولى فعدد السائحين الوافدين منها إلى مصر بلغ 450 ألف سائح، وتليها الكويت والتى بلغ فى زائروها لمصر تقريبا 125 إلى 150 ألفًا. وتساوت فى أعدادها الأردن وتليها لبنان وبلغ أعداد السائحين الإماراتيين 55 ألف سائح. وقال محمود: اتخذنا قرارات جيدة فى تسهيل التأشيرة ستسفيد منها دول المغرب العربى الجزائر، تونس، المغرب، وسيكون لها انعكاس إيجابى عليها. وكذلك المقيمون فى دول الخليج من عاملين يحملون مثلا الجنسية الهندية، السيربلانكية، باكستانى وله حق الإقامة فى دول الخليج وحق الحصول على التأشيرة منذ وصوله إلى مطار القاهرة، وذلك سيساعد كثيرًا فى الحركة الوافدة من الدول العربية. حيث تحرص العديد من الأسر العربية ومعظمها يريد المجىء مصطحبين مساعديهم. وعن القوافل التنشيطية للدول المستهدفة. نفى رئيس هيئة تنشيط السياحة إقامة قوافل بالدول المستهدفة وأكد أنها زيارات وليست قوافل تضم مجموعة عمل حكومى وخاص يلتقى بمنظمى الرحلات وشركات الطيران لبحث عودة السياحة إلى مصر ومنها 3 مدن وسط آسيا وهى جورجيا، كازاخستان، ارمينيا، السعودية، الكويت وكانت نتيجتها جيدة ستكون هناك رحلات شارتر أوائل يوليه. ونفى محمود تجميد أعمال مكتب المطار الخاص بهيئة تنشيط السياح معللاً تقليص نشاطه، بالفعل على تطويره ضمن منظومة العمل وتنظيم مكاتب الهيئة الداخلية الأخرى فى جميع أنحاء الجمهورية، كاشفًا عن عدم رضائه تماما عن أداء أعمال المكاتب جميعًا حيث يتكدس فيها حوالى 300 موظف يمثلون تقريبا حوالى 35 - 40% من حجم العمالة فى الهيئة حيث إنه على سبيل المثال مكتب المطار به 36 موظف بينما العدد الأمثل ينبغى أن لا يتعدى 18 موظفًا به، مضيفًا: قمت بتشكيل لجنة برئاسة رئيس قطاع الشئون الفنية لإعداد نموذج حديث للمكاتب للاستعلامات السياحية. مجهز تكنولوجيا يوضح مكتب استعلامات الهيئة باستاند به علامة ال (i) وبه شاشات عرض وخرائط تفاعلية فى أماكن واضحة وظاهرة للسائح وأرسالنا لمحافظى القاهرةوالجيزة ووزير الآثار والنقل لاختيار أماكن لهذه الإستاندات فى وسط المدينة وحديقة المتحف المصرى ومناطق متنوعة بمنطقة الهرم ومحطة الجيزة ورمسيس بحيث أن الإستاند يقدم معلومات على الأماكن والمزارات السياحية والفنادق والمطاعم وكيفية وسائل الانتقال وكذلك دليل المستشفيات لإعطاء معلومة مفيدة للسائح. وسيكون هناك مراقب مركزى عن الإدارة المركزية للمكاتب وسيتم غلق أى مكتب لا يقدم فائدة للسائحين وسنتحدث إلى رئيس غرفة الفنادق لتفعيل الخدمة بالفنادق. وعن مبادرة «مصر فى قلوبنا» أكد رئيس هيئة تنشيط السياحة أنها حققت إلى الآن المرجو منها حيث استفاد منها إلى الآن 14 ألف مواطن مصرى خلال شهرين وهى شاملة لشرم الشيخ، طابا، نويبع. ومحافظتى الأقصر وأسوان واستفاد منها 122 فندقًا حقق زخما كبيرًا فكان يعمل 22 فندقًا فقط والباقى متوقف ولكن المبادرة استرجعت روح السياحة بهاتين المحافظتين. ونراهن حاليًا على بورصة برلين I.I.B وننتظر مردودها لتغيير أحداث صورة مصر سياحيًا. حيث قمنا بإطلاق حملة دعائية مباشرة وزخم إعلامى وترويجى كبير أثناء المعرض لنقول مصر متواجدة سياحيًا على خريطة العالم السياحية.