يبدأ الجميع فى عملية «التنظير» عندما يتاح لهم المجال فى مسألة عودة الجماهير للمدرجات، ليصبحوا «فلاسفة» و«حكماء»، وأصحاب حلول فريدة، ليصل الأمر إلى مجادلة «سوفسطائية» لا طائل منها، لتنتهى فى النهاية إلى «فزورة»، لم يقوَ أى متحذلق على حلها، لأن الجميع يتملص من تحمل مسئوليتها. عاد ملف عودة الجماهير للمدرجات من جديد، بعد تصرف أولتراس أهلاوى، الذى سبق مباراة الأهلى وسموحة، باحتجاز لاعبى المارد الأحمر، وتسببوا فى تأخير انطلاق اللقاء لمدة 120 دقيقة، حيث طالب الأولتراس بعودة الجماهير للمدرجات خلال الفترة المُقْبِلَة.وأصدر جروب الأولتراس الرسمى، بيانا رسميا، جاء فيه: «انتظرنا بنى آدم واحد فقط يخرج لنا بمحاولة للبحث عن حل لأساس المشكلة، مشكلة عدم حضور الجماهير، لدرجة أننا تخيلنا أنهم يرون أن حبسنا هو حل المشكلة، وبعدها سيعود الجمهور، نريد أن نعود إلى مدرجاتنا، نريد أن نشجع الأهلى فى الملعب، متى وكيف وأين، عرضنا كل ما باستطاعتنا، ونمد يد العون فى المساعدة بالتنظيم ولكن لا حياة لمن تنادى». من جانبه، أكد رئيس اتحاد الكرة، جمال علام، أنه لا يرحب بعودة الجماهير للمدرجات، خلال الفترة الحالية، موضحًا أن الوضع الحالى فى مصر صعب أمنيا وسياسيا، والبلاد تختلف عن غيرها من الدول المحيطة، وبالتالى فإن عودة الجمهور غير مرحب به حاليا. فى نفس الوقت، تدخلت وزارة الرياضة، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، الذى أكد أن هناك جهات حكومية عديدة تساهم فى وضع خطة لعودة الجماهير للمدرجات فى بطولة الدورى الممتاز، موضحًا أن رئيس الوزراء طلب خطة تصور كامل عن عودة الجماهير للمدرجات، لأن القرار ستشارك به وزارات أخرى مثل الخارجية والسياحة والثقافة والخارجية». وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، ثنائى أضواء المسرح، المسئول عن عودة الجماهير إلى المدرجات، يتحججان بالطرف الثالث، وزارة الداخلية، للموافقة على عودتهم مرة أخرى، حيث أكدت الجبلاية، فى آخر كلام لها أن عودة الجماهير باتت قريبة. توصيات النيابة العامة لم تكن تعجيزية، ويمكن وصفها بشروط الحد الأدنى للسلامة العامة، وأهم هذه الشروط: 1- تزويد جميع الملاعب الرياضية بكاميرات مراقبة والتحقق من كفاءتها. 2- الاستعانة فى تأمين دخول الملاعب ببوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة على نفقة الأندية. 3- الإيقاف الفورى لأساليب التأمين القائمة بإبقاء المشجعين بالمدرجات لفترات طويلة، ووضع خطة بديلة على ذلك فى المدرجات بحالات الطوارئ، من نشر لوحات إرشادية لأماكن الخروج وإخلاء الجماهير. 4- وضع قواعد صارمة تحكم الملاعب الرياضية، وتلتزم بها كل الأندية، على نحو يكفل إنهاء الظواهر السلبية فى الملاعب، من حيازة واستعمال الألعاب النارية والمواد المفرقعة والسباب. 5- تخصيص مجموعة من العاملين باتحاد الكرة يرتدون زيا مميزا أو بوضع علامة على الذراع تبين تبعيتهم للجبلاية، من أجل المشاركة فى تنظيم دخول الجماهير. 6- دعوة رؤساء مجالس إدارات الأندية لعقد لقاءات متكررة مع جماهيرها من الأولتراس، وخصوصًا قبل إقامة المباريات لوضع ميثاق عمل بينهم يحقق الالتزام بالتشجيع المثالى، وعدم الخروج عن الروح الرياضية. 7- ترشيح مجموعة من مشجعى الأولتراس المؤثرين فى صفوف جماهيرهم، للمشاركة فى عملية تنظيم الدخول والتواجد فى المدرجات مع ارتداء زى يميزهم. فى هذا السياق، قال محمود بكر، الخبير الكروى، إن عودة الجماهير إلى المدرجات فى الدورى الممتاز خلال الفترة المقبلة باتت ضرورية ولكن بشروط يجب توافرها، وإن لم تتواجد لا تستطيع الجماهير الظهور فى المدرجات. وشدد على أنه من الصعب على الأمن التحكم فى الجماهير، مؤكدًا أنه فى حال عدم فتح الأبواب فى لقاء حاسم ستحدث كارثة، مشيرًا إلى أنه من الوارد تكرار سيناريو مجزرة بورسعيد مجددًا واستغلال بعض العناصر المندسة داخل الجماهير فى الأمور السياسية.