من الطبيعى أن تنتهى أى كارثة فى العالم بخطة جديدة لمحاولة حل المشكلات التى أدت إلى وقوعها.. يحدث هذا فى العالم كله إلا مصر تقريبا، فالكارثة الرياضية الأفجع فى تاريخ الكرة المصرية التى وقعت يوم 2 فبراير 2012 على استاد بورسعيد بهجوم جماهير من النادى المصرى على جمهور أولتراس أهلاوى، ما تسبب فى وفاة 72 مشجعا أهلاويا، توقف النشاط الرياضى عقب الكارثة لفترة ليست بالقليلة، بسبب أن الشروط التى وضعتها وزارة الداخلية والنيابة العامة لتأمين الملاعب لم تنفذ حتى الآن. «التحرير» تستعرض الشروط العشرة التى وضعتها وزارة الداخلية فى خطابها الذى أرسلته إلى اتحاد الكرة بتاريخ 24 مارس 2012، وما الاستادات التى نفذت الشروط، وهل لاتحاد الكرة دور فى عدم تنفيذ أى شرط، خصوصا أن الموسم الجديد ينطلق منتصف سبتمبر المقبل، ولم توافق وزارة الداخلية على بدء الموسم بحضور الجماهير إلى الآن. الأمن وضع شروطه عقب كارثة بورسعيد.. والمسؤولون لم ينفذوا إلا القليل الشروط ال10 1 تزويد كل الملاعب الرياضية بكاميرات مراقبة والتحقق من كفاءتها فى نقل الأحداث بصورة تعين على إمكانية الاستدلال على مثيرى الشغب وتصويرهم حال تلبسهم بارتكابها، واتخاذ كل إجراءات ملاحقتهم وضبطهم. 2 الاستعانة فى تأمين دخول الملاعب ببوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة وعلى نفقة الأندية التى تدفع الملايين فى شراء لاعبيها، وخضوع جميع الجماهير لإجراءات التفتيش الوقائية فى هذا الشأن. 3 الإيقاف الفورى لأساليب التأمين القائمة على إبقاء المشجعين بالمدرجات لفترات طويلة، ووضع خطة بديلة عن ذلك لإخلاء المدرجات فى حالات الطوارئ مع نشر لوحات إرشادية لأماكن الخروج وإخلاء الجماهير. 4 وضع قواعد صارمة غير قابلة للتفاوض تحكم الملاعب الرياضية تلتزم بها كل الأندية على نحو يكفل إنهاء كل الظواهر السلبية فى الملاعب من حيازة واستعمال الألعاب النارية والمواد المفرقعة، وكذا تبادل الهتافات المسيئة وألفاظ السباب واللافتات المهينة. 5 تخصيص مجموعة من العاملين بالاتحاد المصرى لكرة القدم يرتدون زيا مميزا أو بوضع علامة على الذراع تبين تبعيتهم لاتحاد الكرة، وذلك للمشاركة فى تنظيم دخول الجماهير ووجودها فى المدرجات. 6 دعوة رؤساء مجالس إدارات الأندية لعقد لقاءات متكررة مع جماهيرها من الأولتراس، خصوصا قبل إقامة المباريات لوضع ميثاق عمل بينهم يحقق الالتزام بالتشجيع المثالى وعدم الخروج عن الروح الرياضية. 7 التنسيق مع رؤساء مجالس الأندية لتخفيض قيمة تذاكر الدرجة الثالثة التى تمثل القاعدة العريضة من الجماهير (الأولتراس) التى تدعى ارتفاع قيمة التذكرة، حيث من الملاحظ خلال المباريات الأخيرة قيام جماهير الأولتراس بتجميع بعضهم البعض بأعداد غفيرة تصل فى بعض الأحيان إلى عشرة آلاف، ثم يقومون بالتوجه إلى الأبواب دون تذاكر، وهو الأمر الذى يؤدى إلى كارثة فى حالة المواجهة من قبل الأمن أو المنظمين. 8 ترشيح مجموعة من مشجعى الأولتراس المؤثرين فى صفوف جماهيرهم للمشاركة فى عملية تنظيم الدخول والوجود بداخل المدرجات، مع ارتدائهم زيا مميزا أو وضع علامة على الذراع باعتبارهم مندوبين عن الأندية. 9 دراسة مدى إمكانية إنشاء سور شبكى دائرى داخل المدرجات فى مواجهة الجماهير، وعلى بُعد أربعة صفوف من الكراسى، التى تخصص للوجود الأمنى من ضباط/ أفراد/ مجندين، الذين يتم دخولهم وخروجهم من وإلى الملعب. 10 العمل على ضرورة تقوية الفواصل وزيادة ارتفاعها بين مدرجات «المقصورة/ الدرجة الأولى/ الثانية/ الثالثة»، بهدف منع الجماهير من القفز من درجة إلى أخرى. أشهر 5 مباريات أقيمت بحضور جماهيرى رغم عدم تنفيذ شروط الأمن - الإسماعيلى/ اتحاد العاصمة الجزائرى .. كأس الاتحاد الإفريقى.. 2-4-2013...استاد الدفاع الجوى - الزمالك/ وادى دجلة.. نهائى كأس مصر.. 9-11-2013 .. استاد الجونة - الأهلى/ أورلاندو الجنوب إفريقى.. نهائى دورى أبطال إفريقيا.. 0-11-2013 .. استاد المقاولون - الأهلى/ الصفاقسى التونسى.. كأس السوبر الإفريقى.. 20-2-2014.. استاد القاهرة - مصر وغانا.. تصفيات كأس العالم .. 19-11-2014.. استاد الدفاع الجوى استاد ينفذ الشروط.. وآخر مشغول.. وملعب جاهز من زمان استاد القاهرة: تعلية الأسوار والاستعانة ببوابات كاشفة للمعادن يقول أشرف صبحى، مدير هيئة استاد القاهرة السابق، إنه بالفعل نفذ عديدا من الشروط التى طلبتها الجهات الأمنية خلال الفترة الماضية، التى تولى فيها مسؤولية الاستاد، حيث أكد صبحى أنه تمت تعلية الأسوار بالطول المناسب، حتى لا يكون اقتحام الملعب أمرا سهل الحدوث، كما تم وضع بعض الفواصل بين المدرجات، وزاد ارتفاعها عما كان من قبل، كما وضعت كاميرات مراقبة فى المدرجات، وعلى البوابات الإلكترونية لرصد أى أعمال شغب تحدث، حيث تقوم بتصوير المشجعين عن قرب. استاد الدفاع الجوى: كاميرات ومواد شائكة على الأسوار وتقوية الفواصل بين المدرجات مصدر مسؤول باستاد الدفاع الجوى أكد، ل«التحرير»، أن كل الشروط التى طلبتها وزارة الداخلية نفذت بالفعل، والاستاد جاهز منذ فترة ليست بالقصيرة لاستضافة مباريات الدورى، حيث إن الفواصل وزيادة ارتفاعها بين المدرجات تمت وإنشاء سور شبكى دائرى داخل المدرجات فى مواجهة الجماهير، وعلى بعد أربعة صفوف من الكراسى، التى تخصص للوجود الأمنى نفذ أيضا، كما تمت الاستعانة ببوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة. استاد الإسماعيلية: الشروط بالكامل نفذت.. وبرج العرب: الشروط منفذة من قبل.. والإسكندرية: لم ينفذ أى شرط.. والجبل الأخضر: تعلية الأسوار 4 استادات بين الإسماعيليةوالإسكندريةوالقاهرة والحال مختلف، فاستاد الإسماعيلية يؤكد مسؤولوه أن الشروط نفذت بالكامل، ولا يتبقى سوى بعض الرتوش الأخيرة فى أرضية الملعب، بينما يؤكد مسؤولو استاد برج العرب بالإسكندرية أن الشروط بالفعل منفذة حتى من قبل مباراة كارثة بورسعيد، ولا يحتاج الاستاد إلى أى تعديلات أو تجهيزات أخرى، وظل استاد الإسكندرية هو الملعب الكبير الوحيد، الذى لم ينفذ أى شرط من الشروط حتى الآن بسبب المشكلات المتعاقبة على نادى الاتحاد، وانشغال المحافظ بأزمات مجالس الإدارات، والوضع فى استاد المقاولون العرب أفضل بقليل من مثيله فى استاد الإسكندرية، حيث تم بالفعل التجهيز لبعض الشروط منها تعلية بعض الأسوار إلا أن الكاميرات لم يتم وضعها حتى الآن. اتحاد الكرة ووزارة الرياضة وإدارات الأندية .. التقصير الأكبر فى تنفيذ الشروط «استاد القاهرة»: تم تعلية أسواره.. والاستعانة ببوابات كاشفة للمعادن رغم أن اتحاد الكرة دوره إدارى فقط فإن 5 من الشروط تعتبر من أبرز واجباته، التى من المقرر أن ينفذها مع الأندية ووزارة الرياضة، فوضع قواعد صارمة تحكم شغب الملاعب لم يحدث بعد، خصوصا أن قانون الرياضة الجديد لم ير النور حتى الآن، أما شرط تخصيص مجموعة من العاملين بالجبلاية يرتدون زيا مميزا أو وضع علامة على الذراع، تؤكد تبعيتهم إلى اتحاد الكرة لم ينفذ فى أى مباراة أقيمت فى كل استادات مصر منذ حادثة بورسعيد رغم إقامة العديد من المباريات سواء للمنتخبات الوطنية أو الأندية المصرية المشاركة فى بطولات إفريقية أو حتى المباريات التى ينظمها اتحاد الكرة فى المسابقات المحلية، وبالذهاب إلى شرط التنسيق مع مجالس إدارات الأندية لتخفيض قيمة تذاكر الدرجة الثالثة لارتفاع أسعارها، فلم يقم اتحاد الكرة بالتفاوض مع الأندية لبحث هذا الأمر، ودراسة مدى قانونيته مع وزارة الرياضة، التى لم تنفذ شرطين آخرين، وهما دعوة مجالس إدارات الأندية لعقد لقاءات متكررة مع مشجعيها من روابط الأولتراس وترشيح مجموعة من شباب الروابط للمشاركة فى تأمين المباريات.