انتهى موسم الحج لهذا العام.. وبدأت وفود الحجاج فى العودة كل حيث أتى.. لكنها لم تعد كاملة العدد لظروف الوفاة فى حادث التدافع فى "منى" فى أثناء إتمام شعيرة رمى الجمرات أو لظروف إصابة نتيجة الحادث أو فقد أحد من الحجاج الذين لم يتوصل إليهم.. ووفقا لآخر الإحصاءات فقد وصل عدد المتوفين من الحجاج المصريين فى الحادث 148 حالة والمفقودين 86 حالة والمصابين 11 حالة، وأن عدد الحجاج المصريين الحقيقين غير معروف، والعدد الحقيقى ثلاثة أضعاف الأعداد المقيدة فى سجلات السعودية. وعليه فقد انتهى الموسم ولم تنته تبعاته حيث مازال رئيس البعثة الرسمية الدكتور محمد مختار جمعة يعد تقريرا مجمعا بشكل نهائى لعرضه على رئيس الوزراء.. وكذا علاج المصابين فى المستشفيات السعودية.. وإجراء تحاليل ال DNA لأهالى المفقودين لتحديد هوياتهم والتى بدأت المستشفيات "معهد ناصر ودار السلام والشيخ زايد" فى استقبالهم لأخذ عينات منهم. وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت رحلات عودة الحجاج المصريين إلى القاهرة عقب انتهاء موسم الحج.. حيث من المتوقع تسفير 32 ألف حاج من مطار المدينة حتى يوم 16 أكتوبر آخر يوم لسفر الحجاج المصريين. قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية إنه سلم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء تقريرًا مبدئيا حول أوضاع بعثة الحج لهذا العام، حتى يتم إعداد التقرير النهائى عقب عودة جميع الحجاج. وأضاف فى تصريحات له أن حادث التدافع كان قاسيًا وأن جميع أعضاء البعثة الرسمية ورؤساء البعثات النوعية. وكذا القنصلية المصرية فى جدة قد بذلوا أقصى جهد ممكن، وقاموا بواجبهم الوطنى لتذليل جميع العقبات أمام الحجاج. وأوضح أن المهندس شريف إسماعيل وجه ببقاء رؤساء البعثات النوعية "السياحة - التضامن - الداخلية" والبعثات الطبية الرسمية بالسعودية حتى موعد وصول آخر حاج مصرى فى 16 أكتوبر، مشيرًا إلى أن السعودية تعمل على الانتهاء من حصر وتسجيل كل البيانات المتعلقة بالحادث وأن الخارجية المصرية تجهز جميع الإجراءات المطلوبة. ولفت إلى أن أعداد الحجاج المصريين المتوفين فى حادث التدافع "بمنى" بلغ 138 حالة وفاة والمفقودين 96 حالة والمصابين 17 حالة.. مشددًا على أن المصابين يتلقون رعاية طبية فائقة فى المستشفيات السعودية التى توفر لهم كل الإمكانات كما أن هناك متابعة من جانب البعثة الطبية المصرية. نفى الوزير ما تردد عن حالات دفن جماعى للشهداء موضحًا أن هناك تنسيقا بين القنصلية المصرية والسلطات السعودية بحيث يتم الدفن بصورة شرعية وبإجراءات سليمة تتضمن تصوير الجثة ومنحها كودا رقميًا ليسهل التعرف عليها. وتابع أنه تم أخذ عينات من المتوفين مجهولى الهوية فى حادث التدافع لإجراء تحليل ال DNA ليسهل تحديد هوياتهم، مؤكدًا أن هذا ليس وقت الحديث عن تعويضات أو أشياء من هذا القبيل. وكان عادل هلال رئيس بعثة حج مصر للطيران قد أعلن أنه تم تقديم كافة الرعاية الطبية للمصابين ولذويهم فضلا عن التنسيق مع القنصلية المصرية بجدة المساعدة الحالات الإنسانية وتقديم كافة التسهيلات لهم، مضيفا أنه يتم عمل وثيقة السفر لمن فقد جواز السفر لإنهاء إجراءاته مع توفير رحلة له إذا تأخر عن رحلته الأساسية وأنه فى هذه الحالة تتحمل الشركة تكاليف تغيير تذاكر أهالى وذوى مصابى حادث "منى" مؤكدا أن هناك عدة حالات تم تأخير وتقديم موعد سفرها بسبب ظروف مرافقتهم لأهاليهم المصابين دون أن يتكلف أى منهم تكاليف تغيير حجز السفر. وعلق الدكتور محمود مهنى الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية على حادث التدافع ب "منى" قائلًا: "إن الإسلام نظام.. وأن الله أمرنا أن نتبع رسوله فى كل أقواله وأفعاله فقال لنا "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".. وثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما حج الحجة الأولى والأخيرة ما سأل فى هذا اليوم سؤالا: إلا قال "افعل ولا حرج" لكن المسلمين كما رأيت والكلام على لسان د. مهنى، لا يتبعون منهج النبى خاصة فى رمى الجمرات فمن العلماء من قال إن الرمى يكون بعد الزوال.. إلا أن التيسير على المسلمين أباح أن يكون الرمى وقت الزوال وبعد الزوال وبالليل وأنه يجوز أن يوكل الإنسان عن 100 حاج للرمى عنهم.. وأن تكون الجمرات بحصيات صغيرة إلا أن المسلمين يتدافعون ومنهم من يرمى بحجارة ومنهم من يرمى بالحذاء وهم غير منظمين علما بأن الله أمرنا بأن نكون منظمين حتى فى أصعب الظروف حتى الحروب فقال تعالى "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ". وأضاف وربما تكون هناك أياد خبيثة فعلت هذه الأفعال المنكرة وخاصة الشيعة حيث تريد إيران تدويل الحرمين، مضيفا أن ملوك السعودية قدموا للإسلام خدمة جليلة لم يستطع سواهم فعلها ولو لم يكن فى حسناتهم إلا خدمتهم للحجاج وبيت الله الحرام لكفاهم.