المرض لا يرحم.. والمريض يتألم ويعيش فى معاناة شديدة.. ولكن المعاناة الحقيقية محلها قلوب المحيطين به من أهل وأقرباء.. الذين يكتمون الصرخة لتكتوى بها الصدور.. يبتسمون بضحكات مرسومة على الوجوه مواسين.. ولكنهم يتمزقون من الداخل.. وبين البسمة والتمزق يعبرون جسور المعاناة.. بقلوب محزونة.. وعيون تجمدت فيها الدموع.. وتختلف حالة القلوب والعيون من أسرة لأسرة.. وبين الغنى والفقير وإن كانت كلها تشعر بنفس الحزن ونفس الدموع.. فهذا شاب لم يتجاوز الأربعين من عمره يجرى على رزقه يتعب من أجل لقمة العيش التى تحتاج إليها أسرته فهو زوج وأب لولدين بالمرحلة الإعدادية.. يعمل بكل جد وإن كان سوق العمل وفرصة العمل ضعيفة، ولكن ما يستطيع أن يعمله لم يخجل منه فأفواه الأطفال مفتوحة والطلبات الضرورية كثيرة ومع ذلك كان يعمل بما يرضى الله حتى يبارك له فى رزقه.. يخرج فى الصباح الباكر ولا يعود إلا قبل المغرب.. كانت مسيرة الحياة تسير بالرغم من أى معوقات فى الرزق وكانت الزوجة تقف بجوار الزوج وتعمل بكامل طاقتها حتى تسير السفينة إلى أن عاد الزوج فى يوم من أيام العام الماضى وهو يشعر بالإعياء والتعب فنام.. ولكنه يشعر بالآلام وأصبح وهو مازال يتألم وقد ارتفعت درجة حرارته.. طلبت الزوجة منه الذهاب إلى الطبيب، ولكنه استمهلها فهو لن يستطيع دفع تكاليف الكشف والعلاج وأن الآلام التى به مجرد نزلة برد سرعان ما يشفى منها.. وبدأ يتناول مسكنات لتسكين الألم الذى يشعر به، ولكن للأسف هذه المسكنات لم تقدم له شيئا، بل على العكس كان يشعر بالألم أكثر بعد زوال تأثيرها.. واضطر فى النهاية لأن يخضع ويذهب إلى الطبيب.. وصف له دواء ولكنه طلب منه إجراء تحليل حتى يكون على بينة من علاجه وأظهر التحليل ما لم يكن فى الحسبان.. إنه مصاب بفشل كلوى وكان يوما لم يطلع له نهار.. لم يصدق ما أخبره به الطبيب ذهب إلى المستشفى وتم إجراء تحاليل وأشعة جديدة.. وهنا أكد له الأطباء أنه فى حاجة إلى إجراء عملية غسيل دموى ثلاث مرات أسبوعيًا وبدأ رحلة العلاج التى أصبحت تستنزف كل طاقته وصحته وأصبح غير قادر على العمل فيوم يقضيه أسير الجهاز الغسيل الدموى وعندما تنتهى الجلسة لا يستطيع أن يقوم بأى عمل وعليه العودة إلى المنزل لينام باقى اليوم واليوم الذى يليه ليبدأ رحلته الصعبة مرة أخرى.. الآن لا يجد قوت يوم أسرته واضطرت الزوجة إلى أن تلجأ لوزارة التضامن الاجتماعى التى وافقت بعد رحلة طويلة من الإجراءات على منحه معاش ضمان 450 جنيها وبالطبع هذا المبلغ لا يكفى الأسرة. أرسل خطابا لصفحة ربنا كريم يطلب المساعدة ونحن نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة مريض الفشل الكلوى الذى يربى ولدين فى عمر الزهور من يرد فليتصل بصفحة ربنا كريم.