تتميز الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى سيشارك فى فعالياتها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، بأنها ستشهد للمرة الأولى فى تاريخ الأممالمتحدة وبشكل دائم رفع العلم الفلسطينى أمام مقر المنظمة الرئيسى فى نيويورك إلى جانب أعلام الدول الأخرى. وبرئاسة وزير خارجية الدنمارك السابق موقن يكيتوفت، بدأت الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها فى نيويورك يوم 15 سبتمبر الحالى، ومن المقرر أن يعقد اجتماع القمة حول التنمية المستدامة فى الفترة من 25 حتى 27 من نفس الشهر، بحضور نحو 150 رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والرئيس الصينى شى جين بينج، على أن يبدأ النقاش السياسى العام يوم 28 سبتمر ويستمر حتى 6 أكتوبر. ومن المتوقع أن يخاطب الرئيس الفلسطينى العالم من على منبر الأممالمتحدة، بصورة «تحذيرية» و «فقدان الصبر» محذرا من صمت وعدم اكتراث دول العالم، وذات التأثير بشكل خاص، لافتا نظر العالم الى أن ما تعانيه المنطقة وما يهدد الساحة الدولية من إرهاب وتطرف، سببه عدم حل المشكلة الفلسطينية، والإهمال الذى يلاقيه ملف الصراع الفلسطينى الإسرائيلى منذ سنوات طويلة، مركزا أيضا على ممارسات إسرائيل ورفضها للسلام، ومساهمتها فى صنع الأحداث التى تهدد السلم والأمن العالميين. كما أنه من المنتظر أن يضع الرئيس الفلسطينى أمام المجتمع الدولى خطة بجدول زمنى محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. وخلال تواجد عباس، ستتم مراسم رفع العلم الفلسطينى أمام المقر الرئيسى للأمم المتحدة فى نيويورك، وذلك وفقا للقرار الذى تبنته الجمعية العامة للمنظمة فى 10 سبتمبر الحالى، والذى تقدمت به فلسطين بالتنسيق مع الفاتيكان، حيث إن الفاتيكان هى الدولة الثانية الوحيدة الممثلة فى الجمعية العامة بصفة دولة مراقبة. وتضمن القرار نقطتين أساسيتين قام سفير العراق للأمم المتحدة، وباسم جميع الدول العربية و52 دولة بتقديمه، وهما: أولاً السماح برفع أعلام الدول التى تتمتع بصفة دولة مراقبة ليست عضواً (فلسطينوالفاتيكان) أمام مقر الأممالمتحدة إلى جانب أعلام الدول الأخرى كاملة العضوية، أما النقطة الثانية فتدعو الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، إلى تنفيذ قرار الجمعية العامة خلال عشرين يوما من صدوره. ومن المنتظر أن يركز البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الحاجة إلى السلام فى عالم تمزقه الصراعات ويواجه أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. أما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فقد أعلن الكرملين أنه سيركز فى خطابه على الأزمة السورية ومكافحة تنظيم «داعش» وعلى قضية اللاجئين، وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف تعليقا على الوضع المتعلق بتزايد تدفقات اللاجئين، إنه من المستحيل حل هذه القضية بالاعتماد فقط على إجراءات تتخذ خارج المناطق التى يهرب منها الناس. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف لقناة «روسيا اليوم» أن قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ستكون حاضرة بقوة خلال المناقشات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما فى ذلك المبادرة التى قدمها الرئيس الروسى بشأن تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية على غرار داعش بموازاة دفع عمليات التسوية السياسية، ولاسيما العملية السياسية فى سوريا. وإلى جانب النقاشات العامة حول الأزمات التى تواجه العالم حاليا، ستجرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة الانتخابات على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة لعامى 2016-2017. يذكر أن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى كل دورة تمتد سنة كاملة تبدأ ثالث ثلاثاء من شهر سبتمبر وتنتهى يوم الاثنين الذى يسبقه من كل عام، ومن المقرر أن تبحث الجمعية فى دورتها السبعين قضيتين أساسيتين: الأهداف الإنمائية لما بعد 2015، والعمل على إنجاز اتفاقية دولية حول التغير المناخى. وسيتم عقد قمة استثنائية هذا العام لاعتماد رؤية جديدة من أجل التنمية المستدامة والاسترشاد بها على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة. ومن الموضوعات الأخرى المطروحة على جدول أعمال الدورة السبعين نزع السلاح والفقر والمرأة والموارد البشرية ومكافحة التصحر والتنوع البيولوجى والمستوطنات البشرية والعولمة والترابط وتسخير العلم للتنمية والأمن الغذائى والتنمية الزراعية والكوارث.