أثار عرض إيران لفيلم (النبى محمد عليه الصلاة والسلام) حالة من الغليان والجدل والهجوم الكبير لرفض حلقة جديدة من حلقات تجسيد الأنبياء على الشاشة والتى أعلن الأزهر أكثر من مرة وفى فتاوى صريحة بأنها حرام شرعًا.. ولكن ما أن يعرف العمل إلا وينجذب إليه المشاهد وهو ما حدث مع أعمال أخرى جسدت الأنبياء والصحابة مثل مسلسل (يوسف الصديق) الذى حقق نسبة مشاهدة عالية جدًا لدى المصريين.. ومسلسل (الفاروق عمر) وغير ذلك من الأفلام التى جسدت الأنبياء مثل فيلم (نوح).. ولكن السؤال هنا: لماذا قبل الناس ب "يوسف الصديق" ورفضوا (النبى محمد عليه الصلاة والسلام)؟!فى البداية قال الشيخ على وصفى، من عماء الأزهر الشريف إن تجسيد الأنبياء كصور لا يجوز شرعًا، لأنه ربما يحتوى على مغالطات وأخطاء كثيرة تخالف الشريعة، ناهيك عن مخالفة الحقيقة لحرصهم على إضفاء ما يسمونه (الحبكة الدرامية).. وربما يكذبون على النبى محمد عليه الصلاة والسلام أو على الأنبياء، وهذا ما حدث تمامًا بإلصاق التهم كذبًا وزورًا على نبى الله نوح بأنه شرب الخمر، وهذا محال فى حق الأنبياء، وكذلك ما قيل كذبا بأن نبى الله لوط زنا بابنتيه أو أن النبى محمد عليه الصلاة والسلام قال كلاما يوافق فيه على أن تعبد قريش رب محمد عاما وأن محمد يعبد آلهة قريش عامًا.. أو أن النبى عليه الصلاة والسلام كان يطلب شفاعة أصنامهم كما يشاع أو كما يقال بأن الرسول قال: (تلك الغرانيق العُلا وأن شفاعتهم ترتجى) وهذه قصة مكذوبة على النبى عليه الصلاة والسلام. وأوضح أن تصوير الأنبياء وزوجاتهم وأبنائهم فيه إهانة لهذا الشرف الرفيع (النبوة) إذ أن هذا الممثل ربما يكون قد مثّل أفلامًا يشرب فيها خمرًا أو يعانق فيها النساء فيرسخ لدى الناس بأن الأنبياء يفعلون مثل هذه الموبقات. وشدد على أن الأزهر الشريف والمؤسسة الدينية هو المنوط به الوقوف ضد هذه الهجمات والتشويه المتعمد لنبى الإسلام y بجانب الأوقاف والإعلام.. فالأزهر بدوره عليه توجيه الناس وتعليمهم أن مثل هذه الأفلام فيها إساءة للنبى y وأن تجسيد النبى محمد أو غيره من الأنبياء حرام شرعًا ولا يلتفت إلى فتوى بعض العلماء بإجازة أو إباحة تمثيل الأنبياء أو الخلفاء الراشدين، كما فعلت بعض الدول حينما قدمت مسلسلات كالحسين وغيرها، وكتابة مطبوعات وتوزيعها على الأئمة لتوضيح مثل هذا الخطاب ولا بد أن ينبرى الإعلام مسموعًا ومقروءًا لمحاربة مثل هذا الكذب الذى يروج لأكاذيب على الأنبياء فإنهم معصومون كما قال الله تعالى (والله يعصمك من الناس). ولفت إلى تصريحات مؤسسة الأزهر وردها على الأمر بانه لا يليق بها أن تعقب على أفلام وأن هذا يعد ترويجا للفيلم.. يعد سلبية، فالكثير سمع عن الفيلم لكن لو قرأ فتوى صريحة عن حرمة مشاهدة مثل هذه الأفلام سيبتعد عنها كثير من الناس، لأنه مادام لم يسمع الناس عن حرمة هذا الشىء من الأزهر قد يقتنع بأنه إباحة له.. لكن فى نفس الوقت قد يكون هذا الامتناع بالتعقيب إيجابيًا جدًا لأن الحديث عن الفيلم قد يلفت إليها العامة وربما يساعد على نشرها على نطاق واسع فالممنوع مرغوب عند العامة. وأوضح الشيخ وصفى أنه على وزارة الخارجية أيضًا دور كبير فى شجب هذا الأمر ورفضه، بجانب دور الجامعة العربية بالخروج بقرار موحد على هذا المقترح مما يعطى قوة لردع كل من يفكر فى تجسيد نبى من الأنبياء. وفسر الشيخ وصفى الهجوم على الفيلم ورفضه فى الوقت الذى حرص فيه المصريون على متابعة مسلسل (يوسف الصديق) و(الفاروق عمر) و(الحسن والحسين) بأن النبى عليه الصلاة والسلام محمد لديه محبة كبرى ويستحيل مجرد التفكير فى أن نراه صورة مجسدة لقداسة النبى، لكن ما حدث فى مسلسل (يوسف الصديق) ربما يكون تشويقًا لدى الناس، لكن هذا خطأ كبير من مشاهدة مثل هذه المسلسلات. ونفى أن يكون الشيعة وراء هذا الفيلم للإساءة والانتقام، لكن قد يكون وراءه أشخاص لها هدف إلى المال والشهرة. من جانبه، قال د. محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وعضو المكتب الفنى لشيخ الأزهر إن الأزهر الشريف ومؤسساته الدينية ترفض وبشدة تجسيد الأنبياء وضد تصوير أى عمل سينمائى يجسد الأنبياء والصحابة فى أى دولة سواء كانت إيران أو أى دولة إسلامية أو غير إسلامية. ولفت إلى أن عرض فيلم (محمد) الذى يجسد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام يخالف ثوابت الإسلام ومقاصد الشرع الحنيف التى أوضحت حرمة الأنبياء وبالتالى لا يجوز تجسيدهم، لأن ذلك يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة. وقال د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث إنه لا يجوز شرعًا عرض هذه الأفلام نظرًا لأنها تمس ثوابت العقيدة، وأن موقف الأزهر معروف وثابت فى رفضه صراحة أى أعمال فنية تجسد الأنبياء والرسل. وأضاف أن تمثيل الأنبياء فى الأفلام والمسلسلات وتجسيدهم منكر كبير لما فيه من تجسيد شخصيات هى أفضل البشر على الإطلاق. وكان د. عباس شومان وكيل الأزهر الشريف قد أعلن أن الأزهر الشريف مؤسسة دينية عريقة لها تاريخها ولا يليق بها أن تعقب على أفلام، فهذا يعد ترويجًا للفيلم. وأضاف: فيما يخص الموقف الشرعى من تجسيد الأنبياء فهو أمر واضح وسبق للأزهر إعلانه للجميع وهو أن الشرع حرم بشكل قطعى لا جدال فيه بأنه لا يجوز تجسيد الأنبياء لأى سبب من الأسباب وهو أمر واضح ومعلوم شرعًا.