ناصر عراق: الربح الوفير لهذه الأفلام سيطيح برفض الأزهر وزير الثقافة السابق: لا أمانع تجسيد الأنبياء وليس من حق أية جهة الرفض عميد كلية أصول الدين: تجسيد الأنبياء محسوم ولا يجوز شرعا مستشار شيخ الأزهر: فيلم " النبي محمد " لم يعرض على الأزهر قدمت إيران منذ سنوات عددًا من الأعمال الدرامية تحكي سيرة الأنبياء وجسدت شخصياتهم في بعضهم كمسلسل «يوسف الصديق» بالرغم من تحذيرات الأزهر الشريف لمثل هذه الأعمال. لم تستمتع طهران إلى تحذيرات الأزهر الشريف من تجسيد الأنبياء في الأفلام أو المسلسلات التي تنتجها، بل واصلت في ذلك لتنتج مؤخرًا عملًا جديدًا آثار حفيظة الكثير من المسلمين وقبلهم علماء الأزهر. وعرضت إيران في 29 أغسطس 2015 فيلمًا عن الرسول الكريم «محمد» بتكلفة 40 مليون دولار، استمر العمل به خلال الفترة « عام 2011 – 2013» ليعد أضخم إنتاج سينمائي إيراني. وجاءت ردود الفعل على عرضه بين مؤيد ومعارض، وزاد الخلاف بين الأزهر ووزارة الثقافة التي عرضت بعض هذه الأعمال على الشاشات المصرية متجاهلة موقف الأزهر وتمسكه بأنه أمر غير جائز شرعًا. وفي هذا الشأن استطلعت شبكة الإعلام العربية "محيط" آراء المثقفين وعلماء الأزهر وخرجت بالحصيلة التالية. رفضوا «حنفية المياه» قال الروائي والمثقف ناصر عراق رئيس التحرير التنفيذي لمجلة "سينماتوغراف"، أن أي تطور تكنولوجي يستهدف الربح الوفير سيفرض نفسه ويثبت وجوده حتى لو اعترض الناس في البداية. وأوضح «عراق» في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن مشايخ الأزهر سبق لهم وأن رفضوا دخول «حنفية المياه»، ودخول السيارة التي تتحرك بالموتور إلى مصر، ورفضوا (الدش). وأشار إلى أن رفض العلماء ذلك، كان يتكئ على أنه حرام، فالسيارة تدهس المارة، و«الدش» يعرض المشاهد الإباحية، وقال: «والآن يرفضون تجسيد شخصية الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على الشاشة». وقال: "المستقبل القريب سيطيح بهذا الرفض تماما، وسنرى خلال النصف الأول من قرننا الحالي أكثر من فنان عربي وأجنبي يجسد شخصية النبي محمد، لأن الأفلام التي ستظهر فيها شخصية الرسول ستربح أموالا طائلة، وهو الفيصل في الأمر، الربح ثم الربح، مثلما نجحت صناعة السيارات وصناعة (الدش) ومن قبلها صنابير المياه، ولم يلتفت أحد إلى اعتراضات الأزهر ومشايخه". أوروبا تجسد الأنبياء وبيّن "عراق" أن هوليود وأوروبا قدمت شخصية السيد المسيح في عدة أفلام منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن، و قدمت النبي موسى في أفلام أخرى وكذلك فعلت مع نوح وإبراهيم، فقد شاهد العالم كل هؤلاء الأنبياء على الشاشة الفضية، ولم يعترض أحد، ولم يكفر أحد، وربح صناع الأفلام الأموال الطائلة. وعن فيلم "محمد" قال "عراق"، إن إيران تظهر شخصية رسولنا الكريم من ظهره، أو حركة قدميه، لكن المستقبل يؤكد أن الناس سترى محمدًا على الشاشة، لأن الوعي البشري ينمو ويتقدم، ومن المحال أن نرى أحد لا يفهم أن هذا تمثيل في تمثيل، وأن الفنان الذي يقدم الرسول الكريم هو مجرد ممثل يؤدي دورًا مهمًا، مثلما لعبت سميرة أحمد دور الشيماء (أخت الرسول) في فيلم عرض عام 1971 ولم يعترض أحد. ومثلما تقمص حسين صدقي شخصية (خالد بن الوليد) في فيلم عام 1958 ولم يحتج أحد. صحيح أن الشيماء وخالد ليسا من المبشرين بالجنة لكنهما شخصيات (شبه مقدسة) لدى المسلمين. وطالب عراق بالتعامل مع ضرورات العصر بذكاء وحصافة، والانتباه جيدًا إلى أن المسلمين لا يعيشون وحدهم على الكوكب، فإذا لم يصنع المسلمون أفلاما تقدم الصورة المشرقة للإسلام وللرسول الكريم، سيعمل غير المسلمين ذلك وسيظهرون الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، لأنه عمل مربح جدا لصناع السينما، وهذا هو الفيصل في الأمر. وأعلنت شركة «نور تابان» منتج فيلم «محمد» إنها حققت إيرادات بقيمة 15 مليار ريال، ما يعادل نحو نصف مليون دولار أمريكي في أول أسبوع عرضه في 85 قاعة سينما. لا يحق لأحد الرفض من جانبه أكد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، أنه لا يمانع تصوير أي أفلام تجسد الأنبياء، وإن من الوارد أن يوافق على تصوير فيلم يُجسد فيه الأنبياء. وقال «عصفور» في تصريحات صحافية، إنه ليس من حق أية جهة مصادرة أفلام عالمية تجسد الأنبياء، مشيرًا إلى أن هناك بعض رجال الدين يستخدمون عبارة أن مصر دولة إسلامية باعتبارها سيفًا مسلطًا على حرية الإبداع. رفض علماء الدين وعلى النقيض يقابل علماء الدين الفكرة بالرفض التام، ويقول عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الموضوع محسوم وتجسيد الأنبياء لا يجوز شرعا. وأضاف: "لا يجوز شرعًا أن يقوم شخص بأدوار متناقضة متضاربة وتارة نراه سكيرًا حتى الثمالة وتارة نراه زير نساء وتارة نراه على غير خلق ثم يقوم بتجسيد نبي أو ولي أو صحابي هذا لا يجوز". وأوضح" العواري" أن جميع المجامع العلمية المعتبرة وعلى رأسها مجمع البحوث الإسلامية، أجمعوا على عدم جواز بأي حال من الأحوال تجسيد الأنبياء والمرسلين ولا الصحابة المبشرين بالجنة." ووافقه الرأي الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، قائلا :" تجسيد الأنبياء غير جائز شرعًا بإجماع العلماء". وأضاف: "الأنبياء خارج معايير التجسيد في الأعمال الدرامية، نافيا عرض سيناريو فيلم «النبي محمد» الذي أنتجته إيران على الأزهر.