وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 بالصاغة    «القاهرة الإخبارية»: تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي    الأونروا: عدد النازحين من رفح تجاوز 630 ألف مواطن    الأحد.. محمد النني يودع جماهير آرسنال    تحرير 179 محضرا تموينيا في حملات مكبرة على الأسواق والمخابز بالمنوفية    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    آخر كلمات الإعلامي الرياضي أحمد نوير قبل رحيله.. لحق بوالدته بعد 4 أشهر    عيد ميلاد عادل إمام.. قصة زعيم تربع على عرش الكوميديا    تكريم فتحي عبد الوهاب وسلوى محمد علي في ختام «الفيمتو آرت للأفلام القصيرة»    أحمد السقا يطمئن الجمهور على الحالة الصحية لأحمد رزق.. ماذا قال؟    تصدير 25 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    افتتاح عدد من المساجد بقرى صفط الخمار وبنى محمد سلطان بمركز المنيا    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    أدنوك تؤكد أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي لإتاحة فرص مهمة لقطاع الطاقة    خدمة في الجول - طرح تذاكر إياب نهائي دوري الأبطال بين الأهلي والترجي وأسعارها    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوع    هيئة الإسعاف: أسطول حضانات متنقل ينجح في نقل نحو 20 ألف طفل مبتسر خلال الثلث الأول من 2024    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    باقي كم يوم على عيد الأضحى 2024؟    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم لعام 2024    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    إيرادات فيلم عالماشي تتراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إنطلاق عرضه؟    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    خريطة الأسعار: ارتفاع الفول وتراجع اللحوم والذهب يعاود الصعود    وزير الإسكان: انتهاء القرعة العلنية لوحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    أيمن الجميل: مواقف مصر بقيادة الرئيس السيسي فى دعم الأشقاء العرب بطولية.. من المحيط إلى الخليج    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    متحور كورونا الجديد الأشد خطورة.. مخاوف دولية وتحذير من «الصحة العالمية»    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    بطولة العالم للإسكواش 2024.. هيمنة مصرية على نصف النهائى    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    سنن يوم الجمعة.. الاغتسال ولبس أحسن الثياب والتطيب وقراءة سورة الكهف    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولة رئاسية ناجحة..والنمور الآسيوية شركاء فى التنمية
نشر في أكتوبر يوم 06 - 09 - 2015

جاءت الجولة الآسيوية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سنغافورةالصينأندونيسيا لتفتح آفاقًا جديدة للتعاون فى كافة المجالات وانعكاسًا للتوجه المصرى نحو الانفتاح على العالم للتأكيد على أن السياسة المصرية تفتح ذراعيها للجميع من أجل التعاون مع دول العالم دون التركيز على مجموعات بعينها.. وزيارة الرئيس السيسى تمثل أول زيارة لرئيس مصرى إلى سنغافورة حسب ما أشار الرئيس السنغافورى (تونى تان) حيث مثلت الزيارة أهمية كبيرة فى تنمية العلاقات بين الدولتين، وأثمرت عن فتح آفاق جديدة للاستثمار، وهذا ما أكدته نتائج المباحثات التى تمت بين الزعيمين.
أما الرئيس الصينى «شى جين بينج» فقد أوضح أن زيارة الرئيس السيسى للمرة الثانية جاءت امتدادًا لتوطيد العلاقات الثنائية والتاريخية التى تربط بين البلدين، وأن نتائج المباحثات التى تمت بين الرئيسين حرصت على تأسيس علاقات ناجحة بينهما إلى أبعد الحدود، خاصة فى مجالات جذب الاستثمارات الصينية لمصر والرغبة الصادقة من جانب رجال الأعمال فى ضخ استثماراتهم فى مصر، بعدما شاهدوه فى الافتتاح الكبير لقناة السويس الجديدة والمشروعات العملاقة المطروحة فى خطة الحكومة المصرية لدفع عجلة الاقتصاد المصرى والنهوض بالتنمية.
وتأتى الزيارة الثالثة والأخيرة للرئيس السيسى فى جولته الآسيوية إلى إندونيسيا حيث التقى خلالها بالرئيس الأندونيسى (جوكوويدودو) وحظيت باهتمام كبير دعماً للشراكة الاستراتيجية بين الدولتين ودافعة بقوة للعلاقات الوطيدة بينهما، خاصة أن إندونيسيا - حكومة وشعبًا- كانت تتطلع إلى هذه الزيارة التى تعد أول زيارة لرئيس مصرى منذ 32 عامًا.
الزياره الأولى للرئيس السيسى فى جولته الآسيوية بدأت بسنغافورة، حيث جاءت مباحثات القمة بين الرئيس السيسى وتونى تان رئيس سنغافورة بمقر القصر الجمهورى.. لتدشن انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين.. وزيارة السيسى إلى سنغافورة تعد الزيارة الأولى لرئيس مصرى وهو ما أكد عليه الرئيس السنغافورى تونى تان الذى أشار خلال المباحثات الثنائية بأن الزيارة أيضًا تتزامن مع احتفالات سنغافورة باليوبيل الذهبى لإنشاء الدولة.. منوها إلى أن مصر من أوائل الدول التى اعترفت بسنغافورة وساعدتها على الانضمام لحركة عدم الانحياز، مشيرًا إلى أن السفارة السنغافورية بالقاهرة تعد أقدم بعثة دبلوماسية لبلاده على مستوى العالم.. الأمر الذى يعكس عمق علاقات التعاون بين البلدين والشعبين.
وفى بداية المباحثات بين الرئيسين، أعرب الرئيس تونى تان عن تقديره لدور مصر المحورى، مشيرا إلى أن قناة السويس الجديدة هى بحق هدية مصر للعالم نظرًا لدورها المحورى فى تسيير حركة الملاحة الدولية.. ومشيدًا بإنجاز المشروع فى زمن قياسى خلال عام واحد مما يعد دليلا على قدرة الشعب المصرى على العمل والإنجاز، وكذلك ثقته فى قيادته السياسية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تقديره للرئيس تونى تان.. والأجواء الإيجابية التى تسود الزيارة والمباحثات، مشيرًا إلى حكمة القرار المصرى بالاعتراف بسنغافورة، ومشيدًا بالتقدم والتطور الذى تحرزه البلاد وبمواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصرى وخياراته الحرة، وكذلك المشاركة الفاعلة لسنغافورة فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ.
وقد أعرب الرئيس السيسى عن تطلع مصر للاستفادة من الخبرة السنغافورية فى العديد من المجالات ومنها تحلية ومعالجة المياه وتطوير الموانئ، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من المشروعات التنموية التى ستنفذها مصر ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس التى تضم 6 موانئ، بالإضافة إلى تقديم الخدمات اللوجيستية وإنشاء العديد من المناطق الصناعية فى منطقة البحر الأحمر والعين السخنة وشرق بورسعيد.. مرحبًا بالاستثمارات السنغافورية فى مختلف المشروعات المطروحة، حيث استعرض من خلال مباحثاته مع الرئيس السنغافورى الإجراءات والتشريعات التى اتخذتها وأصدرتها مصر مؤخرًا من أجل جذب الاستثمارات وتهيئة المناخ المناسب.
وفى تعقيبه على الرئيس السيسى، أعرب الرئيس السنغافورى عن تطلع بلاده للعمل والاستثمار فى مصر، مشيرًا إلى أن لقاء الرئيس السيسى مع رجال الأعمال فى سنغافورة يعد فرصة مناسبة للتعريف بالإجراءات التى اتخذتها مصر لجذب المزيد من الاستثمارات، مشيرًا إلى خبرة بلاده فى مجال إنشاء وإدارة الموانئ، وكذا فى مجال تحلية ومعالجة المياه، حيث تحقق الآن اكتفاء ذاتيًا عبر التكنولوجيا الفائقة فى هذا المجال.
وقد أشاد الرئيس تونى تان بالدور المحورى الذى يقوم به الأزهر الشريف فى تعليم الطلبة السنغافوريين والدارسين البالغ عددهم 300 طالب، مشيرًا إلى دور خريجى الأزهر السنغافوريين وفى مقدمتهم مفتى سنغافورة للتعريف بصحيح الدين الإسلامى ونشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح داخل المجتمع السنغافورى وهو الأمر الذى يساهم بفاعلية فى مكافحة الفكر المتطرف ويحصن الشباب ضد خطر الانضمام إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وفى نهاية جلسة المباحثات بين الرئيسين، أكد تان على أهمية تعزيز التعاون والتواصل بين المؤسسات السنغافورية ونظيراتها فى مصر، كما أعرب عن ترحيبه بدعوة الرئيس السيسى لزيارة مصر وتطلعه لإتمام هذه الزيارة للتعرف عن قرب على التجربة المصرية والاطلاع على مناحى التقدم الذى حققته مصر خلال العام الأخير ولا سيما على الصعيد الاقتصادى.
وقد عقد الرئيس السيسى أيضًا خلال زيارته الرسمية لسنغافورة جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء (لى هزين لونج)، حيث أشاد الرئيس السيسى فى بداية المباحثات بحكمة الزعيم التاريخى لسنغافورة (لى كوان يو) والد رئيس الوزراء الحالى واهتمامه بالتصنيع كعنصر ضرورى لعملية التنمية الشاملة، فضلًا عن حرصه على عدم الاعتماد على المساعدات الخارجية وتأكيده الدائم على الاستثمارات الوطنية داخل سنغافورة.
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء عن عميق امتنانه بإشادة الرئيس السيسى بوالده ودوره فى تأسيس سنغافورة والنهوض بها، مشيرًا إلى اعتزاز بلاده بالدور التاريخى الذى قامت به مصر للاعتراف باستقلال سنغافورة وبعلاقات الصداقة الوطيدة التى جمعت بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والزعيم السنغافورى (لى كوان يو).
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تطلعه لترجمة هذه العلاقات التاريخية بين البلدين إلى خطوات عملية جادة للتعاون والعمل المشترك فى العديد من المجالات ذات الأهمية الحيوية، مشيرا إلى أن مصر ترغب فى تعميق تعاونها مع سنغافورة فى مجال التعليم العام والفنى والارتقاء بجودة التعليم الذى يتلقاه 22 مليون طالب مصرى.
وقد أشار رئيس الوزراء إلى توافق البلدين فى الرؤى سواء إزاء إدارة العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك أو فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك أيضًا.
وفى هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء دعم وتأييد بلاده لحصول مصر على العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن لعامى 2016 – 2017، منوها أيضًا إلى أهمية الاستثمار فى الكوادر البشرية عبر التعليم والتدريب الجيد، مستعرضًا تجربة بلاده فى هذا الصدد من خلال معهد التدريب الفنى فى سنغافورة.
وقد نوه الرئيس السيسى أنه فى إطار فعاليات زيارته إلى سنغافورة سوف يقوم المسئولون المصريون المعنيون بهذا الأمر بزيارة لهذا المعهد للتعرف على الخبرة السنغافورية فى هذا الصدد.
وبعد ذلك جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رجال الأعمال السنغافوريين، حيث استعرض أمامهم الإجراءات والقوانين التى تم إصدارها فى مصر لتشجيع الاستثمار.. وتحدث عما بعد افتتاح قناة السويس الجديدة والمشروعات التى ستشهدها هذه المنطقة من إنشاء 6 موانئ جديدة ومناطق صناعية وخدمات لوجيستية، بالإضافة إلى المشروعات القومية الأخرى الجارى تنفيذها ومنها مشروع استصلاح 105 ملايين فدان وشبكة الطرق الجديدة، مستعرضًا الخطوات التى تتخذها الدولة للإسراع من معدلات التنفيذ والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات.
جانب آخر، استعرض أشرف سالمان وزير الاستثمار أهم ما جاء فى قانون الاستثمار الجديد من تسهيلات إجراءات تسجيل الأعمال من خلال نظام الشباك الواحد، كما استعرض الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أهم المشروعات المقترحة فى إطار مشروع تنمية قناة السويس.
اللقاء حضره 20 من أبرز رجال المال والأعمال فى سنغافورة، وقد أكد (سريفاتسان) أحد كبار المستثمرين فى سنغافورة، أن لقاء الرئيس السيسى ورجال الأعمال جاء مهما وكشف لديهم عن الكثير حول طبيعة الاستثمار فى مصر فى ظل الإجراءات الجديدة التى اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرًا لجذب المستثمرين، معربًا عن أن هذا اللقاء يحظى بالقبول والإيجابية من جانب رجال العمال فى سنغافورة، حيث أعطاهم فرصة جيدة للتعرف على المجالات التى يمكن أن يضخوا فيها استثمارات جديدة داخل مصر، حيث أكد أن شركته تدعم بقوة الاستثمار فى منطقة قناة السويس الجديدة.
وقد أكد الرئيس السيسى فى كلمته أمام تجمع رجال الأعمال السنغافوريين عن عزم مصر الجاد لتعزيز علاقتها بالدول الآسيوية والارتقاء بمستوى التعاون إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا مؤكدًا أن الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بتحسين مناخ الاستثمار ليصبح جاذبا لمزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وقد أعرب الرئيس السيسى عن تقديره وإعجابه بتجربة سنغافورة سواء على صعيد التنمية الاقتصادية أو البشرية، حيث اطلع أيضًا خلال زيارته لميناء سنغافورة على الخبرة السنغافورية فى إنشاء وإدارة الموانئ، حيث استعرض أيضًا رئيس الميناء نشاط ميناء سنغافورة الذى يمر به 20% من حاويات الشحن فى العالم ونصف إمدادات النفط التى يتم شحنها بحريا، فضلا عن كونه يربط بين 600 ميناء على مستوى العالم فى 123 دولة.. وقد تم خلال هذه الزيارة لميناء سنغافورة بحث سبل التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئة ميناء سنغافورة.
وفى ثانى زياراته خلال جولته الآسيوية وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة الصينية (بكين) تزامنا مع احتفالات الصين بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تم عقد قمة ثنائية بين الرئيس السيسى والرئيس الصينى (شى جين بينج) بقاعة الشعب الكبرى فى بكين.. حيث بدأ الرئيس الصينى كلمته موجهًا حديثه للرئيس السيسى قائلًا: يسعدنى أن ألتقى بكم مرة أخرى فى بكين وأرحب بحضوركم للاحتفال بالذكرى السبعين لانتصار الشعب الصينى فى الحرب العالمية الثانية.. وأود أن أؤكد أن حرص مصر على المشاركة بطابور العرض العسكرى دليل على اهتمامكم واهتمام الحكومة المصرية بتطوير العلاقات المصرية – الصينية.. وأن مصر تحت قيادتكم قد حققت إنجازات عديدة كان أبرزها قناة السويس الجديدة التى تعزز التماسك واللحمة، مشيرًا إلى أن التأثير والنفوذ المصرى إقليميا ودوليا فى تزايد مستمر وأننى أهنئكم على ذلك.. وأتمنى للشعب المصرى المزيد من الإنجازات، مضيفًا: لقد شهدت مسيرة العلاقات المصرية – الصينية منذ زيارتكم لبكين فى ديسمبر الماضى توطيدا للتعاون فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، ونحن مستمرون فى الحفاظ على الاتصالات والتنسيق المستمر.. ونسعى لتعزيز علاقة الشراكة بيننا بشكل دائم.
وفى ذات السياق، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بداية المباحثات موجهًا حديثه للرئيس (شى جين بينج) قائلًا: إننى أهنئكم والشعب الصينى بالعيد السبعين للانتصار وكان من الضرورى أن نحضر هذه المناسبة، وهناك قوة مصرية لمشاركة الشعب المصرى للشعب الصينى احتفاله بهذه المناسبة، لقد أطلقنا علاقة استراتيجية بين مصر والصين ونقدر الجهود والخطوات التى تمت على هذا الصعيد، معربًا عن تطلعه لزيارة الرئيس الصينى لمصر بغية دفع التعاون الثنائى قدما بين الدولتين، وهو الأمر الذى رحب به الرئيس الصينى. كما رحب الرئيس السيسى خلال اللقاء بالاستثمارات الصينية فى مصر، مستعرضًا عددًا من المشروعات التى يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، ولا سيما فى المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس التى تم الإعلان عن إنشائها مؤخرًا والتى ستتيح مشروعات واعدة أمام المستثمرين الصينيين للانطلاق نحو الأسواق المجاورة لمصر سواء فى المنطقة العربية أو القارة الأفريقية.
مشيرًا إلى أن مشروع قناة السويس الجديد، وما سيشهده مشروع التنمية بمنطقة القناة من تطوير وإنشاء 6 موانئ سوف تتكامل جميعها مع مبادرة الرئيس الصينى لإعادة إحياء طريق الحرير واستيعاب الزيادة المقررة فى حركة الملاحة البحرية.
وقد أعرب الرئيس الصينى عن اهتمام بلاده بالفرص الاستثمارية الواعدة التى تتيحها مصر، مشيرًا إلى أن الحكومة الصينية تشجع المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين على الاستثمار والتصنيع فى مصر واستشراف مجالات جديدة للعمل والتعاون المشترك، مشيرا أيضًا إلى أن العام القادم يوافق الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنه سيتم إعلانه عاما ثقافيا، ومن ثم فمن المنتظر أن يشهد نشاطا ثقافيا وتبادلا لزيارات الوفود الثقافية والفنية بين البلدين، وهو الأمر الذى سيتزامن مع الدفع نحو تنفيذ العديد من المشروعات بين البلدين فى مختلف المجالات.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أعرب الرئيس الصينى عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية المبذولة فى هذا الصدد ومساندتها القوية لمصر فى مواجهة أعمال العنف والتطرف.
وفى الشأن الإقليمى توافقت رؤى الجانبين على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها عدة دول فى منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن أهمية تدارك الأزمات الإنسانية الناجمة عن حالة عدم الاستقرار فى تلك الدول. واتفق الزعيمان على أن تقارب وجهات النظر بين البلدين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية يعزز التنسيق والتعاون بينهما فى الأطر والمحافل الدولية.
وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية واتفاقية بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفى إطار زيارته الرسمية للصين، التقى الرئيس السيسى مع رئيس مجلس الدولة الصينى (رئيس الوزراء) «لى كه تشاينج»، حيث ناقشا المشروعات المشتركة بن البلدين وسبل دعمها من الجانبين، كما التقى الرئيس السيسى أيضًا بمقر إقامته بالعاصمة الصينية بكين رئيسة شركة هواوى للاتصالات، حيث بحثا استثمارات ومشروعات الشركة الجديدة التى تريد القيام بها فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وقد التقى الرئيس السيسى بمقر إقامته فى بكين بكبار المستثمرين الصينيين ممن لديهم استثمارات فى مصر بحضور وزير التجارة منير فخرى عبد النور، حيث تناول اللقاء حجم الاستثمارات وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين فى المجال الاقتصادى.
وقد رحب الرئيس السيسى فى اللقاء بالاستثمارات الصينية فى مصر، قائلًا: إننا نعتمد على أصدقاء مصر والاستفادة من فرص الاستثمارات المتاحة، مؤكدًا أنه يتم تذليل كل العقبات أمام الاستثمارات الصينية، فالصين تعد من أهم شركاء مصر الدوليين، قائلًا: «إحنا فى مصر جادين ونتحرك بكل قوة، ونريد من أصدقائنا الصينيين أن يكونوا معنا».
وقد دعا الرئيس السيسى رؤساء الشركات الصينية للاستثمار فى العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع استصلاح 1.5 مليون فدان، مؤكدًا أن هناك أيضًا تسهيلات للمستثمرين فى محور قناة السويس، مشيرًا إلى أن الحكومة حريصة على توفير كافة التسهيلات اللازمة لدعم الاستثمارات الصينية فى مصر، مؤكدًا أن مصر تحركت بصورة سريعة لتحفيز الاقتصاد على أساس علمى مدروس، وبدأنا نلمس نتائج اقتصادية إيجابية انعكست على بيئة الاستثمار والبورصة وهو ما عزز ثقة العالم ومؤسسات التصنيف الدولية فى مستقبل التصنيف الدولى فى مستقبل الاقتصاد المصرى، لافتًا إلى أن جذب وتسهيل الاستثمارات يأتى فى مقدمة أولويات عمل الحكومة المصرية، ومؤكدًا حرص مصر على التطوير والارتقاء بمستوى العلاقات المصرية الصينية إلى مستويات أرحب وأوسع خلال الفترة المقبلة، منوهًا إلى خصوصية العلاقة التى تجمع بين الدولتين.
كما دعا الرئيس السيسى الشركات الصينية إلى الاستثمار فى مشروعى تطوير ميناء شرق بورسعيد والعين السخنة، مشددًا على أن الحكومة المصرية حريصة على العمل مع الشركاء الصينيين، منوهًا إلى أن هناك عملا ضخما يجرى فى مصر حاليا على كافة الأصعدة الاقتصادية لتحقيق نهضة اقتصادية للمصريين وللاقتصاد المصرى، وأن الجميع شاهد نتائج العمل فى فترة زمنية قليلة لتحصل شركة أجنبية على عائد قوى من خلال عملها.. قاصدًا اكتشاف حقل الغاز الطبيعى التى أعلنت عنه مؤخرًا شركة (إينى) الإيطالية والذى يعد الأكبر فى العالم وهو واحد من اكتشافات عديدة سيتم الإعلان عنها فى الفترة القادمة، داعيًا إلى ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون فى المجال الاقتصادى.
وفى الاحتفال الكبير الذى أقامته الصين احتفالا بعيد النصر أطلقت القوات الصينية 70 طلقة لتحية شهدائها بمناسبة مرور 70 عاما على انتصارها فى الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من زعماء العالم منهم الرئيس الروسى بوتين ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير والمستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر، وقد التقط الرئيس الصينى (شى جين بينج) صورا جماعية مع الرئيس السيسى وعدد من زعماء العالم قبل بدء العرض العسكرى بميدان السلام السماوى، حيث كان علم مصر يرفرف بالميدان، وقد شاركت للمرة الأولى قوة عسكرية من الجيش المصرى فى العرض وهى القوة العسكرية الوحيدة عربيا وأفريقيا المشاركة فى العرض، مما يعكس عمق العلاقات بين مصر والصين وهو ما أكد عليه الرئيس الصينى فى لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وتاتى الزيارة الثالثة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى ختام جولته الآسيوية لأندونيسيا وهى الزيارة الأولى لرئيس مصرى منذ 32 عاما، حيث بدأها بقمة ثنائية مع الرئيس الأندونيسى (جوكوويدودو) تليها اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، حيث شهد اللقاء التوقيع على اتفاقيات تعاون مشترك بين البلدين فى العديد من مجالات التعاون. فالقاهرة وجاكارتا تربطهما علاقات تاريخية وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال أندونيسيا وشهدت العلاقات بين البلدين مواقف متميزة وعلاقات قوية على مدى سنوات طويلة، وهناك اتفاق فى الرؤى بين الجانبين فى العديد من القضايا، كما أن زيارة الرئيس السيسى لأندونيسيا ستكون بمثابة دفعة قوية وجديدة للعلاقات بين البلدين وخطوة نحو المزيد من تنميتها وتطويرها فى المرحلة المقبلة لصالح الشعبين المصرى والأندونيسى.
وهو ما أكد عليه شريف الجبلى رئيس مجلس الأعمال المصرى الأندونيسى بأن الزيارة لها نتائج إيجابية كثيرة، فنحن نسعى للاستفادة من تقدمها فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتى ساهمت فى خلق طفرة قوية للاقتصاد الأندونيسى فى الفترة الأخيرة، كما أكد أن زيارة الرئيس السيسى لأندونيسيا سوف تكون لها نتائج إيجابية فى جذب استثمارات ضخمة فى هذا المجال.. وكشفت وزيرة الخارجية الإندونيسية، رتينو مارسودى، عن كواليس القمة «المصرية – الإندونيسية» بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الإندونيسى جوكو ويدودو، مؤكدة أن رئيسها ناقش مع السيسى ضرورة جلوس الدول الإسلامية معا للتحاور حول الأوضاع التى تمر بها الأمة ومواجهة التطرف، وكيفية تعزيز السلم والاستقرار فى المنطقة. وقالت إن الرئيس الإندونيسى طرح استضافة بلاده اجتماعا حول هذه القضايا، مشيرة إلى أن أندونيسيا طرحت مبادرة فى هذا الشأن فى ذكرى تأسيس المؤتمر الآسيوى الإفريقى. وتعزيز التعاون التجارى. وأضافت للوفد الإعلامى المرافق للرئيس عبد الفتاح السيسى، أن هذه القضية جاءت ضمن 3 موضوعات تم تناولها خلال المباحثات كان أولها تقوية علاقات التبادل التجارى والاستثمار بين البلدين بوصف مصر أكبر شريك تجارى لإندونيسيا فى الشرق الأوسط. مؤكدة وصول الاستثمارات الأندونيسية بمصر ل 260 مليون دولار والتزم الجانبان بزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات بين البلدين. وأوضحت أن المباحثات أكدت على تعزيز التجارة والاستثمار كما تم مناقشة إمكانية تزويد مصر بصادرات إندونيسيا من الفحم المستخدم فى توليد الكهرباء.
بلا شك أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكل من سنغافورة والصين وأندونيسيا، قد حققت العديد من المكاسب الاقتصادية والسياسية لمصر، مع نجاح المباحثات التى أجراها الرئيس فى لقاءات القمة مع رؤساء الدول الثلاثة والتى جاءت داعمة للشراكة الاقتصادية ودافعة للعلاقات الثنائية بين مصر وسنغافورة والصين وإندونيسيا، خاصة مع تطابق وجهات النظر فى كل المناحى السياسية دوليًا وبمنطقة الشرق الأوسط خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والإشادة بالدور المصرى فى هذا الاتجاه من جانب رؤساء الدول الثلاثة التى زارها الرئيس السيسى.
ولا جدال أيضًا أن اقتناع رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمستثمرين فى الدول الثلاثة بالنجاحات الاقتصادية التى حققتها مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الذى دفعهم إلى ضخ استثماراتهم من خلال المشروعات الجديدة التى سيتم تنفيذها على أرض مصر.
وبلا جدال أيضًا أن مصر أصبحت اليوم قادرة على إدارة اقتصادها بقوة ونجاح غير مسبوق.. وأن الأيام القادمة بإذن الله سوف تشهد انطلاقة المارد المصرى الذى أعاد لمصر مكانتها المستحقة بين دول العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.