فى لعبة السياسة الدولية يفوز دائمًا أصحاب الآمال العريضة، ولعل فوز الزعيم الحالى للحزب الشيوعى شى جين بينج بمنصبه كرئيس للبلاد واللجنة المركزية العسكرية لجمهورية الصين الشعبية قد دلل على أن الشعوب ذات الحضارات والثراء الإنسانى تحتاج من قادتها أحيانا أن يتحلوا بصفات أسطورية تجعل منهم أبطالًا خوارق، فى حين تسعى هذه القيادة لبعث الحلم والروح فى جنبات شعوبهم حتى لا تخفت الروح ويضيع الأمل لا سيما عندما يكون المشوار لايزال طويلاً فمنذ بدأت الصين الحديثة سياسة الإصلاح الاقتصادى عام 1979 حتى أصبحت ثانى أكبر اقتصاد فى العالم لم يهنأ شعبها بفترة لالتقاط الأنفاس، وقد كان متوقعا منذ انتخاب الرئيس الحالى شى جين بينج زعيما للبلاد والجيش عام 2013 أن يوضع ذلك فى الاعتبار. وجدير بالذكر أن فوز شى قد جاء بموافقة حوالى 3 آلاف مشرع بالهيئة التشريعية الوطنية على اختياره ليكون الرئيس السابع لجمهورية الصين الشعبية ورئيس للجنة المركزية العسكرية ولمدة عشر سنوات قادمة وفقا لنظام الحكم المتبع، وقد حرص شى جين منذ توليه لمنصبه على إجراء تعديلات سياسية واقتصادية لصالح الشعب تحقيقا لكلماته التى توجه بها إلى جموع شعبه ووعد فيها بتحقيق الحلم الصينى لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون نسمة هم تعداد الشعب الصينى، وقد جاء فيها «أعدكم بتحويل الصين لدولة اشتراكية عصرية وقوية وديمقراطية تحظى بالتناغم والتقدم الثقافى، وإننى أؤمن بقوة أن الحلم العظيم لتجديد الأمة الصينية سيتحقق»، وأضاف أنه «يجب أن ينعم الشعب بالعدالة والإنصاف فى تطبيق القانون»، وقد بدأ شى جين منذ توليه لمهام منصبه فى محاربة الفساد لدى صغار وكبار المسئولين داخل الحزب والدولة وأجرى جملة تعديلات وإصلاحات تهدف لتبسيط النظام الإدارى، وقد حرص شى جين أيضاً باعتباره رئيسا للجنة المركزية العسكرية على الوعد بتشكيل جيش قوى للحفاظ على سلامة وأمن الأمة الصينية. أما حياته الخاصة فهو لم يحظ بحياة مرفهة رغم أنه ابن شى شون تشونج شون وهو بطل ثورى شيوعى شغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة سابقا وعندما تعرض والده للظلم والسجن عانى شى جين مرارة الجوع والتشرد وسافر وهو فى سن ال 16 عشر للحياة فى إحدى القرى النائية وقرر أن يبدأ من هناك وحرص على قراءة ما تقع عليه عيناه من كتب، إلى جانب قيامه بالعمل فى المزارع بالأجر ليحصل على قوت يومه، ونظراً لجديته فقد تم انتخابه أميناً للحزب فى القرية، ثم رئيسا للحزب فى مدينة فوتشى، وواصل شى دراسته إلى جانب اهتمامه بالسياسة حتى تم اختياره أمينا عاما للحزب الشيوعى وحرص على علاقته بجموع الشعب وتبنى سياسة التقشف فى مواكب المسئولين، كما حرص على دعم علاقته بالدبلوماسيين الأجانب العاملين فى الصين من أجل تحسين صورة بلاده داخلياً وخارجياً رافعا شعار احترام حق الجميع فى الحياة الكريمة.