ربما يكون أكثر ما يعرف عن شي جين بينج، الخليفة المرتقب للرئيس الصيني هو جنتاو، زعيمًا للحزب الشيوعي الصيني عام 2012، ثم رئيسًا للبلاد بعدها بعام، هو أنه المروج ل"المنظور العلمي للتنمية" الذي يتبناه الرئيس الحالي. يعرف الرجل ب"الأمير الصغير"، وهو واحد من بين عدد من القادة البارزين الذين ينحدرون من أصلاب قادة كبار سابقين في الحزب. وتولى شي (57 عاما) مهمة تنسيق الاستعدادات النهائية لدورة الألعاب الأوليمبية "بكين 2008". واعتبر البعض تلك الخطوة بمثابة الاختبار لقدرات الرجل السياسية، سواء داخل الصين أو على الصعيد العالمي، بعد تصعيده في أكتوبر 2007، ليصبح عضوًا باللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي تضم 9 أعضاء، فحسب. المفارقة أن زوجة شي، بينج ليوان، كانت أكثر شهرة منه بين عامة الشعب الصيني حتى ترقيته لمصاف النخبة في الحزب الحاكم، بوصفها مطربة جيش التحرير الصيني. تولى شي منصب سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية شنغهاي عام 2007، وعمل على تهدئة الأوضاع السياسية المضطربة هناك آنذاك، في أعقاب عزل سلفه تشن ليانج يو الذي طرد من المكتب السياسي، إثر فضيحة فساد. ثم تولى زمام الأمور في مقاطعة تشجيانج، شرقي الصين، لمدة 5 سنوات متصلة بوصفه أمينا للجنة الحزب الشيوعي هناك. وورد في سرد رسمي لسيرته الشخصية وإنجازاته في تشجيانج "أسهم (شي) بشكل كبير في تطوير الشركات الخاصة بالمقاطعة، كما أنه معروف بمواقفه الحازمة ضد الفساد". وترعرع في أحضان رابطة الشباب الشيوعي، وتردد أنه درس الهندسة الكيميائية، وحصل بعدها على شهادات في العلوم الاجتماعية والقانون. كما تقول سيرته الذاتية الرسمية، إنه "تخصص في النظرية الماركسية والتعليم الأيديولوجي" في جامعة تشنج هوا الشهيرة في بكين. شي هو نجل شي تشونج شيون، الزعيم السياسي البارز وقائد القوات الشيوعية شمالي الصين، والذي عانى الأمرين عدة مرات خلال الثورة الثقافية 1966- 1967. ساعد شي الأب في تطوير "المناطق الاقتصادية الخاصة" في الصين خلال ثمانينيات القرن العشرين، وعارض الحملة العسكرية ضد المتظاهرين المنادين بالديمقراطية عام 1989. ويرى عدد غير كبير من المحللين في الغرب، أنه بمجرد تولي شي مقاليد السلطة، يمكنه، وبشكل تدريجي طرح الإصلاحات القانونية والديمقراطية التي طال انتظارها في دولة الحزب الواحد المتفرد بالسلطة. ويبدو أن أولئك الذين تساورهم تلك الأحلام يركنون بشكل كبير إلى الخلفية الليبرالية للأب. غير أن شي لم يعانِ مرارة الحبس، كما يبدو أنه حقق نجاحاته كلها في أوساط حزب شيوعي هيمنت عليه وقتها فصائل من الحرس الأحمر المتعصب، وهي مجموعة كبيرة من الشباب الذين استجابوا لدعوة ماو تسي تونج، عقب إعلانه عن ثورته الثقافية للانقلاب على الزعامة الشيوعية القديمة. تولى شي أمانة الحزب الشيوعي لقرية، وهو بعد في الحادية والعشرين، بعدها أوصى الحزب بالتحاقه بإحدى الجامعات. في يونيو 1989 عُيِّن شي أمينا للحزب في منطقة نينجده بمقاطعة فوجيان، بحسب سيرته الذاتية الرسمية. يعتقد محللون أن شي لا يعدو أن يكون بيروقراطيا، تدرج في مناصب حزبه، عبر توقعه أفكار وأمنيات كبار قادة الحزب، كما لا يزال يعد مقربا من الرئيس السابق جيانج زيمن. تعكس بعض خطابات شي -على ما يبدو- منهجا بيروقراطيا، وتشير إلى أن من اعتقدوا أن الرجل سيكون مؤيدا محتملا للمنهج الديمقراطي، ليسوا على صواب. وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، أن شي أشاد بتقرير هو جنتاو، خلال اجتماع مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل 5 سنوات، في أكتوبر 2007، وقال إنه يعكس "آخر إنجازات علمنة الماركسية".