رغم أنه كان يصارع المرض منذ أكثر من عام، ورغم أن الكثيرين قد توقعوا ألا يصمد طويلاً أمام هذا الصراع غير المتكافئ، إلا أن وفاة النجم الكبير نور الشريف الذى كانوا يلقبونه بغول السينما قد جاءت كالصاعقة بالنسبة للكثيرين من أصدقائه وزملائه الذين تعلموا منه ويحكون لنا من خلال السطور القادمة تجربتهم فى العمل معه.فى البداية، قالت الفنانة وفاء عامر، إنها تعاونت مع النجم الكبير نور الشريف فى عملين، الأول كان فى بداية مشوارها الفنى من خلال فيلم لعبة الانتقام مع المخرج محمد عبد العزيز، والثانى هو الجزء الثالث من مسلسل الدالى، مشيرة إلى أن هذه الأعمال ساعدتها على التعرف عن قرب عليه. وأضافت: اكتشفت تفانيه وإخلاصه الشديد فى العمل، فهو إنسان كبير قبل أن يكون فنانا كبيرا، وهو يهتم بأدق التفاصيل فى دوره، وأيضا فى الممثل الذى يقف أمامه، ويحاول أن يعلو معه بأدائه، ومن شدة إعجابى بهذه المدرسة قررت منذ أول عمل جمعنى به أن أتبع نفس المدرسة، فأنا أعشق طريقته فى تقمص أدواره. أما الفنانة هالة صدقى فقالت: «عملت مع نور الشريف مرتين، الأولى فى فيلم قلب الليل مع المخرج عاطف الطيب، والثانية فى مسلسل عرفة البحر الذى تم تقديمه قبل 3 أعوام، مشيرة إلى أن الفنان الراحل كانت شخصيته تختلف عن كل الزملاء الذين تعاونت معهم فى أعمالها، لافتة إلى أن أقرب نموذج له هو الفنان الكبير صلاح السعدنى، فهو يعشق الممثلين الذين يعملون معه، ويهتم بتفاصيل أدوارهم، وقد يوقف التصوير حتى يأخذ لقطة معينة بأداء معين، وهو بعيد كل البعد عن الأنانية. فيما يحكى نجم الكوميديا أحمد بدير عن تجربته فى العمل معه فى فيلم «العاشقان»، وهو الفيلم الوحيد الذى أخرجه نور فيقول: «إن الشريف أقدم على هذه التجربة بعد خبرة كبيرة فى السينما، وأصبح ملما بكل كبيرة وصغيرة بها، لافتا إلى أنه يعتبر هذه التجربة ناجحة لنور الشريف حتى لو لم يحصل الفيلم على تقدير كبير بعد عرضه فى السينمات أو فى المهرجانات التى شارك فيها، مضيفا أن التعامل مع نور فى التصوير سهل العملية كثيرا لأنه شخص واعٍ بالسينما وأدواتها كما أنه يمتلك رؤية مختلفة. فيما قال الناقد السينمائى نادر عدلى: «على عكس كثير من النجوم، سواء من جيله أو سابقيه أو اللاحقين، لم يكن نور الشريف يوما مجرد ممثل يهتم بالنجومية، وتحقيق الشهرة والمال، لكنه كان عاشقا للسينما مهتما بقضاياها، حريصا على ظهور أجيال جديدة وإنتاج أفلام متميزة، كما فعل الكثيرون فى مشروعات اقتصادية بعيدة عن الفن، لكنه كان دائم الإنتاج. وأضاف: «نور لم يكن يبحث عن المكسب المادى، لذلك نجده يغامر بأمواله من أجل اكتشاف مواهب إخراجية جديدة، مثل سمير سيف، ومحمد خان، ومحمد النجار، الذين قدموا معه مجموعة من أجمل أفلامهم. وأنشأ نور شركة الإنتاج السينمائى إن. بى عام 1976، مع زوجته وقتها بوسى، وظهرت باكورة إنتاجها بفيلم دائرة الانتقام المأخوذ عن رواية الكونت دى مونت كريستو، وهو أول أفلام سمير سيف أيضا، الذى قدم ثانى أفلام نور الشريف كمنتج أيضا، وهو فيلم قطة على نار عام 1977. كما أنتج نور الشريف فيلم مدينة الصمت للمخرج وكاتب السيناريو كمال عطية، مع محمد إسماعيل رضوان. وفى عام 1981 قدم نور الشريف مع بوسى والمخرج حسين كمال فيلم حبيبى دائما ، قصة وسيناريو كوثر هيكل وحوار رفيق الصبان، وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، وفى نفس العام أنتج نور أيضا فيلم ضربة شمس ليقدم من خلاله المخرج محمد خان فى أول أفلامه الطويلة. وأنتج نور الشريف فيلم آخر الرجال المحترمين، من تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف، عام 1984. وفى عام 1988 قدم فيلم زمن حاتم زهران، وقدم من خلاله المخرج الشاب محمد النجار، الفيلم قصة وسيناريو وحوار عبد الرحمن محسن، وشاركه البطولة كل من بوسى، ومشيرة إسماعيل، وصلاح السعدنى. ويتحدث المخرج محمد خان عن تجربته مع نور الشريف كمنتج، فيقول إنه كان يطمح هو ومجموعة من أصدقائه منهم مدير التصوير سعيد شيمى والمونتيرة نادية شكرى، إلى إنتاج فيلم ضربة شمس، لكن لم تكن معهم الأموال الكافية، فذهب إلى نور الشريف فى أثناء تصوير أحد أفلامه، وعرض عليه فكرة الفيلم، فتحمس لها بشدة، ثم عرض أن يقوم هو بإنتاج الفيلم، وهو ما حدث فعلا، مشيرا إلى أنه اشترط عليه أن لا يتدخل فى الفيلم، وقد التزم نور الشريف بالرؤية المكتوبة بالفعل، وسلم نفسه تماما لخان كمخرج، مؤكدا أنه لم يتدخل إطلاقا فى عمله كمخرج لأنه فنان محترف، لافتا إلى أنه كان قادما من الخارج لا يعرفه أحد، ومع ذلك تحمس له النجم الراحل نور الشريف.