«ابنى جاله إسهال وديته المستشفى المركزى جاله تشنجات هناك بعد ما خد محلول الجفاف .. حسبى الله ونعم الوكيل كلمات متقطعة أطلقتها والدة الطفل محمد محمود فور تلقيها خبر وفاة طفلها بعد علاج حالته بمحلول جفاف «حكومى» بمستشفى بنى سويف العام. استيقظت وزارة الصحة متأخرًا على نبأ وفاة 4 أطفال وإصابة 32 آخرين بعد إهمال طبى جسيم بمستشفيات بنى سويف التى استقبلت أطفالًا يعانون من أعراض نزلة معوية وأثناء تلقيهم العلاج بمحلول معالجة الجفاف أصيبوا بتفاعلات تشنجية بعد استهلاك 50 سم من المحلول، مما استدعى وقف العلاج ووضعتهم المستشفى تحت الرعاية بقسم الأطفال بعدما أصيبوا بقىء وإسهال مستمرين وفقدان مؤقت للوعى وارتفاع شديد لدرجة الحرارة .!فى البداية لم تؤكد وزارة الصحة الخبر، وكان النفى أسرع من الحل، فى الوقت الذى أكد فيه الدكتور محمد معبد رئيس قسم الأطفال بالمستشفى الجامعى ببنى سويف أن أجسام الأطفال لم تتقبل محلول الجفاف الذى أُعطى لهم فى المستشفى العام وتفاعلت معه كيميائيا وفقا لنتائج تحاليل العينات التى تم سحبها من الحالات المصابة. بعدها بدأت وزارة الصحة رسميا الاعتراف بأزمة «محلول جفاف بنى سويف». وقال سيد وزير سائق من مدينة ببا «ابنى وبنت أخى تعرضا للإصابة بالنزلة المعوية وذهبنا بهما إلى المستشفى فى ببا وهناك تعرضا لتشنجات والأمن قفل المستشفى، وطلعونا برة والناس فضلت تحاول لحد لما دخلنا تانى وأخذنا الطفلين وذهبنا بهما إلى مستشفى بنى سويف العام». وأضاف أن «المعاملة فى المستشفى العام سيئة جدا فالعلاج نشتريه من الخارج وأكد أنا مؤمن بأمر الله، ونحن ناس نعرف ربنا كويس، لكن كل شىء له سبب، ولازم المخطئ يتحاسب لأننا لو تركنا الموضوع يعدى كده، يبقى اللى حصل هيتكرر تانى وتالت». وقال محمد أحمد والد أحد الأطفال المصابين أنه توجه بابنه إلى مستشفى ببا المركزى بعد إصابته بنزلة معوية حادة وفقا لتشخيص الأطباء وأعطاه الطبيب محلولًا «ريهيدران» لتعويض السوائل التى فقدها جسمه بسبب القىء والإسهال مؤكدا «عقب توجهنا إلى المنزل فوجئنا بارتفاع درجة حرارته وغيابه عن الوعى بصفة مؤقتة لكن عدنا به إلى المستشفى و صحته تحسنت». من جانبه قال الدكتور علاء عزت وكيل وزارة الصحة ببنى سويف أن 32 طفلًا دخلوا مستشفى ببا المركزى وتم التعامل معهم وتماثلوا للشفاء وخرج 25 حالة منهم وتحويل 5 حالات من مستشفى ببا المركزى إلى مستشفى بنى سويف العام وتحويل 3 حالات من مستشفى إهناسيا المركزى إلى مستشفى بنى سويف العام، نظرا لحالة الجفاف، التى يعانى منها هؤلاء الأطفال، وتم التعامل مع الحالات بقسم الأطفال بالمستشفى وبدأت الحالات فى التحسن، مؤكدًا أنه لا يستبعد أن يكون محلول الجفاف وراء واقعة إصابة الأطفال، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة لفحص شكاوى الأهالى وإرسال عينات دم من الأطفال لتحليلها.. «لكن 17 حالة احتاجت إلى التحويل إلى مستشفى بنى سويف الجامعى لسوء حالتهم حيث تحسنت حالة 8 وبقيت حالة واحدة ما زالت غير مستقرة. وشددت من جانبها وزارة الصحة أن أول حالة وفاة بمستشفى بنى سويف العام أثبتت نتائج تحاليل البذل النخاعى التى أجريت لها أن سبب الوفاة التهاب حاد فى خلايا المخ وليس الأعراض التشنجية التى صاحبت العلاج بمحلول معالجة الجفاف. وأوضح الدكتور عادل العدوى وزير الصحة أن الأطفال الصغار قد يتعرضون فى فصل الصيف والحر الشديد إلى الجفاف لذلك يحتاجون إلى محلول معالجة الجفاف وهذا كله يعلمه كل من يعمل فى الوسط الطبى موضحا أن هذا المحلول يؤخذ عن طريق الوريد أو الفم وهذا ليس به أدنى مشكلة. وأضاف العدوى أن هناك آلاف الأطفال فى كل لحظة فى كثير من المستشفيات يعالجون بمحاليل معالجة الجفاف ولكن ما حدث فى بنى سويف أن هناك حالات بعدما تناولت محاليل الجفاف حدث لها بعض التشنجات وبعد الشك فى الأمر من أن التشنجات تحدث بسبب المحلول ولا شك أن التشنجات تحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو من أسباب طبية لذلك تم وقف التعامل بالمحلول فورا. وأشار وزير الصحة إلى أن هناك 27 حالة كانت تعالج بالمحلول فى محافظة بنى سويف شفى جميعها إلا ال 4 حالات توفوا بعد حدوث مضاعفات لهم، مؤكدًا أنه بالنسبة لهذا المحلول تم إيقاف التشغيلة بالكامل وسحب جميع الجرعات لتحليلها فى هيئة الرقابة والبحوث الدوائية تحليلا دقيقا لمعرفة نسب كافة محتوياته، كما تم إصدار قرار بغلق مصنع فارما للأدوية بأكمله وتحريز منتجاته فى الأسواق وإحالة القضية بجميع وقائعها للنائب العام. مشيرا إلى إرسال فريق من إستشارى الأطفال بوزارة الصحة لمتابعة حالة الأطفال المصابين والتحفظ على بواقى المحاليل المستخدمة وجميع الكميات المخزنة من المحلول بنفس التشغيلة فى محافظة بنى سويف وجميع محافظات الجمهورية، وإرسال العينات المتحفظ عليها إلى الإدارة المركزية للصيدلة بالقاهرة والمعامل المركزية بالقاهرة والنيابة العامة لتحليلها بواسطة الطب الشرعى لمعرفة كل الملابسات التى أدت إلى أى وجهة من أوجه القصور فى تلك الواقعة. و قرر العدوى إرسال عينات من القىء والبراز والدم الخاصة لجميع الأطفال الذين تم علاجهم بالتشغيلة المذكورة للمحلول إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة لتحليلها والنيابة العامة لتحليلها بواسطة الطب الشرعى وتحويل مدير إدارة الصيدلة ببنى سويف للتحقيق مع التحفظ على جميع العينات الخاصة بالمحلول الموجودة بمصانع الشركة بالعاشر من رمضان ولدى شركة ابن سينا الشركة الموزعة للمحلول وتحليلها بمعرفة الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة.