خبراء الملاحة والنقل البحرى والخبراء الاستراتيجيون يتحدثون ل«أكتوبر» عن هذا الحدث المهم الذى شغل العالم كله لتأثيره على الفكر الملاحى والبحرى وحركة التجارة وصناعة النقل البحرى فى العالم... قناة السويس الجديدة..فى البداية يقول اللواء بحرى محمد يسرى قنديل المستشار البحرى بكلية القادة والأركان وأكاديمية ناصر العسكرية العليا.. إن قناة السويس الجديدة ستوفر أمنًا ملاحيًا أفضل وسرعة عبور السفن بالإضافة لزيادة العائد المالى عام 2023 نتيجة الزيادة المتوقعة فى أعداد وحمولات السفن العابرة ارتباطا بنمو التجارة العالمية ومشروع تنمية محور قناة السويس.. بجانب ما حققته القناة الجديدة من نتائج منها قدرة ومصداقية القيادة السياسية وهيئة قناة السويس على إنجاز المشروع وافتتاحه فى التوقيت المحدد مما يعطى الثقة فى القدرة على تنفيذ مشروع محور قناة السويس وتعتبر القناة الجديدة بالأنفاق أسفلها أداة وصل بين سيناء والوطن الأم وبنية أساسية لمشروع تنمية محور قناة السويس والذى ينفرد بكونه مشروعا عالميا ليس لمصر وحدها ولكن للعالم كله.. حيث يعتمد على التجارة العالمية أكثر مما يعتمد على تجارة مصر فهو يصنع ويوزع ويسوق التجارة العالمية باستغلال الموقع الاستراتيجى الفريد لمصر.. وعلى المستوى الاستراتيجى مشروع قناة السويس الجديدة يجعل دول العالم أكثر حرصا على ترسيخ الأمن والسلام بهذه المنطقة حفاظا على مصالحها مما ينعكس إيجابيا على الأمن القومى المصرى.. ويبعث الثقة فى الاقتصاد المصرى وثقة الشعب فى قيادته السياسية والثقافة حولها ثم جمع مليارات الجنيهات لتمويل المشروع فى أسبوع بإمكانيات مصرية استجابة لدعوة الرئيس. مركز صناعى عالمى محمد مصيلحى رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية السابق، يقول إن قناة السويس الجديدة هى هدية مصر للعالم.. فهى منظومة متكاملة لتعظيم دور قناة السويس كمركز صناعى عالمى متكامل ومنطقة لوجيستية وازدواج مرور السفن فى القناة يقضى على عمليات التأخير فى القناة من خلال قافلة الشمال وقافلة الجنوب وتخفض من زمن الانتظار من إحدى عشرة ساعة إلا ثلاث ساعات وهذا الانخفاض فى العرف الملاحى له قيمة كبرى. كما أن القناة الجديدة ستساعد على استقبال الناقلات العملاقة وزيادة السفن العابرة والعبور السريع يساعد فى تسحن اقتصاديات تشغيل السفن والتوكيلات الملاحية العالمية وبالطبع ينعكس على عوائد إضافية للاقتصاد القومى من الدخل السنوى لقناة السويس الذى تجاوز 5 مليارات ليزيد الدخل لحوالى 260%. أما الأنفاق الستة التى سيتم إنشاؤها تحت قناة السويس الجديدة ستساهم فى ربط القناة بسيناء ولخدمة مشاريع التنمية بالإضافة لإنشاء مدن صناعية على ضفاف القناة ولإنعاش ميناء العريش وميناء العين السخنة وميناء شرق بورسعيد والمدن الصناعية التى ستقام على ضفاف القناة ستكون نقطة انطلاق فى الفكر الملاحى فى العالم ستدفع مصر لقيادة قاطرة النقل البحرى فى العالم كله. أما اللواء بحرى محمود متولى الخبير العسكرى والاستراتيجى وزميل كلية الدفاع الوطنى فيوضح أن هناك فرقا بين المشروع العملاق لازدواج قناة السويس من خلال قناة السويس الجديدة الذى يفتح فى 6 أغسطس والذى تمت الاستعانة فيه بإمكانات القوات المسحلة المصرية وبين مشروع القرن «تنمية محور قناة السويس» الذى طرح عالميا.. طبقا لكراسة شروط ومواصفات» رغم كونها فى منطقة جغرافية واحدة وترتبط أهدافها ببعض وتشرف عليها هيئة قناة السويس.. فقناة السويس الجديدة بنية أساسية لمشروع تنمية محور قناة السويس وذلك للموقع الاستراتيجى لمصر فى قلب العالم. وهذا المشروع العملاق يوفر فرصا مواتية لمصر لتستعيد ما فقدته من أوراق استراتيجية نتيجة لما تعرضت له من تأثيرات سلبية على الأمن القومى المصرى والتى تتمثل فى عدم الاستقرار وتراجع التنمية ارتباطا بحروب الجيل الرابع وبالمتغيرات الإقليمية والمحلية المعاصرة.. وباكتمال المشروع مصر تستعيد عافيتها ومكانتها وهىمشروع قومى التف حوله المصريون جميعا.. وعندما نتحدث عن قناة السويس فإننا نتحدث عن رمز من الرموز المهمة فى حياة المصريين قديما وحديثا. ولابد أن نشير إلى أن دماء الشهداء التى بذلت فى سبيل تحرير الأرض فى حرب أكتوبر العظيم والعبور العظيم كانت قناة السويس هى محور هذه التضحيات عندما ساهم فى إنشائها 20 ألف عامل مصرى سقط منهم شهداء وعلى مدار تاريخ القناة الذى يمتد لحوالى 150 عامًا. القدرة على التحدى ويقول الربان وسام عباس حافظ كبير المرشدين بهيئة قناة السويس.. إن افتتاح القناة الجديدة فى 6 أغسطس يعد من روائع العقل المصرى وقدرته على التحدى وهناك حقائق لابد أن يعلمها العالم أن إنشاء قناة موازية للقناة الأصلية وتحويل المنطقة من مجرى معبر تجارى إلى مركز صناعى لوجيستى عالمى للإمداد والتموين والنقل والتجارة وأن القناة الجديدة يبلغ طولها 72 كيلو مترا والقناة الأصلية يبلغ طولها 193.3 كيلو متر.. ومشروع القناة الجديد يطمح إلى توفير مليون فرصة عمل وتنمية 76 ألف كيلو متر على جانبى القناة واستصلاح وزراعة 4 ملايين فدان وتنمية قناة السويس تتضمن 42 مشروعا منها 6 مشروعات ذات أولوية هى تطوير طرق القاهرة - السويس - الإسماعيلية - بورسعيد - إلى طرق حرة.. وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتى قناة السويس شرقا وغربا وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس وتطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مآخذ مياه جديدة على ترعة الإسماعيلية حتى موقع تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.. وإنشاء نفق تحت قناة السويس سيكون الأكبر من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط ويتسع لأربع حارات وإقامة مطارين وثلاثة موانئ لخدمة السفن ومحطات لتمويل السفن العملاقة من تموين وشحن وإصلاح وتفريغ البضائع وإعادة التصدير وإقامة وادى السيلكون للصناعات التكنولوجية المتقدمة ومنتجعات ترانزيت للسفن ومخرج للسفن الجديدة مما سيؤدى إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية وقد تلقت مصر عروضا استثمارية فى هذه المنطقة. من جانبه أوضح الخبير الملاحى عمرو أحمد مصيلحى عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية أن الغرف التجارية المصرية تقوم الآن بإعداد دراسات جدوى للمساهمة فى المشاريع الاستثمارية التى ستقام على ضفاف القناة.. فهناك مناطق لتصنيع السفن والحاويات وتصنيع السيارات والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات الخشبية والمنسوجات والأثاث.. وتقوم الغرف التجارية المصرية بالترويج والتسويق للمشرعات العملاقة لقناة السويس الجديدة ومحور قناة السويس التى هى بكل المقاييس إعجاز. وأخيرا يؤكد اللواء عاصم سيد أحمد أمين عام اتحاد الناقلين البحريين المصريين أن 6 أغسطس سوف يحقق نتائج من ذات اليوم وهو إعادة الريادة مرة أخرى إلى ميناء بور توفيق باعتباره أقدم موانئ البحر الأحمر الذى تم أنشاؤه فى عام 1903 الذى يتمتع بمزايا عديدة منها مساحته التى تبلغ 314 ألف متر ومساحة مائية تصل 158 كيلو مترا وتشمل بورتوفيق والأدبية وحوض البترول.. ويضيف أن الناقلات العملاقة ستكون آمنة لتوفير معايير السلامة البحرية وسلامة الركاب.. وأن هذا الحدث سوف ينقل الفكر الملاحى المصرى لفلسفة المشروعات الاستثمارية العملاقة فى العالم.. وليعلن للعالم كله أن إرادة المصريين هى الرقم الصعب الذى يحقق المعجزات.