سقطت الرمادى وضمها «داعش» إلى سلطته، بعد سيطرته على أهم مدن محافظة الأنبار كالفلوجة والرطبة والقائم الحدوديتين بين العراقوسوريا والأردن، ومدن هيت وراوة وجهات أخرى، وبذلك يكون التنظيم قد أحكم سيطرته على أكثر من ثلث مساحة العراق وأصبحت له حدود مع ثلاث دول عربية هى سوريا والأردن والسعودية. لم تكن تلك المحاولة الأولى ل «داعش» للسيطرة على الرمادى، ولكن سبقتها محاولات عديدة، حيث جدد هجومه الشهر الماضى، وتمكن من السيطرة على مساحات فى الشمال والجنوب ليبدأ هجومه الأخير قبل عشرة أيام. وبعد معارك استمرت يومين وسقوط نحو 500 قتيل سقطت مدينة الرمادى عاصمة محافظة الأنبار فى يد تنظيم «داعش» بعد انسحاب القوات الأمنية من المدينة وسط انهيار أمنى مهد لسيطرة التنظيم على مقر قيادة عمليات أكبر محافظاتالعراق. ويسيطر التنظيم منذ هجومه فى شمال وغرب العراق فى يونيو الماضى على أحياء فى الرمادى، ورغم اتساع نطاق سيطرة التنظيم فى المدينة، إلا أن الرمادى لم تسقط بشكل كامل ولا يزال بعض العناصر تقاتل فى بعض الأحياء. وبذلك تصبح الرمادى ثانى عاصمة محافظة تحت سيطرة «داعش» بعد سقوط الموصل عاصمة محافظة نينوى. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادى قد أمر هيئة «الحشد الشعبى» بالاستعداد مع القوات المسلحة وأبناء العشائر لتحرير الأنبار من «داعش» استجابة لمناشدة المحافظة التى أقر مجلسها بالإجماع السماح للحشد بالاشتراك فى المعركة. وأكدت محافظة الأنبار وصول نحو 3000 مقاتل من الحشد الشعبى إلى قاعدة الحبانية للمشاركة فى حملة لاستعادة الرمادى، بينما أعلنت وزارة الدفاع عن وصول أرتال من الدبابات والمدرعات إلى القاعدة استعدادًا للمعركة. وجاء السماح بدخول الحشد المعركة استجابة لنداءات المحافظة. من جهته أعلن مجلس محافظة الأنبار تسليح ألف مقاتل من أبناء العشائر المتطوعين، بعدما أنهوا تدريباتهم فى معسكر الحبانية، وجميعهم من عشائر الرمادى. وأكد شيخ قبيلة البوفهد رافع الفهداوى نشر أربعة آلاف مقاتل من القبيلة شرق الرمادى لحماية قضاء الخالدية والمناطق التى لم يدخلها «داعش». وشرع التنظم فى بناء تحصينات أمنية له وسط الرمادى، لتكون منطلقًا لعملياته واستباقًا لعمليات عسكرية للجيش لاستعادة هذه المناطق. وعقب سقوط الرمادى صرح نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفى بأن الأحداث تقتضى الإسراع فى تسليح أبناء الأنبار والسماح لهم بالمشاركة فى القتال. وأضاف قائلًا: «ما أحوجنا إلى وحدة الكلمة بين الجيش والعشائر فى الأنبار والقوى السياسية، لرفع الروح المعنوية للقوات العسكرية والعشائرية المقاتلة». وكان مسئولون عراقيون سنة قد زاروا الولاياتالمتحدة بينهم محافظ نينوى أثيل النجيفى، ووزير المالية السابق رافع العيساوى، وذلك تزامنًا مع توجه أمريكى نحو تسليح مكونات السنة والأكراد بمعزل عن الحكومة المركزية. وأكد أسامة النجيفى على أهمية الإسراع بتسليح أبناء عشائر الأنبار والسماح لهم بأداء حقهم وواجبهم بالمشاركة فى القتال، فأبناء الأنبار أكثر خبرة من غيرهم بطبيعة الأرض والمنطقة وأكثر تضررًا من اعتداءات «داعش».