دون سرد تفاصيل وحكايات وتمزيق أو ذم فى أحد.. تحدث الدكتور حمدى طه أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر عن دور الأزهر الشريف وعن أسباب تراجع هذا الدور.. ثم انتهى فى حواره مع "أكتوبر" إلى روشتة فى سبيل استعادة الدور القيادى المستنير للأزهر الشريف كعبة العلم حامل رسالة التنوير والوسطى المعتدل ليس فى مصر وحدها بل فى العالم والتى لخصها فى عدة عناصر نقرأها فى السطور التالية.فى البداية أكد د. طه أن وضع الأزهر الشريف بدأ يتراجع بعد أحداث ثورة 1952 وتدخل السياسيين فى شئون الأزهر وبعد إلغاء هيئة كبار العلماء، وبعد أن سار تعيين قيادات الأزهر فى أيدى الحكام.. والسيطرة على أوقاف الأزهر.. حتى أصبح يدورفى فلك الدولة صعودًا وهبوطًا. وأضاف أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل أصبح هناك تدخل من البعيدين عن الأزهر بادعاء تصحيح المناهج التى تدرس فى الأزهر.. وكان ذلك بحجة التطوير تلك الكلمة التى طالما نسمعها.. كل هذا أدى إلى ما نحن عليه الآن من تراجع لدور الأزهر. وعن الدور المنوط بالأزهر القيام به قال الأستاذ بجامعة الأزهر إن دور الأزهر عند إنشائه كان دورًا قياديًا..وحمل لواء الحفاظ على الوسطية فى الفكر الإسلامى وعلى اللغة العربية التى بدأت فى الاندثار هى الأخرى.. وكان على مدار أكثر من ألف عام ملاذًا للشعب المصرى والأمة العربية إذا نزلت لهم نازلة وكان مركز التنوير الوحيد فى العالم الإسلامى حيث كان يلجأ إليه القاصى والدانى لينهل من تعاليمه التى تجسد فى الفكر الوسطى المستنير الذى كان يقوده الأزهر.. فلما تراجع دور الأزهر ظهر فى المجتمع الفكر المتشدد المتطرف البعيد عن الوسطية الدينية التى يحمل لواءها الأزهر الشريف. ولا ننكر أن مرت بالأزهر مراحل كان يصيبه الوهن لفترة ثم يعود لدوره الرائد فى العالم الإسلامى.. وهو ما نرجوه جميعًا الآن لما يموج به العالم من مخاطر وتهديدات جراء الفكر المتشدد الذى أصبح سائدا وعن كيفية استعادة دور الأزهر القيادى ناشر الفكر الوسطى المستنير قال الدكتور حمدى طه إذا أردنا للأزهر إصلاحًا علينا أولا إعادة هيئة كبار العلماء وإعادة أوقاف الأزهر إليه ليستقل ماليا وأن يكون اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب الحر المباشر بين هيئة كبار العلماء وليس بالتعيين كما يجب أن نفتح المجال أمام العلماء غير المصريين ليترشحوا على المنصب بشرط أن يكونوا قد تلقوا تعليمهم فى جامعة الأزهر كما يجب إعادة النظر فى المناهج الأزهرية لتعود إلى سيرتها الأولى لتدريس المذاهب الإسلامية وتدريس أمهات الكتب بدلًا من القشور التى تلبى حاجة طالب العلم فى الأزهر.. مع ضرورة الاعتناء باللغة العربية فى المناهج التعليمية.. وأن يعاد التعليم فى الأزهر كما كان عليه قبل عام 1952 بأن تكون المرحلة الإعدادية فى المعاهد الأزهرية 4 سنوات والمرحلة الثانوية 5 سنوات حتى تكون هناك فسحة من الوقت أمام الطالب لتلقيه العلم من أمهات الكتب كما كان قبل ذلك. وفى الجامعة يجب أن يعاد النظر فى تعيين عمداء كليات الأزهر وأن يكون ذلك بالانتخاب بين أساتذة الكلية وقال إنه يجب أن يبتعد الأزهر عن التدخل فى القضايا الحزبية ليكون رأى مستقلًا إذا حدث خلاف بين الحزبين ليكون ملاذا لهم فى حالة حدوث ذلك. كما طالب بفتح أبواب الأزهر لجميع طلاب العلم فى جميع أنحاء العالم حتى لا يلجئون إلى بعض المعاهد والمدارس التى تدرس الفكر المتشدد فى مصر وخارجها.. كما يجب الفصل بين الكليات العلمية والنظرية - والكلام على لسان الدكتور حمدى طه - وخاصة الكليات الأم فى الأزهر والتى تتمثل فى "الشريعة واللغة العربية وأصول الدين والدعوة" وأن يعود شرط قبول أى طالب للأزهر حفظه لكتاب الله "القرآن الكريم" كما كان فى العهود السابقة بعد أن أصبح الأزهر محطة فى طريق التعليم العام، حيث أصبح الأهالى يتحايلون على أزمة السن فى التعليم العام بأن يلتحق ابنه بالأزهر ثم يقوم بالتحويل له. وأنهى كلامه مؤكدًا ضرورة فتح الدراسة الحرة لمن يريد أن يتعلم أو ينهل الفكر الوسطى بالأزهر الشريف.