شىء غريب أن محافظ الإسكندرية الذى يدعى أنه ابن منطقة الحفرة الشعبية.. تصور أنه هبط على أرض الإسكندرية وكأنها ولاية.. وأن مصر تحولت إلى الولاياتالمتحدة المصرية ولا يعلم أنه جاء خادما لا أن يكون حاكما عليها.. جاء مقسما بأنه راع لمصالح الشعب أمام الرئيس السيسى وتحت علم مصر.. هانى المسيرى تقبله أهالى الإسكندرية فى البداية بمفهوم أنه صاحب رؤية غير تقليدية وأنه يعرف مشاكل عروس المتوسط التى أصبحت عجوزًا شمطاء بفعل من قاموا على أمورها عشرات السنوات.. انتظر الناس أن يكون محافظهم الجديد ملتحمًا بالبسطاء يخدم القاع قبل القمة والنخبة ولا ينظر إلى الناس من مقصورة فى برج عاج.. الأبراج التى انتعشت تجارتها فى عهده تاركا القانون يقف باكيا أمام الصفقات المشبوهة فى الهدم والبناء.. لقد اضطرتنى مسيرة هانى المسيرى أن أخالف عهدا قطعته على نفسى وخروجا على تقاليد مهنية متوارثة بأن انتظر المائة يوم عسل.. قبل أن أدلى بالرأى فى أداء المحافظ لكن تصرفاته جعلتنى أدق ناقوس الخطر وأكسر هذا التقليد.. حتى لو أننى أحب المسيرى على المستوى الشخصى.. ولكننى أحب الإسكندرية وشعبها أكثر.. وأنا لن أدخل فى المهاترات التى تتناول المسيرى فى شخصه.. لكننى سوف أتكلم بضمير مواطن سكندرى.. يرى أن المحافظ أصبح ضعيفا أمام الأقوياء قويًا أمام الضعفاء.. والأقوياء هنا من يمكلون المال وبمعنى آخر رجال الأعمال. فالبسطاء لا يتعاملون معك لأنك تتصور أن مقابلتك تدخل فى دائرة المستحيلات.. رغم أن تكليف الرئيس لك ولزملائك من المحافظين أن تكون وسط الناس والغلابة بالذات.. أنت لم تلتق بمن هم يمثلون نبض الشارع السكندرى ليقدموا لك الرأى ويشرحوا لك المعاناة على الطبيعة.. أنت تلتقى بشلة تروج لشخصك وتسوق لمواهبك المدفونة وتهلك لأفكار ثبت ضحالتها.. والذى لا تعرفه أن هؤلاء يقولون من ورائك أنك ترجع فى كل قراراتك.. والأخطر أنك فى تصريحات سمعتها بودنى «صوت وصورة»، وتقارن فيها بين عمل رئيس الدولة ومسئولياته القومية وبين عمل إدارى وسياسى صلبه هو التواجد وسط الناس فى أقليم يساوى واحد على 27 من أقاليم مصر.. عندما سألت فى أحد برامج القناة المحلية لماذا لا يقابلك الناس قلت: إن الناس كلها عاوزة تقابل الرئيس السيسى فهل تلتقى به؟ - فهل هذا رد؟ - أنت محافظ لا تعرف مسئولياتك وصلبها هو مقابلة الناس.. الناس الذين شاهدوك عرفوا أنك عاجز عن التعمير وانعدام الرؤية.. والقاعدة التى تقول «تحدث حتى أعرفك» بالفعل عرفها الناس عندما تحدثت عن الباعة الجائلين فى ميادين الإسكندرية وعن البسطاء قبلهم وقلت لابد أن يستخدموا الايميل والانترنت ويتحدثوا مع المسئولين فى المحافظة والأحياء على «الوات ساب» لأننى مشغول.. مشغول يا ولدى.. والمحافظ الهمام الذى لا يتواصل مع الناس فوض رؤساء الأحياء فى كل اختصاصاته.. وما أدراك ما رؤساء الأحياء الذين يعشون عصرهم الذهبى.. هانى المسيرى تحول إلى شخصية مليئة بالطلاسم واللوغارتيمات والألغاز.. لدرجة أنه أعلن أن مشروعه القومى الذى يحاول أن يفرضه على أهل الإسكندرية هو التواصل عن طريق الشبكة العنكوباتية.. يا حلاوة.. بائعة الفجل ستتواصل مع المحافظ بالانترنت.. ياولاد.. المحافظ يخالف قول عمنا بيرم التونسى. يا بائع الفجل بالمليم وحدة.. كم للعيال وكم للمجلس البلدى حولها محافظ آخر الزمان هانى المسيرى.. يا بائعة الفجل تسلحى وتعاملى بالنت والفيس بوك.