مع اقتراب موعد انتخابات برلمان 2015 لاستكمال خريطة الطريق نحو مستقبل أفضل.. أعتقد أننا جميعاً فى اختبار صعب «مرشحون وناخبون».. أتمنى أن ننجح فى اجتيازه من أجل مصلحة بلدنا.. حتى نستطيع تعويض ما فاتنا من سنوات التخلف وتدنى مستويات التعليم والصحة والدخول وتحقيق العدالة الاجتماعية.. ومواجهة قضية الفقر التى يعانى منها 42%من أبناء شعبنا. فنحن بعد ثورتين عظيمتين يجب أن تعى كل القوى السياسية والأحزاب والتحالفات التى تستعد للانتخابات.. أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء أبداً، وأن المهمة صعبة.. ونحتاج فى البرلمان القادم إلى نواب مخلصين، حقيقيين.. يدركون تماماً معنى شرف تمثيل الشعب تحت القبة.. وأنهم خدام له وليسوا أسياداً عليه.. وأن تكون عيونهم ساهرة على مصلحة الناس الغلابة.. وليست مفتوحة على مصلحتهم الشخصية! وأن يعرف كل من يريد أن يرشح نفسه سواء مستقبلاً أو من خلال القوائم أنه سيخوض معركة شرسة فى دائرته.. فالناس أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً لدور البرلمان فى حياتنا.. وأنه المطبخ الحقيقى لصنع القرار.. فالمواطن يستعد لفرز المرشحين ولن يعطى صوته لبعض فلول الحزب الوطنى المنحل من الفاسدين والدجالين الذين استحلوا ثروات هذا الشعب الغلبان وقننوا الفساد بالقوانين فى البرلمانات السابقة، ومزجوا السلطة بالمال.. ولن ينخدع المواطن - هذه المرة - بشعارات أعضاء الجماعات التى كانت تتخفى وراء الدين لتحقق مأربها وأهدافها فى التكويش على كل مفاصل الدولة.. وأفرزوا لنا عباقرة الجهل النشيط فى بعض المواقع! إننى أقول بكل صراحة إن برلمان 2015 سيكون من أخطر البرلمانات فى حياتنا.. وسيقع على عاتق نوابه مهام التشريعات الجديدة وتنقية القوانين القديمة مما علق بها من مخالفات.. بالإضافة إلى مهمة الرقابة لأعمال الحكومة ووضع خطط التنمية.. فالبرلمان القادم أصبح شريكاً فاعلاً فى الحكم.. وليس مجرد صورة باهتة نتباهى بها فقط! ولهذا فإن نوابه يجب أن يكونوا على قدر هذه المسئولية الجسيمة.. وأظن أن المواطنين يستطيعون اختيار الأصلح لهم ولبلدنا.