أسعار اللحوم والدواجن اليوم 17 مايو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما داعما لغزة بجامعة ديبول في شيكاغو (صور)    رد مفاجئ من «نتنياهو» على حقيقة استقالته بعد خلافات مع بايدن.. ماذا قال؟.. عاجل    «القاهرة الإخبارية»: جالانت يشدد على ضرورة حماية المدنيين في رفح الفلسطينية    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    «الأرصاد» تحذر من طقس ال 6 أيام المقبلة.. تعلن عن الأماكن الأكثر حرارة    مواعيد القطارات الجمعة على خطوط السكك الحديد    مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يكرم مبدعات المسرح العربي    نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد عادل إمام.. «شكرا يازعيم»    يوسف زيدان : «تكوين» استمرار لمحاولات بدأت منذ 200 عام من التنوير    بسمة وهبة عبر: يجب إعداد منظومة لمعرفة خط سير كل سائق في «أوبر»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    الأزهر للفتوى يوضح سنن صلاة الجمعة    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فودة ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل أبو جالوم    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    باسم سمرة يُعلن انتهاءه من تصوير فيلم «اللعب مع العيال» (صور)    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدوى: لن نقبل إقحام المسجد والكنيسة بالانتخابات

بحضور الآلاف من أبناء محافظة الدقهلية عقد حزب الوفد مؤتمراً جماهيرياً حاشداً مساء أمس الأول الجمعة 23 ديسمبر بمدينة المنصورة حضره الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد
لمساندة مرشحى حزب الوفد فى محافظة الدقهلية. وقد ردد آلاف الحاضرين هتافات مدوية طوال المؤتمر ومنها «عاش الوفد ضمير الأمة» «وفديين وفديين من النحاس ليوم الدين» وقد حضر المؤتمر مرشحو الوفد قوائم وفردى فى محافظة الدقهلية وهم مرشحو الوفد فى الدائرة الأولى (قائمة): محمد فؤاد محسن بدراوى الشهير بفؤاد بدراوى (سكرتير عام حزب الوف) - عبدالحميد الإمام – بهاء الدين عبد الظاهر – وليد عبدالهادى قتة – رانيا القهوجى – رفعت يس - وليد السلامونى – محمد عبدالله طمان وحضره مرشحو الوفد فى الدائرة الثانية قوائم وهم: إبراهيم عماشة – أحمد الشبلى – ماجد سعد طه – عمرو تميمى – عباس راغب الشربينى – ضياء عبد الحميد – أمانى نجيب – إبراهيم فرحات كما حضره مرشحو الوفد فى الدائرة الثالثة (قوائم) وهم جمال شعير – بدوى عبداللطيف – محمد عماشة – ناصر عبد اللطيف – عبدالسلام عبده – محمد سلام – سمير خالد – أمل حسن مصطفى وحضر المؤتمر مرشحو حزب الوفد فى الدقهلية على المقاعد الفردية وهم: د.مسعد على محمود الدائرة الأولى فئات، محمد يسرى عبدالخالق الدائرة الثالثة عمال، إسماعيل فهيم الدائرة الرابعة فئات، محمد الإتربى فئات وهيثم القصيرى عمال الدائرة الخامسة، أيمن عبدالفتاح فئات دائرة بلقاس، رؤوف السعودى فئات الدائرة السادسة وشهد المؤتمر حضور العديد من قيادات الوفد ومنهم: طارق سباق سكرتير عام مساعد حزب الوفد - محمد مصطفى شردى عضو الهيئة العليا، المتحدث الرسمى باسم الحزب وعدد من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد وهم : حسين منصور- محمد الزاهد – محمد السنباطى – سامى بلح – محمد حرش – محمد المسيرى – حلمى سويلم كما حضر المؤتمر عدد من نواب الوفد الفائزين فى انتخابات مجلس الشعب 2011 وهم : اللواء سفير نور ( الجيزة ) – مارجريت عازر (القاهرة)، حسنى حافظ وحسن عبدالعزيز (الإسكندرية) – ماجدة النويشى (الإسماعيلية) - محمد جاد (بورسعيد) كما حضر المؤتمر حمدى سويلم رئيس لجنة الوفد العامة بالدقهلية وعادل سراج الدين نائب رئيس اللجنة وعنايات الشربينى سكرتير عام اللجنة وحضره المستشار عيد هيكل المرشح السابق على قائمة الوفد بشرق القاهرة ، ونبيل مطاوع مرشح قائمة الوفد بالدائرة الثانية غربية ومحيى بدراوى مرشح الوفد لمجلس الشورى (القاهرة) وجمال شحاتة مقرر لجنة شباب حزب الوفد. بدأ المؤتمر بعزف السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية ثم قام الشيخ ناجى إسماعيل بتلاوة آيات من القرآن الكريم وتحدث بعد ذلك عادل سراج الدين نائب رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالدقهلية فأكد أن شمس 25 يناير أشرقت ضد الفساد والظلم والاستبداد مما أثار إعجاب زعماء العالم واعتبروا ثورة 25 يناير السلمية درة فريدة فى تاريخ الثورات ومثالا ً ملهما ً للعالم الحر وأضاف قائلاً: ما أشبه الليلة بالبارحة ففى 8 مارس 1919 ألقت قوات الجيش الإنجليزى القبض على رئيس الوفد سعد باشا زغلول و3 من رفاقه ونفيهم إلى جزيرة مالطة فكانت الشرارة التى فجرت طاقات الشعب المكبوتة فاندلعت الثورة فى 9 مارس 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى وقد أقر الزعيم الهندى غاندى بأنه تعلم واستلهم روح ثورة 1919 وأضاف قائلاً: حرصا ً منا على إبقاء شعلة الثورة ندعو الشعب المصرى للتمسك بالمبادئ الأساسية التى قامت من أجلها الثورة وسالت الدماء الزكية وهى حرية – كرامة إنسانية – عدالة اجتماعية ونحن هنا اليوم ومن خلالكم ننشد تحقيق تلك المبادئ ننشد مساندتكم ومؤازرتكم لحزب الوفد بيت الأمة ورمز الكفاح الوطنى حزب الوفد الذى نادى وعمل على امتداد تاريخه المشرف الطويل من أجل إقامة الدولة المدنية وتقديس الكرامة الإنسانية وإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية تلك ثوابت الوفد التى ضحى من أجلها وعانى وناضل فى سبيل إقرارها ومعلوم للكافة من أبناء الشعب المصرى أن حزب الوفد هو الذى أصدر قانون النقابات العمالية وقانون تحديد ساعات العمل وقانون الضمان الإجتماعى وحزب الوفد هو الذى أصدر قانون استقلال القضاء وهو الذى قرر مجانية التعليم.. هذه بعض إنجازات حزب الوفد على مدى تاريخه النضالى الطويل ثم ألقى الشاعر عاطف الشربينى قصيدة دعا فيها إلى التصويت لصالح حزب الوفد وتحدث بعد ذلك د. مسعد على محمود، عميد كلية التربية الرياضية الأسبق ومرشح الوفد فردى بالدائرة الأولى (فئات) فأكد أن مصر تستحق أن تكون فى مصاف الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن حزب الوفد قدم لمصر الكثير فى مجال العمل الوطنى والكفاح ضد الاستعمار على مدى أكثر من 90 عاما ً وهو الذى أنشأ جامعة الدول العربية وفى مجال التعليم أنشأ جامعتى القاهرة والإسكندرية وقرر مجانية التعليم كما أن الوفد أول من دعم الوحدة الوطنية قولا ً وعملا ً ثم تحدث المهندس بهاء الدين عبدالظاهر مرشح قائمة الوفد الدائرة الأولى بالدقهلية فأكد أن الوفد هو ضمير الأمة لأنه ولد من رحم أحزان الأمة وألامها ومن أجل أبناء الأمة كلها وهو حزب ثوابت الأمة المصرية متمسكاً بشرع الله رافضاً العلمانية والثيوقراطية مؤمنا بالديمقراطية والتعددية الحزبية وتداول السلطة عاملا ً من أجل العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية صمام أمان الأمة متمسكا ً بكل هذه المبادئ على مدى أكثر من مائة عام وأضاف أن الوفد يستشرف آفاق المستقبل من خلال برنامج زمنى مدته 36 شهرا ً خاصة أن الوفد يشهد على إنجازاته فلا تنخدعوا ياشباب مصر بمن يدعون أنهم حراس الفضيلة لأن شعب مصر حارس للفضيلة والقيم والدين.
وتحدث بعد ذلك الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب الوفد وفيما يلى نص كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين
بداية لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن شكري وامتناني لحفاوة استقبالكم ودفء مشاعركم التي دائماً ما تغمرونني بها في لقائي معكم.. على مسافة أيام نقف الآن معا قبل آخر مراحل العملية الانتخابية.. هذه المرحلة التي تجري في قلب عاصفة جديدة نعيش أيامها بترقب وخوف و إحساس بالخطر.
لن أخوض كثيرا في تفاصيل ما حدث و ما يجري، فالكثير يقال كل يوم منذ ما يقرب من العام. أهدرنا الوقت وبددنا الطاقة وأسلنا الدماء، واستغرقنا في الجدل العقيم والخلافات واستسلمنا لمخططات داخلية وخارجية تريد وأد ثورة الشعب المصري وتريد أحداث الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد وتدفع بمصر إلى حالة من الفوضى والصراع والتقسيم والانهيار.. وسط هذا المناخ المحفوف بكل أنواع المخاطر يبقى الأمل فيكم ويأتي الرشاد منكم أنتم.. من كل مواطن مصري يدرك حجم المعاناة التي يرغب في تغييرها ويفهم بحسه القادر كل ما يستهدف هذا البلد وما يحاك ضده من مؤامرات ويفرز بوعيه اليقظ بين الغث والسمين وبين من يريد إحراق الوطن لأهداف خاصة أو تنفيذاً لأجندة أجنبية أو عربية وبين من يريد أن يصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
وسط هذا المناخ يأتي الأمل من كل من ذهب أيام الانتخاب الماضية، وكل من يستعد للمشاركة في الجولة الأخيرة حتى تنتهي مرحلة المزايدات و تبدأ مرحلة العمل الحقيقي الذي يحاسب فيه المصريون حكامهم ويختارون نوابهم.
لقد نزف أبناؤنا الدماء من أجل الحرية والعدل. من أجل إنهاء المعاناة اليومية في كافة مناحي الحياة، من أجل إتاحة هذا الحق الذي مارسته محافظات مصر في المرحلتين الاولى والثانية، وتستعدون الآن له.. نسعى معكم لتحقيق هذه الاهداف من خلال طريق واحد يمر عبر اختيار من ترونه الأصلح و الأقدر على تمثيلكم.
إن الواقع الذي نراه اليوم أليماً لن يتغير إلا بعمل سياسي جاد تكونون انتم أصحابه، وأصحاب القول الفصل فيه.
وإذا كان أهل السياسة و النخبة قد فقدوا القدرة على إحداث تغيير جذري خلال الشهور الماضية، فأنتم الآن أصحاب القرار الحقيقي في منح الشرعية الحقيقية التي يتقاتل كثيرون عليها اليوم.
نضعكم نصب أعيننا لا كقاعدة أصوات ، و إنما كبشر أصحاب قرار واختيار فيمن سيتحمل المسئولية في المرحلة القادمة ويؤدي المهمة المطلوبة والتي تحددونها أنتم. نحن نجتهد للبحث عن حلول و نعرضها، وما عليكم الا ان تختاروا ثم تحاسبوا.
نحن أمام تاريخ جديد. إما ان ننصف فيه هذا الوطن أو نذهب لا تلاحقنا الا اللعنات ويأتي من بعدنا من يجتهد للتخلص من أعباء وإخفاقات نقلناها لهم.
أي طريق ترونه ملائما للاختيار؟ طريق اختاره من قبل رجل أفسد وخلعه شعبه مع نظامه؟ أم طريق القوي المبادر، القادر على ربط القول بالفعل.
هذا هو اختياركم وأنتم من ستتحملون نتائج هذا الاختيار.
لا جدال أيها الإخوة أنكم تراقبون بقلق وانزعاج الخطر الذي يحيط بنا ويطل علينا من كل جانب .. هذا الخطر الذي نرى بسببه شباباً مصريين يصابون ويقتلون والدم المصري هو دم غال وفاتورته صعبة وعواقبها خطيرة.
أعلم أنكم قد سئمتم هذا الحال ، ونحن أيضاً سئمناه. نرفض كما ترفضون هذا التردد و العجز في مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها البلاد.. ونبحث جميعاً عن مخرج آمن يجنب مصر ما قد يجعلنا نترحم على النظام السابق وهذا هو ما يريده أعداء الثورة في الداخل.. وأستطيع أن أجزم أن السبيل الوحيد الآمن للخروج مما نحن فيه هو صندوق الانتخاب سواء الانتخابات البرلمانية أو الانتخابات الرئاسية والتي سوف يبدأ سباقها يوم 15/4.. فلن تقوى أي مؤسسة إلا بتكليفكم واكتساب شرعيتها بتأييدكم. و لن يخدم أو تؤدي أي حكومة إلا عندما تقف أمام كل مواطنيها وهي تعلم أنهم من جاءوا بها ويملكون عزلها، ورئيس دولة ونائب في البرلمان يدرك أنكم من وضعتموه في مكانه وأنكم أصحاب القرار في تغييره وإسقاطه.
إن كل ما نراه اليوم و نعاني منه هو إصرار على إثارة الفوضى ونشر الذعر و الخوف، و إرهاب الناس حتى لا تتم أول انتخابات حقيقية في وطن مستهدف من الداخل و الخارج ولن يتصدى لتلك المؤامرة إلا شعب مصر بإرادته واختياره الحر عبر صندوق الانتخاب.
هذا هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحرج الذي نعيشه الآن، وهو ما سوف نبذل كل ما نستطيعه من جهد لتحقيقه في إطار رؤية شاملة لوطن لا يفرق بين أبنائه لون أو دين أو مذهب.
لقد أدهش المصريون العالم يوم 25 يناير ورغم كل ما يحدث ورغم كل ما يخطط ويدبر لإحداث الفوضى والانهيار لمنع مصر من أن تصبح أكبر دولة ديمقراطية في المنطقة إلا أننا كمصريين لدينا القدرة على إدهاش العالم مرة أخرى بما نمتلكه من إرادة صلبة ووعي وضمير يقظ متأصل في جذور هذا الشعب .. هذا الوعي الذي لا يمكن لأحد مهما رفع من شعارات أو أنفق من أموال أن يصادر عليه أو يتصور أنه قد استطاع السيطرة عليه أو امتلاكه.
أيها الإخوة
نرى هذه الأيام ما يثير الفخر والاعتزاز بشعب مصر العظيم ولكننا نرى أيضاً ما يثير القلق والخوف على مستقبل هذا البلد.. رأينا كيف خرج ملايين المصريين للإدلاء بصوتهم بشكل أذهل الجميع . ظهر المعدن الأصيل للشعب المصري العظيم.. وكما رأينا ما يستوجب الإشادة رأينا أيضاً من يحاول الخداع والتوجيه باستخدام أسلوب قديم ثار عليه الشعب قبل شهور قليلة.. للأسف أن هؤلاء لم يفهموا رسالة ميدان التحرير.. لم يدركوا أن اللعبة القديمة قد انتهت وانهارت وأن الباطل لا يمكن أن يبقى أو يصمد مهما بدا قوياً ومهما توهم أصحابه انتصاراً مؤقتاً.. عام إلا بضعة أيام مر على الثورة التي صنعها الشعب بعيداً عن أروقة السياسة وألاعيبها. وها هي ألاعيب السياسة التي أهدرت قيم المنافسة الشريفة تحاول السيطرة على الثورة وتوجيهها لصالح اتجاه واحد.. قد ينجح ذلك لفترة ولكن لا يمكن أن يستمر مع شعب بوعي وإدراك وفطنة شعب مصر.. كان من السهل علينا أن نكون ضمن هؤلاء اللاعبين وأن نستخدم نفس الأساليب والألاعيب.. بل إن الوفد وقد شهد عبر تاريخه كل أشكال المناورات الانتخابية كان من السهل أن يمارسها.. نعم نحن أقدم وأعرق الأحزاب المصرية ، لكننا نمارس السياسة بروح جديدة.. نافسنا بشرف لم نوجه، أو نتجاوز خطوطاً رسمها القانون ولم تقدم شكوى واحدة تتهم الوفد بانتهاك قانون الانتخابات ومحاولة التأثير على الناخبين بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة كما فعل البعض ولقد اخترنا احتراماً لأنفسنا واحتراماً لإرادة الناخبين أن نبتعد عن كل أشكال الإثارة والخداع ودغدغة مشاعر البسطاء بشعارات لا تقدم رؤية ولا تبني وطناً سقط من أجله الشهداء يوم 25 يناير.
نعم نحن الأعرق تاريخاً والأكثر خبرة ، ولكننا ندرك أن السياسة وخدمة الناس هي أشرف رسالة بعد النبوة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم» لذلك لايمكن أن تمارس أساليب الخداع فالدين يكمل السياسة بقيمه ومبادئه وبأخلاقياته والسياسة تكمل الدين في مجال الإنجاز والتطبيق بقواعده الرئيسية مما نادى به القرآن والرسول منفتحة على روح العصر – كل عصر – ومثرية الحياة السياسية بكل جديد لا ترفضه عقيدة الإسلام ومبادئه.. لن نقول أيضاً إن الغاية تبرر الوسيلة لن نقبل أن نقحم المسجد أو الكنيسة في التنافس الانتخابي.. لن نتاجر بكلمات الله، و لن نمارس الانتهازية السياسية التي كان يمارسها حزب حكم كثيرا و ظننا أن لا مهرب منه حتى استيقظ المارد المصري وأسقطه يوم 25 يناير.
نعم نحن الأعرق والأقدم، لكننا فهمنا الرسالة جيدا. فهمنا ما قاله شباب مصر من أنهم سئموا الغش و الخداع و المصادرة على الرأي وتهميشه. فهمنا أن مقاعد البرلمان إن جاءت بثمن أو تضليل أو خداع أو توجيه، فقدت شرعيتها و تحولت إلى مشهد زائف ينفصل عن الناس و لا يعبر عنهم.. بالطبع لا يمكن أن نقارن بأي شكل من الأشكال بين ما حدث في آخر انتخابات أدارها النظام السابق، و بين ما يحدث هذه الأيام. لكن ما نراه هذه الأيام قد يكون نفس مقدمات ما دفع شباب المصريين دماءهم للخلاص منه. بعد سنوات طوال وهذا ما نخشاه.. تيار سياسي يكبر ويتغول ولا يرى تعدد أطياف المجتمع الذي يعيش فيه ويستخدم أساليب التزوير المعنوي كي يستأثر بالسلطة.. تحققت مقولة الإمام محمد عبده التي قالها: »ما رأيت بلداً يستخدم فيه الدين دكاناً كما في هذا البلد»
أيها الإخوة المواطنون
نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ هذا البلد.. لن نيأس أو نتراجع. لن يؤثر في رؤانا أو عقيدتنا ما نراه من إصرار الخصوم على اللعب بقواعد الماضي. سيبقى الوفد ملاذ كل المصريين، وسيبقى أبناء الوفد وشبابه هم الأقدر على فهم الزمن الجديد و ملامح المستقبل.
كان من السهل أن ننسق ونعقد الصفقات .. كان ذلك سهلا قبل الثورة، وكان سهلا اليوم ولكننا لم نفعلها أمس، و لن نفعلها اليوم.. لن نسيء إلى التاريخ الناصع لهذا الحزب العظيم الذي كان على مدار تاريخه ينحاز لقضايا الوطن مهما كان الثمن غالياً.. واجه الاستعمار وواجه القصر وواجه أحزاب الأقليات ولم يساوم أو يهادن أو يتردد أمام صالح مصر والمصريين لذلك ظل في ذاكرة المصريين حتى اليوم.. ظل حزب الوطنية المصرية والوسطية والاعتدال وسيظل بإذن الله.
الإخوة المواطنون
جئت إليكم كي أتحدث عما نستطيعه، وعما سنفعله. أتحدث عما يستطيع أن يقدمه الوفد بكل أطيافه و أجياله ، و ما هو قادر على تحقيقه وتقبل المسئولية عنه.. لن أخوض في جدال غير مجزِ عن هوية المصريين و ثقافتهم و انتمائهم. ولكن سأتحدث معكم عما يحتاجه المصريون حتى لا يقفوا من جديد أمام حاكم غاشم أو سلطة مطلقة أو برلمان ذات لون واحد مسيطر.. أتحدث دائماً عن بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية متكاملة يقدمها الوفد و يقبل الحساب عليها. هذا ما سنفعله و سندافع عنه مهما كانت المواقع، سواء كنا في الحكم أو المعارضة.. لن أخوض في حديث عن مدى انتماء المصريين لوطنهم ، وقد أعياهم المرض وعجزوا عن مقاومته، وأضنى شبابهم البحث عن مكان لائق في الحاضر أو المستقبل.. ولكن ما أود أن أؤكد عليه أن مصر ستبقى الوطن الذي يستوعب كل أبنائه دون تمييز.. سيبقى نموذج مصر كما هو دون أن يتأثر بثقافات مجتمعات أخرى تدفع ملايين الدولارات أو الريالات حتى يتلون المصريون بألوانهم وأفكارهم وتوجهاتهم .. يخطئ من يظن أن هذا ممكن أو متاح.. يخطئ من يتوهم قدرته على إملاء أفكاره على شعب يمتلك حضارة سبعة آلاف عام، يخطئ من يعتقد أن في استطاعته أن يفرض فكراً أو ثقافة أو قيماً قادمة لنا من خارج حدود الوطن.. استعمرت مصر وحاول المحتل أن يغير أو يؤثر في ثقافة وقيم وتقاليد شعبها، فشل المستعمر وبقيت مصر المحروسة دون أن تتلون .. يخطئ من يعتقد أن باستطاعته أن يكون جسراً أو بوابة لأفكار الاتجاه الواحدة .. هذا الاتجاه الذي يرفض الاختلاف، بل أنه يذهب لأكثر من الرفض فيكفر من يختلف معه ويؤثم من يمنح صوته لمخالفيه في التوجه السياسي.. الاختلاف الذي هو سنة الخلق ومشيئة المولى سبحانه وتعالى كما يقرر القرآن الكريم فقد خلق الله البشر مختلفين في الأشكال والأحجام والألوان والألسن بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ) صدق الله العظيم .
أيضاً خلقنا الله مختلفين في الجهد والتحمل، ولذا قرر القرآن أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا بقدر طاقتها ووسعها.. بسم الله الرحمن الرحيم «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» صدق الله العظيم.. وهنا ندرك أن مشيئة الله اختلاف الخلق «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» صدق الله العظيم .. ومن هنا ليس غريباً اختلاف الناس في الأفكار والتصورات والمعتقدات، ولكن الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة وقيادة واحدة ونية واحدة.
لقد قام الفقه الإسلامي على الاختلاف فقد قال رسولنا الكريم: «إن اختلافهم رحمة» ومن قصدهم كانوا أعلام الصحابة وأئمة الإسلام والمقصود بالاختلاف، هنا هو الاختلاف، في الفروع وأمور الدنيا والحكم والسياسة وليس بالتأكيد الاختلاف في العقيدة والعبادات.. قال الخليفة عمر بن عبدالعزيز «ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا ، لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة».
من يجرؤ أو يتجرأ أن يصدر فتوى بأن التصويت لمنافس تيار معين حرام شرعاً.. من يجرؤ أو يتجرأ أن يرى نفسه حامياً للإسلام ووصياً عليه ومشككاً فيما في النفوس من نوايا إلا إذا كان يدعي لنفسه ما لله من اطلاع على النفوس والنوايا.. وأنا هنا أقول وسأظل أقول أن بيننا في حزب الوفد من هم أحسن ديناً وأصدق وعداً وأوفى عهداً وأحسن خلقاً من كثير ممن يملؤون الدنيا ضجيجاً بأنهم حماة الإسلام والمتحدثين باسمه.. لقد أمرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بأن نستفتي القلب فيما يخص عبادتنا وأن نتشاور فيما يخص حياتنا وما تحمله أيامنا من تحديات في الحاضر والمستقبل .. ونحن اليوم نجد من يحاول أن يحتكر مفاهيم الدين التي ستظل أكثر اتساعاً من كل الآفاق والأفكار الضيقة التي تحاول أن تتمسح بقشور الدين لا جوهره .. من يملك اليوم إيمان وحصافة وفهم ومعرفة وفقه وعدل عمر بن الخطاب الذي قال وهو على المنبر « أصابت امرأة وأخطأ عمر».
في هذه الأيام يا إخواني نرى مقولة الإمام محمد عبده تتحقق « يستخدم الدين دكاناً « وهو ماسنقف أمامه ولن نكون عليه شهوداً صامتين.. لكننا أيضاً لن نرتكب الأخطاء التي ننقدها .. لن نستخدم نصاً نشتري به مصلحة سياسية أو ندغدغ به مشاعر البسطاء للحصول على أصوات عن غير جدارة أو استحقاق، لقد قال علي بن أبي طالب: إن القرآن حمال أوجه لكنها لخير المجتمعات وتقدمها ورخاء أبنائها، كما نفهم ونؤمن وليست لمن يشتري بها صوتاً أو مقعداً في البرلمان أو لمن يكفر مخالفيه في الرأي والتوجه السياسي أو لمن يصادر بها مستقبل أمة بأكملها حكمها الخلفاء الراشدون وقد ساوت بين مواطنيها.
من أجل ذلك نستحضر من واقعنا و حاضرنا ما نحن قادرون على تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم و مستجدات المستقبل، فالبرلمان القادم أمامه تحديات جسام.. تحديات داخلية وتحديات إقليمية وتحديات دولية، وما أخطر تلك التحديات الدولية والتي يجهلها ولا يدركون بعدها هؤلاء الذين يستخدمون الدين دكاناً.
أيها الإخوة المواطنون
إن برنامجنا لا ينفصل عن مبادئنا وثوابتنا، بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها ونحن حزب حاكم، وسعينا إلى تطبيقها ونحن في المعارضة عندما اختلفت المواقع وتبدلت، وسوف نظل متمسكين بما يشكل عقيدتنا وثوابتنا الوفدية.
لا يقدم الوفد برنامجاً من فراغ، ولا يعرض إلا ما مارسه واختبره، وعمل على تحقيقه في تاريخ مضى، و يعود اليوم لينشد تفويضا مصريا خالصاً عبر صندوق الانتخاب حتى يصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد في الأيام القادمة... وكما اختار الوفد الانحياز لأبناء الوطن وعدم التواطؤ عليهم بالانسحاب من سباق مزور ومجلس شعب مزور عام 2010 أقول لكم اليوم إن الوفد سينحاز لكل المصريين بالمواجهة السياسية التي يحسمها صندوق الانتخابات ولحق كل مصري في أن يختار مصيره بمشيئته وإرادته الحرة .. نختار اليوم ألا ننساق وراء نزاعات وخلافات واتهامات تستهلك الطاقة والجهد وتنحرف بنا عن الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه جميعاً، وهو طريق التنمية وتقديم الحلول لمشكلاتنا الحقيقية.. ندرك أننا لدينا في حزب الوفد ما نستطيع أن نقدمه تجاه رغيف الخبز وفصل المدرسة وسرير العلاج ووظيفة للمتعطلين، وأن ذلك هو ما يهم المواطن في المقام الأول والأخير .. ندرك أن المعارك المختلفة لا تدفع المجتمعات إلى الأمام وإنما تجرها للخلف وأن التوافق حول ما يحقق صالح مصر والمصريين هو أهم ما نحتاجه الآن.. نجح الإسلام وساد المسلمون عندما اهتم الحكام بصالح الناس وتراجع عندما تاجر به الساسة وأصحاب الهوى.. فالإسلام دين يقدم المصلحة عن النص وذلك في شئون المجتمع وسياسة الدولة وأمور الدنيا.. فالشريعة الإسلامية مقاصد وغايات والإسلام يجعل المرجعية في حسن الأمور وقبحها إلى رأي الأمة التي ترى وتقرر ما يحقق مصلحتها والله سبحانه وتعالى وهو شارع النصوص يبارك رأي الأمة في أمور الدنيا وسياسة المجتمع إذ القاعدة الإسلامية الشهيرة تقول «ما يراه الناس حسن فهو عند الله حسن».. إن إيمان الإسلام بقانون التطور في كافة الميادين ليس له حدود فهو سنة من سنن الله في الكون ودعوة الإسلام للتجديد قد تعدت شئون الدنيا إلى شئون الدين، وليس بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث لهذا الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها».. وقول عمر بن الخطاب: لا تقفوا بتعليم أولادكم عند حدود علومكم فإنهم قد خلقوا لزمان غير زمانكم».. إن انحياز الإسلام للعقل والعقلانية حاسم وأكيد بل أن خارق الطبيعة والمعجزة والآية التي تحدى بها نبي الإسلام قومه وهو القرآن قد جاء ليحتكم إلى العقل الذي جعله الله مناطاً للتكليف.. إن الإسلام يميز بين القيم الرجعية المعوقة للتطور والتقدم وبين القيم التي تلعب دوراً إيجابياً في حياة الأمة والمجتمع، فالإسلام يرفض الأولى لضررها وليس لأنها موروثة وتقليدية ويتبنى الثانية لنفعها، فالمعيار دائماً هو المصلحة ومصلحة جموع الأمة على وجه التحديد.
أيها الإخوة المواطنون
لقد سعينا وسنظل نسعى إلى التوافق من أجل بناء مصر الجديدة.. مصر الحرية والعدالة الاجتماعية.. مصر الرخاء والتنمية.. مصر القوية الأبية.. مصر العزيزة الفتية.. وسنقدم البديل الآمن والمشروع الحقيقي الذي يحقق الرخاء والتنمية وتقدم الإنسان فيحقق هدف الأديان.. فأمن مصر واقتصادها واستقرارها ووحدة نسيجها أصبح في خطر كبير.. إن مصر تحترق بأيدي المغرر بهم من أبنائها.. إن أبناء مصر يتقاتلون وتسال دماؤهم.. إن أفراداً من شعب مصر يتصادمون لأول مرة في تاريخنا مع أفراد من جيش مصر .. إن هناك من يسعى لإسقاط المؤسسة العسكرية.. المؤسسة الوحيدة الباقية والتي إن سقطت لا قدر الله سنتحول إلى عراق آخر لن يستقر ولن يهدأ، وهذا ما يخطط له أعداء الثورة في الداخل والخارج.. أعداء الثورة في الداخل الذين يريدون أن نترحم على النظام السابق أما أعداء الخارج فلا يريدون لمصر أن تقوم كي لا تصبح أقوى دولة في المنطقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.
الإخوة المواطنون
ندرك أن الفساد والبلطجة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور وتراجع المؤشرات الاقتصادية والسياحية والاستثمار وكل ملفات التنمية الحقيقية ووحدة النسيج الوطني وتماسكه هي الملفات التي يجب أن نلتفت إليها الآن.. وألا يتم استدراجنا للفتن.. تارة بين المسلمين والمسلمين وتارة بين المسلمين والمسيحيين و تارة أخرى بين الشعب والشرطة وأخيراً بين الشعب والجيش.. هذا هو ما يريده لنا الأعداء وأعوانهم من المحرضين ومثيري الفتن ويقع البعض فيه دون قصد أو وعي أو إدراك.. نحن في الوفد نعرف المعركة الحقيقية التي علينا أن نخوضها ونحشد كل الطاقات من أجلها ألا وهي معركة التنمية ورخاء المواطن وسيادته في وطنه في مرحلة تاريخية غير مسبوقة يختار فيها كل مصري شكل وملامح المستقبل ويمارس حقه الذي لا ينازعه فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وقراره وتصوره الحر.. مستقبل يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة.. مستقبل يضمن النمو والتطور والرخاء لأبنائنا.. ومن اجل تحقيق ذلك لابد وأن تكون السياسة خادمة لمجتمعها لا منفصلة عنه. و تكون التشريعات من قمتها متمثلة في نصوص الدستور ، و حتى اقلها و أدقها مما ينظم نشاطا أو إجراء، تعبيراً وضمانا لحرية المواطن و سيادته على مقدراته تحت حماية قوانين لا تميز او تفرق في حق أو واجب.
نحن في حزب الوفد نؤمن بثوابت لا يملك أحد أن يزايد علينا فيها.. نؤمن أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأنه لغير المسلمين حق الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية.. نؤمن بأن الوحدة الوطنية هي حجر الزاوية في أمن وسلامة واستقرار مصر الجديدة.. الوحدة الوطنية التي تجلت بوضوح وشموخ يوم 25 يناير ولكنها اليوم تتراجع بأصابع مثيري الفتن.. ننشد الوحدة الوطنية الصلبة التي صنعها أجدادنا في ثورة 1919.. ثورة 1919 التي امتزجت فيها دماء المسلمين والأقباط وهي تروي حرية هذا الوطن واستقلاله وارتفعت الأعلام وهي تحمل الهلال معانقاً الصليب ورددت الملايين شعار الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب.. اعترف اللورد كرومر صاحب سياسة «فرق تسد» كيف أن الأقباط كانوا يواجهون الإنجليز بمشاعر خالية من الصداقة وأنه لم يجد أي فارق بين سلوك الأقباط والمسلمين في الأمور العامة، الفارق الوحيد هو أن المسلم يصلي في مسجد والقبطي يصلي في كنيسة أي أن الاختلاف هو اختلاف عقيدة فقط لم يؤثر على انتمائهم الوطني.. أذكر عندما انضم واصف بطرس غالي للوفد قال له سفير بريطانيا في باريس كيف تضع يدك في يد من قتلوا أباك « قاصداً المسلمين»؟ فرد قائلاً هذا خير لي من أن أضع يدي في يد من قتلوا وطني، وعندما نفى الإنجليز سعد زغلول سنة 1921 إلى سيشل كان البيان الذي أصدره الوفد احتجاجاً على نفيه بتوقيع خمسة أعضاء فيهم مسلم واحد فقط وهو مصطفى النحاس وأربعة أقباط.. أعضاء الوفد الذين نفاهم الإنجليز إلى سيشل كانوا 6 منهم 4 مسلمين واثنان من الأقباط.. أعضاء الوفد الذين حكم عليهم بالإعدام عام 1922 كانوا سبعة ثلاثة منهم مسلمين وأربعة من الأقباط.. القمص مرقص سرجيوس القس القبطي يخطب على منبر الأزهر ويقول إذا كان الإنجليز قد جاءوا لمصر بدعوى حماية الأقباط فليمت الأقباط جميعاً وليحيى المسلمون والشيخ أبو العيون يخطب في كاتدرائية الأقباط، هذه هي الوحدة الوطنية التي صنعها أجدادنا ونفتقدها اليوم.. عندما تقدم سعد زغلول بتشكيل حكومة الوفد عام 1924 قال له الملك فؤاد إنك لم تراع النسبة العددية في تشكيل الحكومة فرد عليه سعد زغلول قائلاً إن رصاص الإنجليز لم يراع النسبة العددية للأقباط في ثورة 1919.. وتقلد الأقباط وزارات سيادية مثل الحربية والخارجية والمالية.. هذه هي الوحدة الوطنية التي كانت ثقافة شعب وعقيدة أمة قبل أن تكون شعاراً.. فشعب مصر بأصالته وسماحته استقبل على أرضه وفي قلوب أبنائه الديانات السماوية الثلاث وعشنا شعباً واحداً يعبد رباً واحداً وإن اختلفت الأديان.. نؤمن أن المواطنة هي أساس كافة الحقوق والواجبات لافرق بين مصري ومصري على أساس الدين أو العرق أو الجنس (الحديث عن وثيقة المدينة).. لقد أعلنت في خطابي يوم 8 أغسطس 2010 أن الوفد لم ولن يكون حزباً علمانياً وأننا نرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما نرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم فالسلطة في الإسلام مبدأ وتاريخ مدنية.. والسلطة واجبة ولكن شكلها وكيفية ممارستها متروك لجماعة المسلمين حيث إنه لا عصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا للجماعة فها هو الفاروق عمر يقول «يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي على الدنيا؟ إني أخاف أن أخطئ فلا يردني أحدٌ منكم تعظيماً لي .. إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني».
وها هو خليفة رسول الله أبو بكر الصديق يقول «وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد عليه حقه والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم «.. كل ذلك يؤكد أن السياسة في الإسلام من أمور الدنيا التي يجتهد فيها صاحب الأمر فرداً كان أو مؤسسة في البحث عن أفضل السبل لتحقيق مصلحة الجماعة التي اختارته وبقيت رقيبة عليه، فأبو بكر وعثمان وعمر رضي الله عنهم لم يأتوا إلى الخلافة ويعتلوا رئاسة الدولة لأنهم الأفقه في أمور الدين ولكن لأنهم الأقدر على قيادة الدولة ورسم سياستها في ظل الظروف الاجتماعية والتاريخية السائدة في ذلك الوقت .. كانوا يفقهون الدين وفق أركانه المعروفة ووفق حرامه المحدود ومباحة غير المحدود. مقولة الإمام أحمد بن حنبل الحاكم القوي الفاسق خير من الحاكم الضعيف المؤمن....).
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل.. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل.. الإعلام الوطني الذي يبني عقل وضمير ووجدان الأمة وليس الإعلام الذي يبحث بعض أصحابه عن زعامة زائفة أو ينفذون أجندات خاصة ولو كان على جثة وطن بأكمله.. لقد انتقلنا من تزييف إرادة الأمة عن طريق صندوق الانتخاب إلى مرحلة تزييف عقول الأمة من خلال إعلام مريض يحتاج إلى علاج فوري.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي.
ما ذكرته لكم ، هو تعهد نقدمه في سبيل علاج ما توارثناه وتناقلناه عبر أعباء حياتنا اليومية.. نسعى لتقديم وتنفيذ ما نعرضه عليكم ونحن قادرون عليه. لن نغرق في مواجهات حول الماضي وما كان، ولن نغرق في تصنيف الوجوه والقلوب ، فجميعنا مصريون ، نعاني و تسألنا المعاناة عن الدين أو النية أو الانتماء . هذا وطن عانى فيه الجميع ، ودفع فيه الجميع فاتورة الدم والثورة وآن الآوان أن يجني ثمار ثورته والتي لا يمكن أن تتحقق في ظل الفتنة والاختلاف والتربص والصراع.
حمي الله مصر وحمي ثورتها المجيدة
وحمي شعبها الطيب الأبي ووقاها من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.