أسعدنى زمانى بزيارة للمنزل الذى ولد فيه موتسارت والبيت الذى أبدع فيه موسيقاه وهما فى مدينة سالز بورج المبهرة بمبانيها وكنائسها وحدائقها بأروكية الطراز ويتمسك أهلها بتقاليدهم القديمة وقد أعطاها ميلاد موتسارت قيمة تاريخية وشهره اسعة. فى قلب المدينة حارة اسمها سيجموند هانز، وكانت أشهر حارة فى أوروبا فى القرن الثامن عشر ونتقاطع معها حارة اسمها حارة جترايد أى حارة القمح فى اللغة الألمانية (النمسا تتكلم الألمانية). فى العمارة رقم 9 منها ولد فولفجانج يوبولد موتسارت (أضيف إلى اسمه فيما بعد لقب «أماديوس» يعنى عظيم بلغة أهل إيطاليا تكريمًا له). يأتى السائحون لحارة القمح من كل فج عميق. ويستقبلهم أهاليها بفنون الشارع من عرائس الماريونيت، والعزف على الآلات المختلفة والرسم على أسفلت الشارع وكل فنان يضع أمامه صندوقًا صغيرًا يتمنى أن يسمع فيه صوت رنات العملة الأوروبية وهى تتساقط والجدع يشجع الجدع. للمنزل الذى ولد فيه موتسارت مدخل ضيق جدًا وقد علقوا على أحد جوانبه لوحة كتبوا عليها معلومات عن صاحب البيت أمام شباك التذاكر الموجود على الجانب المواجه للمدخل وهو شباك فى شقة أرضية من المنزل تم تخصيصها كمتحف يعرض صور الحياة فى المدينة عندما ولد موتسارت، ففيها نماذج لملابس عرضت على هياكل وهى قريبة الشبه والطابع من الملابس القومية الخاصة بأهالى المدينة والمستعملة هناك حاليًا ويحرصون على ارتدائها عند زياراتهم للحى القديم من سالزبورج. فى هذا المتحف أيضًا بعض نماذج من الأثاث المنزلى القديم. ومن الصعب الاعتماد على الترابزين الخاص بالسلم الضيق للبيت فهو من حديد خفيف لا أمان له أما الدور الأول فهو عبارة عن شقة من غرفتين تحتوى على النوت الموسيقية لأعمال موتسارت وبعضها تم تدوينه بخط يده ومسودات لا خدش فيها ولا كشط ولا شطب. وفى ركن الغرفة توجد آلة فيولين بجوارها بعض الكتب والمجلدات القديمة وفى ركن آخر مدفأة مستديرة من السيراميك. أما الغرفة الثانية فهى للمعيشة على أحد حوائطها صورة مرسومة لعائلة موتسارت. وبها ساعتان كبيرتان واحدة منهما تم تثبيتها على عمود من الجرانيت، والثانية لها شكل صندوق فى حجم جهاز تليفزيون 20 بوصة وقد تم ترك بابه مفتوحًا وفى الغرفة تمثالان نصفيات لموتسارت صنعها من المرمر. وصورتان معلقتان على الحائط تمثلان مشهدين من إحدى الأوبرات التى لحنها وعندما يخرج الزائر من هذه الشقة يجد نفسه أمام ممر يلبغ طوله أربعة أمتار ينتهى بدورة مياه ثم تقسيمها إلى اثنتين واحدة رجالى والثانية حريمى وبجوارهما غرفة تبيع فيها إدارة البيت الهدايا التذكارية للضيوف. وتذكره الدخول، تتيح لحاملها زيارة بيت آخر قريب من بيت ميلاد موتسارت هو بيت الإبداع الذى كتب فيه موسيقاه الخالدة، واشتراه بعد أن لمع نجمه وجريت «الشلنات» فى إيديه «الشلن هو العملة النمساوية قبل أن يحل اليورو محلها». البيت يقع على نهر الملح ويربط بيته وبين بيت الميلاد كوبرى يقف على عمود واحد وتم حفر نفق بجواره يصل البيتين ببعضهما، فى مدخل بيت الإبداع ثم تعليق لافتة عليها قائمة المتاحف التى تحمل اسم موتسارت فى كل بلاد العالم وفيه باب يؤدى إلى مقهى يضع كراسيه أمام واجهة البيت، وفى المدخل أيضًا متجر لبيع الكتب الخاصة بسالزبورج وموتسارت يؤدى المتجر إلى حديقة صغيرة يتأمل فيها الزائرون تاريخ المؤلف العظيم وإبداعاته. فى الدور الأول للبيت ويستعير الزائر سماعه فى شكل وحجم الموبايل يستمع من خلالها إلى شرح مسجل لما يراه فى الغرف التى يدخلها فى الأول آلة هاربسبكورد وفى الثانية هرمان زجاجيان فى وسطهما فنون موسيقية كما يوجد بها بعض آلات النفخ هى الساكسى والكلارنيت والكورتو ومعها بعض الأوراق الخاصة بموتسارت وبعض الكتب ويوجد بها أيضًا صندوق زجاجى بداخله رسائل كتبها موتسارت لأصدقائه ثم دواة للحبر وريشتان لنعام تستخدم فى الكتابة. أما غرفة النوم فتحتوى سريرًا لا يتسع إلى لفرد واحد وطاولة ولوحات رسم عليها بورتريهات لموتسارت وعدد من الكتب وفى أحد أركانها مدفأة من السيراميك أما الغرفة الرابعة فقد أعدت كقاعة لعرض سينمائى عن صاحب المنزل المهم الذى أسعدنى زمانى بزيارته.