يطلق عليه «الأصم.. الناطق».. حيث يعد أبرز الشباب من متحدى الإعاقة.. له تجارب سياسية مميزة دفعته لإعلان نيته لخوض الانتخابات تسانده المادة (2) من قانون مجلس النواب.. هو رامز عباس الحاصل على دبلوم فنى صناعى عام 2003 ولكنه طموح ومثقف واستطاع أن يواصل دارسته بالتعليم المفتوح بحقوق القاهرة، وحصل على مؤهل جامعى، تم تكريمه مؤخرًا فى مؤتمر دور العلم فى مكافحة الإرهاب بعد محاضرته التفاعلية، كما تم تكريمه من معهد الأهرام الإقليمى للصحافة والمعهد العالى للخدمة الاجتماعية.. .. رامز فتح آفاق عالم الصم المغلق، وتحدث عن أسباب إصراره على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ورؤيته لعمل الأحزاب. ? ما الذى دفعك إلى التفكير فى الترشح للانتخابات المقبلة؟ ?? أنا أحد المنتمين للفئات المهمشة فى مصر ولى ثلاثة أسباب للترشح أولها إصرارى على المشاركة فى المرحلة القادمة التى تتطلب البناء والاستقرار ومساندة الدولة للمرور من أزمة محاولات إسقاطها مما يفرض علينا بناء منظومة «ثقة» فى النظام الحالى برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى وبالتالى نكران الذات من أجل مصر، كما نعانى كمتحدى إعاقة حالة من التشرذم والتفكك فكلما سنحت الفرصة لفئة معينة من متحدى الإعاقة نجدها تقفز تاركة الإعاقات الأخرى تعاني، فالمرشحون من ذوى الإعاقات الحركية والبصرية لا يهتمون بنا نحن الصم ولا يثقون بقدراتنا حتى أن أحدهم قال: «مش بتسمعوا هتخشوا تعملوا إيه وإزاى»، أما السبب الثانى هو رغبتى فى خوض الانتخابات البرلمانية لأبرهن للمجتمع أننى وإن كنت لا أسمع ولكننى أستطيع، وهنا «مربط الفرس» لإنجاح العملية السياسية وأيضًا حتى أعطى درسًا لزملائى من الإعاقات الأخرى فى كيفية الإصرار لأنه للأسف ليس كل ذوى الإعاقة لديهم الإرادة والإصرار. أما السبب الثالث فهو ما نحاوله كصم فى التأكيد على نيل كل حقوقنا وللتأكيد على الوجود الذاتى تعبيرًا عن إعاقة قائمة بذاتها ولا يمكن لمن يعانون منها قبول وصاية أحد حتى ولو إعاقة مختلفة تمامًا خاصة أنهم لا يفهموننا. ? ما برنامجك الانتخابي؟ ?? يرتكز برنامجى الانتخابى فى بداية انعقاد الدورة التشريعية على الاهتمام بالتشريعات التى سوف تساهم فى بناء مصر مثل تشريعات حرية الاعتقاد لإفساح المجال للجميع ومحاربة التطرف، فبرأيى أننا كلما حاربنا الفكر المختلف معنا سيبقى فقط واحد يتحكم بالجميع وهو ما لا نريده حتى لا نتحول لحكم شمولى سيدمر مصر التى لن تنال تقدمها سوى بمشاركة الجميع، كما سأهتم بعقد جلسات موسعة للأشخاص ذوى الإعاقة من أجل بلورة قانون يناسبهم ويتفقون عليه ويلائم ما تقرره المواثيق الدولية بشأنهم. وسأنادى بضرورة إنشاء هيئة رقابية رسمية تراقب وتتابع ما يخص تعزيز حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وأوضاعهم وتطبيق ما يقره قانونهم، على أن تتبع الرئيس الذى يبرهن اهتمامه بنا فى حدود ما يتم نقله إليه من معلومات عن ذوى الإعاقة, وسأهتم أيضًا بقوانين تشجيع الاستثمار العربى والأجنبى فى مصر على أن يراعى المستثمر العمالة المصرية ولا يستغلها، ويهمنى المناداة بفصل الدين عن السياسة خاصة أننا انتهينا من تجربة مريرة تستوجب أن نتعلم الدرس وهذا قليل مما أريد تحقيقه تحت قبة برلمان 2015. ? هل تثق بنجاحك أم تريد التحدى وإثبات ذاتك؟ ?? تجاوزت التحدى فعليا منذ سنوات عندما كنت أنشط أصم يخوض غمار العمل السياسى وأثبت نفسى بشكل طبيعي, أما مسألة النجاح فهى عائدة لله ثم لحسابات المشهد السياسى الذى يوصف حاليًا بأنه مرتبك وغير ناضج وأيضًا يتم أثناء ظروف استثنائية فى محاربة التطرف المسلح والإرهاب الدولي, لذلك وفى كل الأحوال يكفينى شرف المحاولة. ? ماذا ستعتمد فى ترشحك لتكون قادرًا على خوض الانتخابات؟ ?? شاركت فى تدشين ما يسمى بائتلاف المرشحين المستقلين ذوى الإعاقة ردًّا على تجاهل الأحزاب والائتلافات للإعاقات الطولية والصم وضعاف السمع وأيضًا لإحساسنا بمصيرية القضية وبعدها بأيام طلب ائتلاف نداء مصر التواصل مع متحدى الإعاقة للتفكير بإدراجهم ونحن حاليًا فى نقاش معهم للنزول قوائم أو العودة للفردى مستقل. معتمدًا على الله تعالى ثم الإعلام وأصدقائى وعائلتى ولتكن تجربتى للتواصل الجماهيرى الأكبر حتى نشرح قضية الصم, كما ستقوم تجمعات الصم بالتواصل معى لمساندتى كأحد المنتمين لها. ? كنت عضوًا بالحزب الشيوعى ثم استقلت وتنقلت بين الأحزاب فى فترات قصيرة.. ما السبب فى هذا التخبط؟ ?? العقل المصرى لديه قابلية لدراسة الساحة السياسية ولا عيب مطلقا فى تبنى الأفكار ثم التراجع عنها فى حالة تكوين رؤى أخرى عن فشل تطبيقها، وأنا صريح جدًا وأعترف أن بدايتى السياسية كانت من خلال الحزب الشيوعى المصري, وكنت كادرًا مسئولا عن مكتب الإعاقة المركزي. ولكن تصادمى مع الحزب وتعاملاته مع الواقع بآليات ليس وقتها دفعنى لترك الحزب الذى لم أستطع أن أقدم لمتحدى الإعاقة من خلاله سوى ما اعتدناه هناك من كتابة لبيانات الشجب والتنديد. وأيضا لتعارض الخمول الحزبى مع نشاطى الدائم, وأثناء وجودى بالحزب انضممت للجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية والنقابية بالمحلة الكبرى كعضو نشط وفاعل، وقد انتهى دور اللجنة بقيام ثورة يناير. أيضا تعاملت مع كل الأحزاب والقوى الموجودة ولم ترق لطموحى بوجود حزب حقيقى قادر على تربية كوادر وقيادات قادرة على العمل، حتى مؤخرًا بعد ثورة الثلاثين من يونيو كان لى تجربة الانضمام لحزب «حماة الوطن» وهو خليط من المدنيين والعسكريين مما أدى للتخبط فى الأداء والأنشطة وعدم الاهتمام بالأعضاء والاستهانة بخبراتهم واستقلت. ? يبدو أنك حاولت البحث عن حزب يخدم متحدى الإعاقة.. فلماذا تعارض إطلاق أحزاب للمعاقين؟ ?? هذا الرفض نتيجة استقراء المشهد السياسى فالأحزاب الحالية فشلت فى إيجاد كوادر جادة للعمل مما أدى لصراعات وتكوين ما يسمى (بالدكاكين الحزبية)، وهى عبارة عن مجموعات منشقة من حزب ما كل رؤيتها أنها كانت لا تعمل داخل حزبه الأصلى لذلك لا تستمر وتتلخص فى مقر يحضره عامل البوفيه وقد لا يحضر. لذلك أناشد المتميزين من ذوى الإعاقة إذ ما استطعتم تشغيل لجانكم داخل تلك الأحزاب أو طالبتم بإنشائها ستضربون لهم مثلاً فى الإرادة والعمل، أما غير ذلك فهو عبث يحدث بالمشهد السياسى، ويهمنى أن أشدد فى ردى على أن الأحزاب تكره بشدة الشباب ومن يتقلد منصب أمين الشباب غالبا متسلق وانتهازى يرفض التطور والابتكار وينتظر ثورة أو انتفاضة ليظهر ممثلاً شباب الحزب وأنا أسأل أى شباب هذا! ? ما رأيك فى دور المجلس القومى لشئون الإعاقة؟ ?? واقع الأمر ومن معايشة تجربة إنشاء المجلس ومن قبلها عام 2010 وحتى تأسيسه ثم العمل به ومحاولة إصلاحه من الداخل وحتى الآن, أستطيع القول متحملا المسئولية، إن المجلس القومى فاشل بامتياز، حيث يتعامل مع قضية الإعاقة بطريقة رد الفعل وليس طريقة صانع الحدث أو الفاعل مما أدى لتراجع أدواره للغاية حتى أصبح ترشح النواب ذوى الإعاقة دون معايير أو ضوابط، مما يهدد المادة (2) من قانون مجلس النواب بالطعن وهو ما لا نتمنى له الحدوث لعدم إقصاء المرشحين الصم. وأؤكد أن المجلس لم يفت أوانه للعمل وصناعة مكانة له فى قلوب ذوى الإعاقة ولكنه يحتاج لأمين عام بعقل ابتكارى وهو ما أتمناه كهدية من رئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسى لمجتمع الإعاقة أملا فى انتشالهم مما هم فيه، وأتوقع المساندة الدائمة من الرئيس. ? برأيك ما هى العقبات التى تواجهه ذوى الإعاقة فى مصر وخاصه الصم؟ وما هى اقتراحاتك لدمجهم فى المجتمع؟ ?? الواقع أن العقبة الوحيدة التى أراها ضرورة للتحدث عنها باعتبارنا فى مرحلة بناء مصر هى « التعليم «، حيث إن أزمة تعليم الصم وضعاف السمع شديدة وليست سهلة وهى السبب فى غياب تواصلهم عن المجتمع مما برر تهميشهم الدائم من دولتهم وزملائها وليس أدل مما ذكرته فى بداية حديثى عن رفض زميل إعاقة حركية لنا، فالتعليم الحقيقى والجاد هو بداية النهاية لأزمتنا وهو المدخل لدمجنا فى مجتمع حتى وإن كان أغلبه أميا فهو يفهم بالنهاية، أما ما نعيشه الآن فهو أزمة إقصائية غير مبررة فأولا يدمرون تعليم الصم ثم يمنعون وصول القدرات المتميزة منهم من دخول الجامعات والآن لا يظنون بقدراتهم لدخول برلمان يسن ما يحميهم وغيرهم من تشريعات، إنها أزمة سأجتهد بلا ملل لحلها جذريًا من خلال موقعى بالبرلمان.