تعد زيادة معدلات السكر بين الأطفال والمراهقين واحدة من نتائج انتشار السمنة وفقًا لخبراء التغذية وقد أثبتت الدراسات العلمية أن التغيير إلى نمط الحياة الصحى بالتثقيف الغذائى وتغيير العادات الغذائية السيئة وزيادة النشاط البدنى هو الخطوة الأولى المهمة لمحاربة السمنة والوقاية من المضاعفات الناجمة عنها مثل مرض السكر النوع الثانى. وتؤكد د. نيبال عبد الرحمن أبو العلا أستاذ استشارى تغذية اكلينبكية بالمعهد القومى للتغذية، أهمية نشر الوعى الصحى بين الطلبة، خاصة المصابين بالسكر من النوع الثانى أو الذين لديهم العوامل المؤدية إليه لأهمية الدور الوقائى للتغذية السليمة ونمط الحياة الصحى للوقاية من هذا المرض ومضاعفاته داعيه لضرورة تقييم المعلومات الغذائية والقياسات الجسمية والتحاليل المعملية قبل تنفيذ برنامج التثقف الغذائى. وأشارت أبو العلا إلى أن معهد التغذية أجرى بحثًا فى محافظة الجيزة كجزء من المرحلة الثانية لبحث الغذاء والتغذية والوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية بين المراهقين المصريين حيث تم اختيار الطلبة المعرضين لعوامل الخطورة لمرض السكر النوع الثانى من المرحلة الأولى للبحث وكان عددهم الكلى 324 طالبا (118 ذكورًا) و(206 إناث) مشيرة إلى أن هذه الهيئة 28 مدرسة إعدادى وثانوى موزعة بين المناطق الريفية (143 طالبا) والمناطق الحضرية (181 طالبا) حيث تم تطبيق البرنامج الغذائى التثقيفى بواسطة الأطباء وأخضائيى التغذية بالإضافة إلى الممرضات والأخصائيين الاجتماعيين. وأضافت أن استمرت العملية التثقيفية لمدة 3 شهور من خلال ثلاث مراحل، الأولى التقييم القبلى للبرنامج الغذائى، والثانية تنفيذ البرنامج الغذائى حيث تم تقييم الطلبة بالكشف الطبى وبالقياسات الجسمية والتحاليل المعملية فى المرحلة القبلية والبعدية لتطبيق البرنامج. وتابعت: تناول البرنامج التثقيفى جزءين أساسيين لتغطية مواضيع ذات علاقة بأساسيات التعذية الجزء الأول وكل ما يتعلق بمرض السكرى. (الجزء الثانى). وقالت إن نتائج هذه الدراسة أظهرت أن هناك تحسنا كبيرا ذا دلالة إحصائية فى المعرفة بين المشاركين فى أعقاب تنفيذ البرنامج عند مقارنتهم بالبداية على الرغم من عدم تحسن نسبة المصابين بالسمنة والوزن الزائد فإنه باستخدام تحليل سكر الصائم كان هناك انخفاض ذات دلالة إحصائية فى مستوى السكرى للطلبة بعد تنفيذ البرنامج بالنسبة للمصابين بالمرض والمعرضين للإصابة به. وأضافت: أما بالنسبة لاضطرابات دهون الدم فإنه ليس هناك تغير ذو دلالة إحصائية ما عدا فى نسبة الكوليسترول العالى الكثافة حيث زادت نسبة إلى المعدل العادى فى 17% من المشاركين ويستنتج من هذا البحث إنه لابد من التشخيص المبكر لهؤلاء المعرضين لعوامل الخطورة لمرض السكرى النوع الثانى فى هذه الفئة العمرية لمعالجتهم وتعبر نمط الحياة لديهم إلى النمط الصحى بالتغذية السليمة وتشجيع النشاط البدنى للوقاية من الإصابة بالمرض حيث تعتبر التغيرات الموجية التى حدثت على المدى القصير فى هذه الدراسة مشجعه وتشير إلى إمكانية التحسن التدريجى والمستمر عند تطبيق مثل هذه البرامج على المدى الطويل.