لا يعجبنى أداء خالد أبو النجا كممثل، ولا أعتقد أن ياسمين رئيس رغم موهبتها الكبيرة تستحق جائزة أحسن ممثلة سينمائية فى 2014، لكنه الاستسهال، وحكم القليل من النقاد الذين يتحكمون فى نتائج المهرجانات الفنية والاستطلاعات الصحفية ويفرضون ذائقتهم على الجميع، وخاصة مع تحول الاستفتاءات حول أهم النجوم والأعمال الفنية التى تعرض خلال العام، إلى «سبوبة» سنوية لبعض مراكز استطلاع الرأى الوهمية التى تقوم ب «فبركة» هذه الاستفتاءات لصالح البعض، مستغلة عدم وجود أى نوع من الرقابة الرسمية أو الشعبية على مثل هذه الاستطلاعات التى تفتقد إلى أبسط معايير النزاهة والقواعد العلمية. ومعظم هذه الاستفتاءات انتقائية ويغلب عليها طابع المجاملة وتفتقد إلى المنهج العلمى والدقة والشفافية، ويشوبها قدر كبير من التحيز لنجم أو نجمة بعينها أو عمل درامى محدد، لدرجة أن بعض هذه الاستفتاءات قد يختار أسماء لمؤلفين ومخرجين وملحنين ومطربين لم يشاركوا بأى عمل فنى طوال فترة الاستفتاء، بل قد يبالغ البعض فى «الاستظراف» ويختار فنانين راحلين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ باعتبارهما الأفضل هذا العام، كنوع من التلميح إلى أن الفنانين الحاليين الأحياء لم يبرز منهم أحد أو لمجرد الاستسهال أو الاختيار الروتينى لأسماء معروفة تفوز تلقائيا بكل الاستفتاءات، أو الرغبة فى الدعاية و«التلميع» لأشخاص ونجوم بعينهم تربطهم بأصحاب الاستفتاء علاقات مودة وصداقة، أو لأسباب وأغراض أخرى بعيدة تماما عن الموضوعية والإنصاف. ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأعمال الفنية فقط، ولكنها تمتد لتشمل مؤسسات صحفية ومحطات تليفزيونية، وأعمالاً أدبية، وشخصيات لأدباء ومفكرين وكتباً يتم منحها ألقابا لا تستحقها ومكانة لا تملكها فى الواقع من خلال جهات مجهولة ومكاتب إعلامية محترفة فى «فبركة» الاستفتاءات. والأدهى والأخطر أن بعض نجوم الفن يسعون لشراء هذه الجوائز الوهمية وتمويل بعض تلك الاستفتاءات المزيفة، كما تكشف فى فضيحة جوائز «الميوزيك أورد» التى يتم منحها لمن يدفع أكثر. وقد وصلت هذه الصراعات إلى ساحات المحاكم وتبادل الاتهامات والشتائم بين نجوم ونجمات الطرب حول كيفية الفوز بلقب الأفضل والأجمل، فضلاً عن المعارك السنوية بين أنصار ومريدى وجمهور النجوم والنجمات حول من يستحق المقدمة، والتى تتخذ من صفحات النجمين على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة «تويتر» و«فيس بوك» ساحة لها. وقد اعترف عدد من المطربين والمطربات بأنه تمت مساومتهم لمنحهم تلك الجوائز مقابل مبالغ مالية محددة، والحل الوحيد لوقف فوضى الاستفتاءات الفنية هو إشراف جهة محايدة عليها، ووضع شروط محددة للاعتراف بنتيجتها حتى لا يعطى من لا يملك الجوائز والألقاب لمن لا يستحق.