يبدو أن المنافسة بين المطربين لم تعد تقتصر علي تقديم أغنيات مميزة لكسب حب أكبر عدد من الجمهور بل أصبحت تتخذ أساليباً أخري لم يكن متعارفاً عليها من قبل. أبرز هذه الأساليب هي الجوائز التي يحصل عليها المطربون ويفخرون بها والتي يكون بعضها من جهات مجهولة. ففي أقل من شهر حصل المطرب تامر حسني علي جائزتين هما فنان العام بأفريقيا وأسطورة القرن! وبعدها بأيام أعلن المطرب عمرو دياب عن حصوله علي جائزة أفضل مطرب في أفريقيا. ولم يمر أسبوع علي نشر هذا الخبر حتي أعلن المطرب محمد حماقي عن حصوله علي جائزة "mtv" كأفضل مطرب عربي علي مستوي العالم. الأمر الذي أثار في أذهان الجمهور العديد من التساؤلات عن مدي مصداقية هذه الجوائز. * يقول الفنان الشاب محمد حماقي: سأدافع فقط عن جائزتي ولا علاقة لي بباقي الجوائز. فأكبر دليل علي أنني لم اشتر الجائزة وحصلت عليها عن طريق تصويت الجمهور هو أنني فشلت في انتزاع هذا اللقب من قبل عام 2008 كما أن إدارة الجائزة ستصل إلي القاهرة لتسليمي جائزتي الشهر القادم في حفل ضخم سيتكفلون به وسيبث علي الهواء مباشرة. اضاف حماقي الجهة المنظمة للمسابقة أعلنت عبر الفضائيات لكل العالم عن موعد بدء وغلق التصويت وكنت في منافسة شرسة مع "خالد سليم" و"جوزيف عطية" لكن تصويت الجمهور حسم الأمر. وهذه الجائزة معترف بها عالمياً وحصلت عليها من قبل النجمة "شاكيرا". وأعتقد أنها مطربة ليست في حاجة علي الاطلاق لشراء أي جائزة مهما بلغت قيمتها أما الجوائز المجهولة التي تمنح وفقاً للجان تحكيم غير معلن عنها هي التي تثير الشكوك. وأي شخص يريد التأكد من صحة ما أقول عليه بالدخول علي الموقع الرسمي للجهة المنظمة للجائزة علي العنوان الالكتروني التالي: WWW.mtv.com. قال: حينما ارسلت لي إدارة الجائزة ايميل تخبرني بترشيحي للجائزة قمت بعدها ب 15 يوماً بمراسلتهم من خلال مدير أعمالي ياسر خليل الذي أرسل لهم ايميل يسأل فيه عن آخر الأخبار لكنهم لم يردوا علينا إلا بعد غلق باب التصويت واعلان النتيجة وهذا دليل آخر علي نزاهتهم. يقول الملحن حلمي بكر: كلام بعض المطربين عن جوائزهم العالمية الوهمية يجعل العالم كله يضحك علينا فالجوائز العالمية معروفة ومحدودة والتي ينظمها مهرجان موجود علي الأجندة الدولية أو تكون صادرة عن دولة ما. أما الجوائز التي يخترعها بعض مطربي اليوم فهي نوع من أنواع الدعاية الحديثة بدليل أن المطربين يتراشقون بهذه الجوائز بشكل مثير للضحك فهذا يعلن اليوم أنه فنان أفريقيا وذاك يرد عليه غداً بأنه فنان العالم بأسره. أضاف: الغريب أن هؤلاء النجوم يعلنون عن جوائزهم بشكل مفاجئ بين عشية وضحاها دون سابق إنذار دون أن يتطرقوا لمنافسيهم علي الجائزة أو الجهة المنظمة لها لكنني أقول لهم هذه الأساليب الدعائية الخداعية لن تخدع الجمهور لأن العبرة ليست بالألقاب والجوائز بل بالأعمال التي يقدمها كل مطرب. وللأسف الشديد أصبح كل مطربي الجيل الجديد في سلة واحدة ولا يستطيع أحد أن يميز بينهم بأغنية مميزة وقوية قدمها أحدهم. أبدي بكر تشككه الكبير في مدي مصداقية هذه الجوائز وقال: "90%" من هذه الجوائز يتم الحصول عليها بأساليب ملتوية. فمثلاً نجد أن بعض المجلات والمؤسسات ترغب في اقامة حفل ضخم ولكي تقنع المطرب بأن يغني ببلاش تمنحه جائزة أو لقب كما أن المهرجانات الدولية التي انتشرت اليوم والتي اطلق عليها مهرجانات "النصب" و"السبوبة" الدولية تمنح الجوائز لمطربيها لأسباب بعيدة تماماً عن قيمتهم الفنية وهذه الأسباب إما تكون دعائية حينما يحضروا كبار النجوم لعمل دعاية لمهرجاناتهم أو مالية حينما يحصلون من المطرب أو منتجه علي مبالغ مالية مرتفعة نظير منحه جائزة أو لقب ما. يتفق معه في الرأي الموزع الموسيقي خالد نبيل الذي قال: المطرب اليوم أصبح يلجأ لهذه الجوائز كوسيلة لتحقيق النجاح بعد فشل معظمهم في تقديم عمل ناجح يعلق بأذهان الجمهور. لذلك يلجأ لهذه الجوائز كي يقنع نفسه بأنه ناجح ومن ثم يقنع جمهوره بذلك. خاصة أن الجمهور لم يعد يقبل علي سماع الأغنيات الحديثة كما كان يحدث من قبل لضعفها فأصبح المطرب يعتبر الجائزة وسيلة اقناع للجمهور. أضاف: الجوائز التي تتمتع بمصداقية عالمية محدودة ومعروفة كجائزة "لندن" وجائزة "جرامي" أما الباقي فيتم الحصول عليها بشرائها أو بالعلاقات التي تربط المطرب وشركة انتاجه مع الجهات المنظمة للجوائز المختلفة. تساءل خالد نبيل: ما هي الجهة التي منحت "تامر حسني" لقب فنان العام؟! ومن هم المطربون الذين كانوا ينافسون علي هذا اللقب؟.. للأسف لا توجد اجابات واضحة علي هذه الأسئلة لذلك ثارت الشبهات حولها ولكن ترددت مؤخراً أنباء عن أن جهة خيرية لدعم أصحاب البشرة السوداء هي التي منحت "تامر حسني" هذا اللقب لتركيزه علي اقامة الحفلات الخيرية. وهذا يعني انه لم يحصل عليها لأنه أفضل مطربي جيله. يقول الملحن حسن دنيا: كل من يعمل في الوسط الغنائي يعي تماماً حقيقة هذه الجوائز. أما الجمهور العادي فهو المخدوع الأول لذلك اتمني أن يصنع الإعلام وعياً لدي هؤلاء البسطاء بأن الجائزة تكتسب ثقلها من مصدرها وأن الجائزة التي بلا مصدر هي أيضاً بلا قيمة خاصة تلك الجوائز التي يشتريها أي منتج كي يضخم النجم الذي يعمل معه.