المصور.. «سيدة الصورة»، كما نطلق عليها نحن أبناء مهنة الصحافة.. تحتفل بمرور 90 عاما على صدورها فى 24 أكتوبر 1924 وتفتح فى عدد خاص ينطوى على 625 صفحة خزائن كنوزها من الصور النادرة والمقالات التى تسجل كل الأحداث التى مرت بها مصر. وتتويجًا لهذا التاريخ الحافل بالإنجازات والإسهامات الفاعلة فى الحياة الثقافية المصرية يرسل الرئيس عبد الفتاح السيسى خطابا بخط يده يشيد بدور دار الهلال ومجلة المصور فى التاريخ المصرى ويبعث رسالة إلى الإعلام بشكل عام يحثه على القيام بدوره الوطنى بعدما ظهر بشكل مؤثر فى المحنة التى مر بها الوطن خلال الفترة الماضية، وأكتوبر تشارك المصور احتفالها بالعام التسعين وتتمنى لها دوام التوفيق. فى هذا العدد التذكارى، تعود المصور لفلسفة المجلة الأولى، القائمة على مساحات واسعة من الصور مع القليل من الكلام، تلك السياسة التحريرية التى فقدتها المجلة تدريجيا،بعد أن تعامل معها البعض بوصفها جريدة تزدحم بالأعمدة والمقالات. صور المصور الدقيقة، بالأبيض والأسود، تعد الآن سجلا أمينا ووحيدا، لما جرى فى مصر والعالم العربى من تطورات وأحداث، خلال 90 عاما من عمر الزمان. وتستعرض الصفحات صور ملوك ورؤساء وثوار وزعماء، انفردت المصور بها فى طفولتهم وصباهم، ورصدت انتصاراتهم وانكساراتهم وأحداث وتقلبات الزمن، وثورات الشعوب وحركة التاريخ. العدد حرص على ألا ينحاز لأحد ضد أحد، ولا لمرحلة دون أخرى، وحرص على كتابة التعليق الأصلى للصورة كما كان بلا تعليق أو تحليل . دار الهلال وهى تقدم هذا العدد، تغامر بفتح صندوق من كنزها الثمين، بعد أن توالت عليها الفصول والديون، وأصبحت مهددة بالإغلاق بين لحظة وأخرى. المؤسسة العريقة - تأسست 1892 – وتسعى بسواعد أبنائها للحياة،لتستعيد مكانتها التى ربما لا يعرفها الكثيرون، ويشهد عليها الأجانب قبل المصريين والأشقاء العرب من المحيط للخليج . فى هذا الإصدار تؤكد المصور أن كل الحروب التى خاضتها مصر كانت كما توقع محمد على باشا من جهة الشرق، وبالتحديد من على ضفاف قناة السويس، باستثناء ما جرى فى الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت صحراوات مصر الغربية، أكبر مسرح لحروب الدبابات فى العالم . المعركة بين روميل ثعلب الصحراء الألمانى ونظيره الانجليزى القائد المحنك مونتجمرى استدعت وصول تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى لأرض المعارك التى خلفت وراءها الآلاف من جثث الدبابات والجنود والألغام. بعدها انتقلت معارك مصر ناحية الشرق مع نكبة فلسطين ،وزرع خنجر إسرائيل فى جسد العرب ،وتداعيات تأميم القناة والعدوان الثلاثى على مصر، واتجهت القوات المصرية جنوبا لمساندة ثورة اليمن وشمالا مع الوحدة مع سوريا، لكنها تعرضت لنكسة عسكرية ساحقة فى 1967، خاضت مصر على إثرها حرب الاستنزاف، تمهيدا لحرب التحرير فى السادس من أكتوبر 1973. صور نادرة فى هذا الجزء تنشرها المصور عن ضبع الفالوجا وتشرشل ومونتجمرى على أرض العلمين وتطوع أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الأمراء فهد وسلمان وترك للدفاع عن مصر عند العدوان الثلاثى على مصر. وترصد المصور بالصور جذور الإرهاب فى مصر بداية من اغتيال أحمد باشا ماهر وبطرس باشا غالى، مرورا باغتيال السير دى ليستاك، واغتيال النقراشى وحسن البنا، وظهور جماعات الإرهاب باسم الإسلام السياسى وتنظيم الفنية العسكرية وجماعة التكفير والهجرة وقتل الشيخ الذهبى واغتيال فرج فودة والمحجوب . يرصد المصور أيضا من خلال العدد ثورات المصريين بداية من وقوف عرابى فى ميدان عابدين فى مواجهة الخديو توفيق مرورا بثورة 1919 وسفر الوفد واندلاع المظاهرات للمطالبة بالإفراج عن سعد ورفاقه، وصولا لحركة الجيش فى 1952 وتولى محمد نجيب سلطة رئيس الجمهورية، وصعود جمال عبد الناصر، لتصل الثورات إلى ثورة 25 يناير، ثورة عيش حرية عدالة اجتماعية، والثورة على سرقة الثورة فى 30 يونيو. أما أمتع أبواب الإصدار التذكارى فهى ذلك الباب المسمى بذاكرة الوطن حيث جرى استعراض صور نادرة للدكتور طه حسين والعقاد وأحمد شوقى وعدد من الفنانين والفنانات والزعماء والحكام.