الدبلوماسية الشعبية مزيج من الاتصالات والتفاعلات بين المنظمات والجماعات الأهلية والهيئات غير الحكومية من منطلق فكرة مؤداها أن العلاقات الدائمة تكون دائماً بين الشعوب وليست بين الحكومات والأنظمة السياسية. وتأتى زيارة الوفد الشعبى الإثيوبى للقاهرة كمحاولة لإعادة بناء الثقة والعلاقات بين أديس أباباوالقاهرة وإنقاذ ما تسببت فيه السياسة الخارجية النمطية فى الفترة السابقة، وترسيخ صورة إيجابية ومهمة حول أهمية العلاقات بين الشعبين، واستعادة وهج التواصل التاريخى كما كان سابقا، كما يسعى الوفد بهذه الزيارة لتنقية الأجواء المشحونة والمتوترة، وتهيئة الأجواء لمهام دبلوماسية رسمية قد تلى هذه المرحلة. كانت القاهرة استقبلت الثلاثاء الماضى وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبى برئاسة «أبادولا جمادا داجو» رئيس البرلمان الإثيوبى فى زيارة استغرقت خمسة أيام، وكان فى استقبال أعضاء الوفد بالمطار صبرى مجدى صبرى مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ومحمد إدريس سفير مصر فى إثيوبيا، ومحمد الحمزاوى نائب مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل، وأجرى الوفد البالغ 67 فردا العديد من اللقاءات خلال الزيارة فى إطار السعى لتحقيق التقارب بين الشعبين الشقيقين. من جانبه قال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبى أبادولا جمادا: «يسعدنا أن نكون هنا فى مصر اليوم كممثلين عن شعب إثيوبيا وجئنا اليوم للإعراب عن عميق عرفاننا وشكرنا لإخواننا المصريين ولدينا علاقات جيدة ممتدة لآلاف السنوات فنحن نشرب من نفس النهر وقامت حضاراتنا على نفس النهر وعلاقتنا قوية ونتشارك الكثير من الأحداث التاريخية جيدا ويوجد علاقات جيدة بين مصر وإثيوبيا». وأشار جمادا على هامش لقائه مع أعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية يتضمن مختلف فئات الشعب الإثيوبى من أكاديميين ورجال الأعمال ورجال الدين والأحزاب السياسية وفنانين، وأضاف «نحن هنا فى مصر لكى نعرب عن إيماننا واهتمامنا الكبير بالعلاقات بين الدولتين» ووجه كلامه للحضور: «وكما تعلمون أن الإثيوبيين فى قلب مصر فكذلك الشعب المصرى فى قلب كل إثيوبى، لأننا نفس القلب». ونوه رئيس البرلمان الإثيوبى إلى أن مصر فى قلب إثيوبيا مثلما أن الشعب الإثيوبى فى قلب مصر، مضيفا: «جئنا من أديس أبابا للقاهرة لنوصل رسالة للشعب المصرى وهى أننا الشعبين المصرى والإثيوبى كيان واحد». ومن ناحية أخرى، قال السفير محمد إدريس سفير مصر لدى أديس أبابا: «الوفد الشعبى الإثيوبى الذى وصل إلى القاهرة جاء للتأكيد على عمق العلاقات المشتركة بين مصر وإثيوبيا». وأوضح إدريس أن زيارة الوفد الإثيوبى إلى مصر جاءت برئاسة رئيس البرلمان «أبادولا جمادا»، وضم فنانين، ودبلوماسيين، ورجال وسيدات وأعمال، وإعلاميين وأكاديميين، إضافة إلى ملكة جمال إثيوبيا السابقة، حيث جاءوا لمصر ردا لزيارة الوفد المصرى الذى زار إثيوبيا فى مايو 2011. وأكد السفير أن الزيارة تأتى فى إطار الجهود المشتركة، ومن أجل وضع العلاقات فى إطارها الصحيح، متمنيا للوفد الإثيوبى طيب الإقامة فى مصر والتى تعد بمثابة بلد ثانٍ لهم. وقال السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية الأسبق إن علاقة مصر بإثيوبيا تاريخية حيث تربطهم علاقات ثقافية وحضارية ولا تقتصر فقط على النيل، مشيرا إلى أن أول مهمة له خارج مصر كانت فى أديس أبابا لذلك فلها مكانة خاصة فى قلبه حتى بعد أن أصبح وزيرا.