تفتتح - اليوم - الدورة السادسة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد أن غاب المهرجان خلال العام الماضى بسبب ظروف ما بعد 30 يونيو، المأدبة حافلة هذا العام بعرض مجموعة من الأفلام المميزة، وبتكريم عدد من الشخصيات السينمائية والثقافية المهمة، لعل أول ما يلفت الإنتباه أن المهرجان الذى يرأسه سمير فريد قدم التحية لإحدى نجمات العصر الذهبى للسينما المصرية هى النجمة نادية لطفى، التى تتصدر صورتها الأفيش، كما حرص المهرجان على أن تكون كل عروض أفلامه فى دائرة دار الأوبرا ومسارحها وقاعاتها، كما اتخذت إدارة المهرجان قرارا جيدا يقضى بمنح تخفيض 50% على تذاكر العروض المفتوحة للجمهور فى قاعات منطقة الأوبرا (المسرح الكبير والمسرح الصغير ومسرح الهناجر وسينما مركز الإبداع)، ويتمتع بالتخفيض كل من يتقدم إلى شبابيك التذاكر بالبطاقات الخاصة بطلبة الجامعات والمعاهد العليا وكذلك أعضاء إتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما والجمعيات السينمائية، ولاشك أن قرب مكان العروض، وتخفيض التذاكر يوسع قاعدة المشاهدين .على صعيد الأفلام المميزة التى تستحق المتابعة، فقد ذكر المركز الصحفى للمهرجان فى عدة بيانات مجموعة من الأعمال لكبار المخرجين، على رأس هذه الأفلام بالطبع فيلم المخرج الفرنسى الأشهر «جان لوك جودار» وعنوانه «وداعا للغة»، وقد حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان كان فى الدورة رقم 67 مناصفة مع فيلم من إخراج أصغر مخرجى المهرجان، جودار كما يعرف كل عشاق السينماأنه من أبرز مخرجى الموجة الجديدة فى فرنسا التى غيّرت شكل السينما فى العالم، ومازالت أفلامه تثير الدهشة والجدل، بل إنه قام بكتابة السيناريو وعمل مونتاج فيلمه «وداعا للغة» الذى قامت ببطولته إلواز جوديه وكامل عبديلى وريشار شيفالييه، فى بداية فيلمه كتب جودار على الشاشة: «التجريب استقصاء أدبى»، ثم يشرح فكرته على النحو التالى : امرأة متزوجة ورجل أعزب يلتقيان ، يقعان فى الحب، يتشاجران، ترتفع قبضات أيديهما فى الهواء، كلب شارد بين البلدة والريف، تتعاقب الفصول، يلتقى الرجل والمرأة مجددا، يجد الكلب نفسه بينهما، الآخر فى واحد، والواحد فى الآخر، ويصبحان ثلاثة. الزوج السابق يحطم كل شىء. الوضع كما كان ف البداية. ولكنه ليس كذلك. من الجنس البشرى نمضى إلى المجاز. وينتهى هذا بالنباح، وصرخة طفل»، وسيكون فيلم «جودار» هو الفيلم الوحيد الذى سيعرض ثلاث مرات فى المهرجان، وطبعا أفلام جودار يجب مشاهدتها لأنها لايمكن أن تحكى. ومن أبرز أفلام المهرجان «خرائط إلى النجوم» الذى اشترك فى الدورة الأخيرة لمهرجان كان، وفازت بطلته جوليان مور بجائزة أحسن ممثلة، الفيلم أمريكى ومن إخراج الكندى الشهير ديفيد كروننبرج، ويشارك فيه من الممثلين ميا واسيكوسا وروبرت باتينسون وجون كيوزاك، وموضوعه عائلة غير سعيدة ومختلة هى عائلة فايس والتى تملؤها الأسرار، دور جوليان مور فى الفيلم هو ممثلة مسنة تدعى هافانا سيجريد تنحسر عنها الأضواء بسرعة، وتعانى من إساءة معاملة أمها النجمة الشهيرة، التى تعيش معها هافانا التعيسة، إنها معزولة تماما عن العالم، وبدون عائلة حقيقية، وهو دور صعب جلب لجوليان جائزة مستحقة، أما الفيلم البريطانى «ملكة وبلد» فقد كتبه وأخرجه جون بورمان وقام ببطولته كولام ترنر وكالب لاندرى جونز وبات شورت، يحكى الفيلم قصة الصبى بيل روان الذى يبلغ التاسعة من العمر، وولد فى لندن، ويشعر بالسعادة لأن مدرسته قد تم تدميرها بقنبلة ألمانية عشوائية أثناء غارة عام 1943، ومع حلول عام 1952، يصبح شابا، وينتظر استدعاء الجيش له، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته، حيث سيتم إرساله للمشاركة فى الحرب الكورية. وفى إطار تكريم المهرجان للمخرج الألمانى الشهير فولكر شوليندورف (صاحب فيلم الطبلة) سيتم منحه جائزة نجيب محفوظ (الهرم الذهبى الشرفى) عن مجمل أعماله، وسيعرض له فيلمه الأحدث «دبلوماسية» ، من إنتاج ألمانى/ فرنسى، وتدور أحداثه عام 1944، فى 24 أغسطس من ذلك العام الحاسم، يفترض أن يقوم الجنرال الألمانى «ديتريتش فون شويتيتز» بتنفيذ أمر هتلر بتدمير باريس معالمها الشهيرة مثل برج إيفيل وكنيسة نوتردام ومتحف اللوفر، ولكن دبلوماسيا سويديا يدعى راوول نوردينج يتسلل إلى مقر القائد الألمانى، ويحاول إقناعه بعد تنفيذ الأوامر، أو شغله عن التنفيذ حتى موعد وصول قوات الحلفاء لإنقاذ عاصمة فرنسا.. الفيلم مأخوذ عن مسرحية للكاتب سيريل جيلى ولدينا أيضا فيلم «إنجلترا الصغيرة» للمخرج اليونانى بانتيليس فولجاريس الذى اختير للعرض فى ختام المهرجان . الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم من تأليف «إيوانا كريستيانى» زوجة المخرج فولجاريس، وتدور أحداثه فى فترة ما بين الحربين، وتنتهى فى نهاية الخمسينيات، ويتناول حكاية الشقيقتين أورسا ومتشا وعلاقة حبهما مع سبيروس، وذلك فى جزيرة أندروس اليونانية، التى يطلقون عليها «إنجلترا الصغيرة» بسبب لكنة سكانها .. الفيلم فاز بجائزة الجولدن جلوب فى مهرجان شنغهاى الدولى لعام 2014، واختيرليمثل اليونان فى مسابقة الأوسكار رقم 87 لأفضل فيلم أجنبى.، وهو من بطولة بنيلوبى سيلكا وصوفيا كوكالى واندرياس كونسناتينو . وينفرد مهرجان القاهرة فى دورته السادسة والثلاثين بالعرض الأول فى العالم العربى وأفريقيا للفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية» تأليف وإخراج نجوى نجار، فى تجربتها الروائية الطويلة الثانية بعد «المر والرمان»،الذى كتبت له السيناريو، وعُرض عام 2008، وكان تجربة لافتة ومميزة تنبىء بمخرجة مختلفة.