أكد خبراء عسكريون أن تنظيم «داعش» يستخدم تكتيكات الحرب النظامية وحرب العصابات فى آن واحد وذلك لامتلاكه أسلحة ثقيلة استولى عليها من الجيش العراقى إلى جانب استعانة التنظيم بخبراء ومستشارين عسكريين عرب وأجانب مقابل أموال طائلة. وشدد الخبراء على أن هزيمة تنظيم داعش لن تتم بالضربات الجوية وحدها إنما لابد من خوض حرب برية شرسة تنتهى بالقضاء على جميع عناصره. وعن تكتيكات تنظيم داعش يقول اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة السابق إن تنظيم داعش الإرهابى يلعب فى مجال التناقضات والأزمات.دون أن يكون له قاعدة ثابتة، حيث يتواجد فى أجزاء من شمال العراق وشمال وشرق سوريا.. ويتخذ التنظيم تكتيكاته بالهجوم بمجموعات صغيرة لاستطلاع القوة الموجودة فى المنطقة التى يريد غزوها.. ثم يمهد بعد ذلك باقتحام هذه المنطقة.. وبذلك يكون تكتيكه الأساسى استخدام حرب العصابات. ويستخدم تنظيم داعش التجمعات السكانية للاختباء هروبا من الهجمات الجوية الموجهة ضده وحسم المعركة مع داعش يحتاج إلى هجوم برى يسبقه تتبع التنظيم ومعرفة حجم قوته ووضع الخطط اللازمة لحصار داعش فى المناطق المتواجد بها، والعمل على منع تمددها ثم حصارها تم القضاء عليها.. وتنظيم داعش يستغل نقاط الضعف فى المناطق التى تم استطلاعها من قبل.. ويملك التنظيم من المعدات العسكرية ما يفوق إمكانيات القوات الموجودة بالمناطق التى يغزوها، وجاء ذلك نتيجة لاستيلاء على معظم أسلحة الجيش العراقى فى المناطق التى احتلها. ويشير اللواء محمد رشاد إلى أن المعركة فى سوريا ستظل معلقة لحين التنسيق بالدرجة الأولى مع قوات النظام السورى والقوات الأخرى الحليفة، حيث إن قوات داعش تفوق إمكانيات القوات السورية المعارضة حتى لو تم تدريبها ورفع كفاءتها فإنها لا تستطيع هزيمة داعش. حسم المعركة بريًا ويؤكد اللواء د.إبراهيم نجاتى مستشار كلية القادة والأركان أن تنظيم داعش لديه تفكير عسكرى حصل عليه من خلال المتطوعين ومنهم من هم ذوى خبرة عسكرية.. وداعش لديه بعض الخبراء العسكريين العرب والأجانب الذين أتوا إليهم بعد تلقيهم أموالا طائلة، ويعملون فى خدمة التنظيم ويتمتع التنظيم بخبرة عسكرية بما يعرف بحرب العصابات.. وتنظيم داعش لديه سلاح ثقيل استولى عليه من الجيش العراقى مثل الأسلحة المضادة للدروع وأعداد من الدبابات والمدرعات وقطع من المدفعية، وكذلك معدات الرؤية الليلية. وهذه المعدات تعتبر ميزة وعيبًا فى آن واحد لأنها تقلل سرعة الحركة للتنظيم.. وتعطى فرصة للقوات المعادية لهم من التصدى لقوات داعش.. وهناك فرق بين أسلوب حرب القوات النظامية وحرب العصابات.. وداعش لديه أسلوب حرب العصابات باستخدام الأسلحة الثقيلة، ولكن استراتيجتهم الأساسية هى حرب العصابات باستخدام الكمائن المتحركة، وهم لا يستطيعون دخول معارك عسكرية كبيرة.. وهم حتى الآن لم يستخدموا الطائرات التى اعلنوا عن حيازتها..لأن هناك صعوبة فى استخدام الطائرات لتفوق عناصر القوات الجوية المعادية لهم. ويواصل اللواء د. إبراهيم نجاتى حديثه أن لداعش قواعد ثابتة على عكس ما يشاع.. وهذه القواعد تحتاج لها داعش لتلقى الدعم اللوجستى مثل الإمداد والمؤن والذخيرة وباقى مواد الدعم الأخرى. وعن كيفية التعامل مع قواعد داعش فيتم ذلك عن طريق القذف بسلاح الطيران لهذه القواعد.. إلا أنه مهما كانت فعالية القوات الجوية فإنه ينقصها الحصول على المعلومات المتصلة بتواجد قوات داعش.. ويتطلب ذلك وجود قوات برية تقاتل داعش فى عقر دارها .. والحسم فى النهاية يكون للقوات الأرضية والتى تستطيع تطهير الأرض التى تسيطر عليها داعش. ومن تكتيكات داعش أنها تستخدم حرب العصابات لمواقع محددة فى مناطق معزولة تحت مبدأ (اضرب واهرب).. ولا تستطيع هذه العصابات التوغل فى المدن، إنما تستخدم مفاجأة الحرب الهمجية الإنسانية فى عمليات إرهابية لإحداث الرعب فى نفوس الذين يهاجمونهم بقطع الرءوس وإحداث الخسائر البشرية والمادية التى تروع الآمنين.. وإزاء هذه العمليات الإرهابية فإنه من المنتظر أن يكون رد الفعل سريعًا ضد همجية داعش بعقاب قاس وستنكمش العمليات الإرهابية لداعش. ويمكن مواجهة داعش داخل التجمعات السكانية بتحديد عناصر داعش وتوجية الضربات سواء كانت جوية أو برية، وتطلب ذلك تحديد الأهداف بكل دقة وتفادى توجيه الأذى للمدنيين وغير المقاتلين.. وهناك أسلحة دقيقة يمكن استخدامها لضرب داعش بأقل خسائر ممكنة.. ويمكن استخدام سلاح الحصار لعصابات داعش ومنع وصول الإمدادات لهم.. وهذه ناحية إدارية مهمة جدًا.. وهناك تكتيكات عسكرية ومخابراتيهة يمكن استخدامها للقضاء على تنظيم داعش الإرهابى. وينهى اللواء د. إبراهيم نجاتى حديثه أن داعش لديها أسرى ورهائن تستخدمهم كدروع بشرية.