بعد تمدد حركة «داعش» الإرهابية فى أجزاء من الأراضى السورية والعراقية، وإعلانها الخلافة ومؤخرًا إعلان ولاية الفرات فإن خطر هذه المنظمة الإرهابية يهدد النظام العربى بأكمله.. بل ويمتد إلى تهديد النظام الدولى كله. أكد الخبراء السياسيون والاستراتيجيون أن التدخل الدولى يأتى طبقًا لمصالح الدول المعنية.. والحل يمتد فى وجود تحالف عربى فعال خاصة بين مصر والسعودية ودول الخليج والأردن لمساعدة العراق وسوريا فى التصدى لخطر داعش.. وهذه المنظومة هى خط الدفاع الأول عن المصالح العربية.. وتستطيع هذه الدول تحت مظلة الجامعة العربية تحجيم ووقف خطر داعش الإرهابى. يؤكد د. محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن التحالف الإقليمى العربى الممثل فى دول مجلس التعاون الخليجى مدعومًا بمصر والسعودية وبغطاء عربى من الجامعة العربية يستطيع مواجهة ظاهرة داعش الإرهابية، خاصة فى إطار اتفاقية الدفاع العربى المشترك على أن يتم ذلك بتنسيق مع حكومتى العراق وسوريا، وبذلك يمكن إيجاد تحالف عربى فعال لمواجهة تنظيم داعش وأعوانه. وبالتنسيق للموقف الأمريكى فإن الرئيس الأمريكى أوباما بدأ تحريك القوات الأمريكية خارج وداخل المنطقة، وهو يسعى إلى إيجاد تحالف دولى لمواجهة خطر داعش، ويضم التحالف فى البداية أمريكا وبريطانيا وإيطاليا الذين وافقوا على تقديم الدعم. ولا بد أن نعرف أن أمريكا وحلفاءها ليس هدفهم القضاء على داعش تمامًا، دائما الدفاع عن مناطق تهمهم وتهم المصالح الأمريكية فى العراق مثل مناطق البترول ومنطقة كردستان العراق. إنهم يهدفون إلى مواجهة تغلغل تنظيم داعش وليس القضاء على داعش كتنظيم إرهابى يرتبط بتنظيم القاعدة. هم يسعون إلى الحفاظ على مصالحهم فى العراق.. وهذا يدعو إلى أهمية التحرك الإقليمى العربى تحت مظلة الجامعة العربية من خلال مجلس السلم والأمن العربى الذى أنشئ عام 2006، والدفاع عن أراضى العراق ووحدته يجب أن يكون الهدف الأول للتحرك العربى. وقف المساعدات ويطالب اللواء د. نجاتى إبراهيم المستشار بكلية القادة والأركان بإجراء تنسيق على مستوى المنطقة العربية فى مجال تجهيز القوات وتوفير المعلومات والخبرات المختلفة.. فلابد من وجود نظام معلوماتى عن أماكن تواجد عناصر داعش، لأن الجيوش تواجه جيوشا. والأمر بالنسبة لتنظيم داعش يحتاج إلى توفير قوات مدربة ومجهزة تستخدم أساليب داعش التى تخوض حرب عصابات.. والنقطة الثالثة العمل على تخفيف موارد إمداد داعش بالمال والسلاح.. ويجب وقف المساعدات اللوجيستية وتجنيد الأفراد القادمين إليهم من الكثير من بلدان العالم وفى هذا الإطار يتطلب التنسيق مع أوروبا وأمريكا لمنع تدفق الأفراد لأن خطر داعش إذا انتشر لا يمثل خطرا على المنطقة العربية، وإنما يهدد أوروبا وأمريكا، وانضم لداعش عناصر من الدول الأوروبية وأمريكا وباقى الدول.. وهؤلاء الإرهابيون يمثلون خطرًا على بلادهم إذا عادوا إليها مثل ما حدث فى أفغانستان الذين عادوا لبلادهم لمقاتلة مواطنيهم طبقًا لعقيدتهم الإرهابية التكفيرية. دور الأزهر الشريف ويواصل اللواء د. نجاتى إبراهيم حديثه أن الأزهر الشريف يقع عليه الدور الدينى لكى يوضح لكل المسلمين فى أنحاء العالم خطر الإرهاب والتكفير الذى يتمسح بالدين، خاصة أن طريقة قتال داعش الإرهابية تجذب بعض الشباب الذين تم غسل أدمغتهم وإقناعهم بالفكر التكفيرى وهم يضمون إليهم عناصر جديدة، وعلى ذلك يجب توعية الشباب العربى والشباب المسلم بخطورة الفكر الإرهابى. اتفاقية الدفاع العربى ويوضح السفير سعد الفرارجى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن التحالف الدولى لمكافحة داعش ينتظر تدخل مجلس الأمن من خلال قرارات فعالة لأن هذا الخطر يمثل تهديدا للسلام والأمن الدوليين.. وهذا لا يمنع حق الدفاع العربى المشترك عن النفس، والدفاع عن الأمن والمصالح العربية التى باتت مهددة بفعل تحركات داعش وحلفائها. ويطالب السفير سعد الفرارجى بإحداث تحالف دولى يصدر قرارات دولية من خلال الأممالمتحدة تحتوى داعش عسكريًا وسياسيًا لأن داعش تمثل قمة الإرهاب والتطرف الدينى والفكرى.