قبل أيام قليلة دشن نشطاء وعدد من شباب الأحزاب والحركات السياسية حملة أطلقوا عليها «القائمة السوداء لرجال الأعمال» الهدف من الحملة كما أعلن القائمون عليها حث رجال الأعمال على المساهمة فى التبرع لصندوق تحيا مصر الذى دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى مع بداية ولايته الرئاسية. وأكد القائمون على الحملة أن هدفهم ليس التجريس ولا التشهير برجال الأعمال الممتنعين عن التبرع للصندوق ولكن لدفعهم للقيام بواجبهم الوطنى والاضطلاع بمسئوليتهم الاجتماعية كما يحدث فى كافة دول العالم . ووفقا للبيان التأسيسى للحملة والذى أعلن عنه فى مقر الجمعية الوطنية للتغيير فإن الحملة أنشئت بدافع وطنى بحت من مجموعه من الشباب المخلص لوطنه لا يبتغى من ورائها إلا مصلحة الوطن والوقوف وراءه فى ظل ظروف صعبة لا تخفى على أحد. أما عن الهدف من الحمله كما جاء فى البيان التأسيسى فهو حث المقتدرين من فئات المجتمع من رجال الأعمال والإعلاميين والرياضيين والشخصيات العامة والاطباء والمهندسين وغيرهم ممن يتحمل المسئولية الاجتماعية والوطنية تجاه وطنهم وليس التشويه والابتزاز والمساومة كما أشيع فنحن نقدر ونحترم دور هؤلاء فى التنمية ونحثهم على تقديم المزيد والمساهمة لا التبرع لمصر فمصر لا تتسول وإنما هى «مساهمة لا مساومة» وهذا هو شعارنا فى الحملة. آليات عمل الحملة أما عن آليات وكيفية عمل الحملة، كما ورد فى البيان التأسيسى فتقوم على ارسال خطابات إلى رجال الأعمال والمصانع والشركات لمناشدتهم بكل حب واحترام وتقدير للمساهمة فى صندوق «تحيا مصر» وفى كل نواحى التنميه وكذلك مناشدة كل مواطن مصرى فى مصنعه أو شركته أو حقله كل فى مجال عمله وحثه على المساهمة لصندوق تحيا مصر وأن نغتنم الفرصة التاريخية للمساهمة فى المشاريع الوطنية كقناة السويس.. وطبقا للحملة ستظل القائمة السوداء موجودة بلا أسماء إلى أن يصر أحدهم على التواجد فيها عنوة. حيث ستمتلئ القائمة بمن تهربوا من أداء ما عليهم من ضرائب للبلاد ومن تحصلوا على أراض من الدولة بثمن بخس وتكسبوا من ورائها ثرواتهم. ومن غيروا بغير حق تخصيص الأراضى الممنوحة لهم من الاستصلاح الزراعى إلى إقامة المنتجعات والاستثمار العقارى دون أن تاخذ الدولة حقها كاملة. وكذلك من تحصل مصانعهم على طاقة بسعر المواطن المدعوم ومواد خام بازهد الأثمان فاحتكروا السلع وباعوها للمصريين بالسعر العالمى بدون وازع من ضمير وطنى. فهم من تضمهم القائمة السوداء الآن وهم من سنتوجه للدولة بطلب محاسبتهم واسترداد حقوقها منهم. وهناك قائمة شرف لرجال الأعمال الذين تبرعوا لصندوق «تحيا مصر» استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث كان لآل ساويرس نصيب الأسد من التبرعات بتبرع رجل الأعمال نجيب ساويرس وحده بمبلغ 3 مليارات جنيه، فيما تبرع محمد أبو العينين ب 250 مليون جنيه، بينما تبرع صلاح دياب ب6،5 مليون دولار، وقدم أحمد أبو هشيمة 100 مليون جنيه ومثله حسن راتب، وتقدم رجل الأعمال محمد الأمين ب200 مليون جنيه، ومحمد فريد خميس ب30 مليون جنيه، ومنصور عامر ب 500 مليون جنيه. كما تبرع رجل الأعمال محمد المرشدى ب500 وحدة سكنية لصندوق تحيا مصر، والتى تقدر فى مجملها بقيمة 50 مليون جنيه، فيما تبرع حسن راتب للصندوق، ب 20 مليون جنيه نقدًا ، إضافة إلى التعهد بإنشاء 500 وحدة سكنية بشمال سيناء لإسكان الشباب بتكلفة تقدر بنحو 50 مليون جنيه، على أن يتم الانتهاء منها فى موعد أقصاه عامين من تاريخ تسلم الأرض من المحافظة، وكذلك إنشاء 5 مدارس، و50 ألف طن أسمنت، والتنازل عن 29200 سهم تمثل أكثر من ثلثى عدد الأسهم المملوكة له فى شركة سيناء للأسمنت الأبيض بقيمة تتعدى 15 مليون جنيه. ولكن ثمة أسماء أخرى عديدة لا تزال غائبة عن قائمة التبرعات، ولم تقدم شيئًا للصندوق الذى لم ترد إلى خزانته ربع القيمة التى اقترحها الرئيس السيسى بنحو 100 مليار جنيه فيما توضح تقارير دولية وجود 13 رجل أعمال هم الأغنى على الإطلاق فى مصر». دردشة تحولت لفكرة ويقول تامر القاضى، مؤسس القائمة السوداء لرجال الأعمال، إنها كانت مجرد فكرة نتيجة «دردشة» عن ضرورة تحمل القادرين الاوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد مثلما تحملها الفقراء. لافتا إلى أن الفكرة لاقت قبولا من كافة الأوساط حتى مجلس الوزراء على الرغم من تهديدات من بعض رجال الأعمال باللجوء إلى القضاء بدعوى التشهير بهم. وطالب القاضى بتعميم نظرية «القائمة السوداء» فى كافة المجالات ومؤسسات الدولة؛ فى محاولة لحث المواطنين على المشاركة الاجتماعية، ومساندة الدولة فى الأزمة الاقتصادية التى تمر بها. وردًّا على الانتقادات الموجهة لمشروع القائمة، أوضح «القاضى»،أن القائمة لا تهدف لابتزاز رجال الأعمال، مضيفًا «حتى إذا كان ابتزازًا فهو محمود أثره، ونحن لن نضع تلك الأموال فى جيوبنا، ونهدف فقط لحث رجال الأعمال والشخصيات العامة على مساندة الدولة. وتابع مؤسس القائمة السوداء لرجال الأعمال قائلا «لا يجب أن يلقى صندوق تحيا مصر، مصير ما سبقه من صناديق ومبادرات لمساعدة الدولة؛ فالمسئولية الاجتماعية ليست بدعة، فرجال الأعمال الأمريكان يتبرعون بالمليارات سنويًّا رغم المبالغ الكبيرة التى يدفعونها كضرائب للدولة». ترحيب جماهيرى وثمّن حزبيون وخبراء فكرة القائمة السوداء مؤكدين على أن البلاد تحتاج لمساندة قوية من رجال الأعمال الذين استفادوا منها طوال أكثر من ثلاثة عقود ومنهم مجدى حمدان القيادى فى حزب الجبهة الديمقراطية والذى يقول إن رجال الأعمال فى عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك تكسبوا المليارات وحصلوا على مزايا وصفقات الجميع يعرفها وأنه حان الوقت لسداد الدين لوطنهم ويرحب وائل النحاس الخبير الإقتصادى بفكرة التبرعات لدعم الاقتصاد المصرى سواء كانت من رجال الأعمال أو من مواطنين بسطاء وموظفين وغيرهم لافتا إلى أن الاقتصاد الأمريكى يعتمد على ما يقرب من 290 مليار دولار سنويا من التبرعات على الرغم من الضرائب التصاعدية المفروضة على رجال الأعمال. ويدعو النحاس رجال الأعمال إلى التبرع طواعية بدافع وطنى وواجب قومى دون النظر إلى الشو الإعلامى أو انتظار قوائم تجرسهم أو تشهر بهم فى مرحلة تحتاج إلى تضافر كافة أبناء الوطن.