قام معظم رجال الأعمال بتجاهل دعوة الانقلابى السيسى للتبرع لصندوق تحيا مصر، وهذا ما دعا الانقلابى السيسى أن يقوم بالتهديد والوعيد عن طريق بعض الإجراءات وأيضًا عن طريق الإعلام. وردا على هذا الموقف، أصدر السيسى تعليمات للبنك المركزى بإعلان أسماء المتبرعين لصندوق "تحيا مصر" وقيمة تبرعاتهم، لإحراج باقى رجال الأعمال، كما أعلنت وسائل إعلام مؤيدة للسيسى نشر قائمة سوداء بأسماء رجال الممتنعين عن التبرع، للتحريض عليهم. وبعد أن استمرت السعودية والإمارات فى ضخ مساعدات بلغت 20 مليار دولار ليظل الاقتصاد المصرى على قيد الحياة رغم توقف الإنتاج وتراجع السياحة طوال عام بعد الانقلاب، توقفت البلدان عن منح السيسى أى أموال فور توليه الرئاسة بشكل رسمى فى حزيران/ يونيو الماضى، وفقا لبيان البنك المركزى الذى كشف تراجع احتياطى النقد الأجنبى بواقع 570 مليون دولار، ليصل إلى 16.687 مليار دولار. ويقول خبراء: "إن جمع التبرعات سياسة فاشلة، ولن تؤدى إلى إنعاش الاقتصاد، وطالبوا بدلا من ذلك بمحاربة الفساد، وتشجيع الاستثمار، وتعديل نظام الضرائب. قائمة سوداء
وقال منسق شباب حزب التجمع اليسارى، هيثم عبد الفتاح: "إن تكتل القوى الثورية وعدد من الكيانات الشبابية الأخرى يعدون الآن قائمة سوداء لرجال الأعمال الذين امتنعوا عن التبرع لصندوق "تحيا مصر". وفيما يعد ابتزازا صريحا لرجال الأعمال، أعلن عبد الفتاح أنهم سيتواصلون أولا مع رجال الأعمال، لحثهم على التبرع لإخراج مصر من محنتها، وإذا امتنعوا عن التبرع سيستخدمون هذه القائمة السوداء لفضحهم، كوسيلة ضغط على رجال الأعمال. وأوضح أنهم سينشئون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى بأسمائهم، ويوزعون أوراقا على المواطنين بهذه القائمة، وإرسال رسائل عبر الهواتف المحمولة للمواطنين بأسماء رجال الأعمال الذين امتنعوا عن التبرع للصندوق. كما أن حركة "تمرد" أعلنت دعمها لإعداد قائمة سوداء بأسماء رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق "تحيا مصر"، وقالت المتحدثة باسم الحركة إيمان المهدى: "إن السيسى تبرع بنصف ثروته حتى يكون قدوة لرجال الأعمال، لكنهم لم يقتدوا به". ومنذ أسبوع نشرت صحيفة "اليوم السابع" المؤيدة للانقلاب أسماء عدد من رجال العمال، وقالت: "إنهم لم يتبرعوا لصندوق "تحيا مصر"، بالرغم من حضورهم اجتماع سابق مع السيسى، وتعهدهم له بالتبرع".
ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الأعمال هؤلاء قوله: "إن هناك عدة عوامل لا تشجعهم على التبرع منها عدم وضوح أوجه صرف هذه التبرعات وكيفية الاستفادة منها فيما بعد، وغموض موقف التبرعات السابقة، موضحا أن عددا منهم يتبنى مشروعات تنموية واجتماعية، ولا يتحمسون لفكرة التبرع بهذا الشكل". بلطج يا ريس الانقلاب. وطالبت كاتبة صحفية السيسى بأن يجبر رجال الأعمال على التبرع للحكومة، والاقتداء بجمال عبد الناصر الذى أمم الشركات الخاصة واستولى على أموال الأثرياء. وتابعت غادة شريف - فى مقال لها نشر الجمعة بالمصرى اليوم- "لست أدرى لماذا ينسى السيسى أنه يملك بطشة عبد الناصر؟ سيدى الرئيس(الانقلابى)، لقد فرضت على الغلابة رفع الدعم، فماذا ستفرض على المليارديرات؛ لتتوازن كفة ميزانك؟". وأضافت: "لابد أن تفرض عليهم التبرع جبريا، واللى مش عاجبه يتأمم!.. تذكر أنهم بدون تردد دفعوا إتاوات بالملايين للبلطجية.. ما تعرفش تبلطج يا فندم؟ طالما مش هيجوا غير بالعين الحمرا.. لو احتجت لمصادرة أموال.. صادر".
من جانبه، قال رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، رجل الأعمال محمد أبو العينين: "إن رجال الأعمال على أتم الاستعداد لمساندة الاقتصاد القومى خلال الفترة القادمة من خلال التبرع لصندق "تحيا مصر". لكن أبو العينين اشترط - فى تصريحات صحفية- أن تساعد الحكومة رجال الأعمال "من خلال تعديل القوانين المعيقة للاستثمار، وأن تقوم بالتصالح معهم، وأن توقف اللجوء للتحكيم الدولى الذى يسئ لسمعة مصر ويعوق الاستثمار"، على حد قوله. وأضاف أن إنعاش الاقتصاد وجذب الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة يحتاج من الدولة حماية حقوق المستثمرين واحترام العقود المبرمة مع الدولة؛ لتشجيع المستثمرين على ضخ رؤوس أموال فى السوق وتوفير فرص عمل للشباب. سياسة مرفوضة. واجتمع السيسى - الذى أعلن سعيه لجمع 100 مليار جنيه من خلال التبرع لصندوق "تحيا مصر"؛ لتحسين الاقتصاد- برجال الأعمال يوم 16 تموز/ يوليو الماضى وشرح لهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فى البلاد، وطالبهم بتقديم دعم مالى للدولة التى تعانى من عجز كبير فى الموازنة العامة دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية أثارت غضب المواطنين المصريين، من بينها رفع أسعار الوقود والكهرباء بنسب كبيرة، وتخفيض الدعم لعدد كبير من السلع والخدمات. وبعد هذا الاجتماع، أعلنت رئاسة الجمهورية عن تبرع بضع رجال أعمال بنحو خمسة مليارات جنيه، كما عقد رئيس الوزراء اجتماعا مع رجال أعمال شرح لهم فيه تفاصيل المشروعات التى سيتم تمويلها من خلال صندوق "تحيا مصر". لكن السيسى بدا غاضبا من رجال الأعمال خلال خطابه فى ذكرى العاشر من رمضان، وأعلن أنهم لم يتجاوبوا بالقدر الكافى مع مبادرته. وفى هذا السياق، رفض روبرتو فيرتشيلى، وهو رئيس بنك الإسكندرية المملوك لمجموعة "إنتيسا سان باولو" الإيطالية التبرع لصندوق "تحيا مصر". وقال فيرتشيلى: "إنه لا يعلم من سيدير هذا الصندوق أو كيف ستصرف حصيلة التبرعات فى مشروعات تنموية محددة وواضحة".