ما حدش عاجبه حاجة.. ولا هيعجبه!.. لسان حال الجماعة الثقافية فى مصر، خاصة فى السنوات الأخيرة، فَهُم الأكثر إثارة للجدل والصخب والاعتراض، خاصة عقب إعلان الفائزين بجوائز الدولة المصرية (النيل، التقديرية، التفوق، التشجيعية)، الإثنين الماضى، وهو الأمر الذى يتكرر كل عام بدرجات متفاوتة ونسبية. لكن، وفى المجمل، وبنسبة كبيرة، سادت حالة من الرضا والارتياح هذا العام عقب إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة؛ فى فروعها المختلفة، وكانت غالبية الأسماء المعلن عن فوزها بإحدى الجوائز محل قبول وتقدير لإنجازها الأدبى أو الفنى أو العلمى الذى شهد به المتخصصون والمتابعون لجهود هؤلاء الكتاب والباحثين، وهو ما يحسب فى كل الأحوال للقائمين على تنظيم الحدث لهذا العام. وباستثناءات قليلة، فإن كل الأسماء التى ظهرت فى جوائز الدولة التشجيعية مثلا؛ وخاصة أسماء حسام نايل، ونسمة عبد العزيز، وعماد هلال، وسامية حبيب، وعماد حلمى، ومحمود حنفى، ثمة إجماع على استحقاقهم الفوز بالجائزة وبجدارة، وعن أعمال وإنجازات أشاد بها الجميع وأثنوا على مستواها وقيمتها الفنية والأدبية. الفائزون.. سجل الشرف الكاتب الكبير إدوار الخراط، فاز بجائزة النيل فى الآداب (قدرها 400 ألف جنيه)، بعد أن فاتته الدورات السابقة، وفى مجال الفنون فاز فنان الكاريكاتير المرموق أحمد طوغان بجائزة النيل فى الفنون، وذهبت الجائزة فى مجال العلوم الاجتماعية للداعية وأستاذ الحديث أحمد عمر هاشم. أما جوائز الدولة التقديرية (تبلغ قيمتها 200 ألف جنيه مصرى، وتمنح لأكثر من فائز فى الفروع الثلاثة السابقة)، ففاز بها فى مجال الآداب، كلٌ من الروائى الستينى القدير مجيد طوبيا، واسم الراحل الدكتور أحمد عتمان أستاذ الكلاسيكيات الشهير، والدكتور محمد أبو دومة الشاعر والأكاديمى المعروف. فيما حصد التقديرية فى مجال الفنون الناقد التشكيلى الكبير عز الدين نجيب، والمخرج التليفزيونى مجدى أبو عميرة، والمخرج والممثل سناء شافع (أثار فوزه بالجائزة استياء قطاعات عديدة من الفنانين والمثقفين خاصة أن فوزه جاء على حساب المخرج السينمائى سعيد مرزوق الذى أجمع كثيرون أن إنجازه الفنى والسينمائى يفوق إنجاز شافع بكثير). تقديرية العلوم الاجتماعية كانت من نصيب المؤرخ القدير الدكتور محمود إسماعيل، وأستاذة الأدب الشعبى القديرة نبيلة إبراهيم، وأستاذة الإعلام عواطف محمد عبد الرحمن، وأستاذة الاجتماع نجوى أحمد الفوال. بينما فاز بجائزة التفوق فى الآداب (قدرها 100 ألف جنيه) كل من الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة، والشاعر سمير عبد الباقى، وفاز بها فى مجال الفنون المخرج مجدى أحمد على وحجبت الجائزة الثانية. وفى العلوم الاجتماعية فاز بالتفوق كل من معتز عبد الله وحسن السعدى والأثرى محمد محمد مرسى الكحلاوى. أما جوائز الدولة التشجيعية، (تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه)، فقد شهدت فوز عدد من الشباب لا بأس به، كما شهدت حجب بعضها الآخر، وشابها كما هو المعتاد فى كل دورة العديد من المفارقات المثيرة للسخرية والمرارة معا، مثلا أن يفوز بالتشجيعية وهى الجائزة المخصصة للمواهب الشابة وتشجيع شباب المبدعين وأصحاب الأعمال الأولى، كاتب عمره 60 عاما!! وهو الأمر الذى أثار سخرية واستهجان الكثيرين، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات ومداخلات وتعقيبات على الأمر المخزي. فى مجال الفنون، فاز الدكتور سيف الإسلام عامر صقر عن عمله "مشهد من القرية"، وفى مجال العزف على الإيقاع فازت بها العازفة الشابة نسمة عبد العزيز عبد الله عن عملها "كونشرتو جوليفا للايقاع". وفى السينوغرافيا المسرحية، فاز محمود حنفى محمود عن مسرحة "الكروان" المأخوذة عن رائعة طه حسين (دعاء الكروان)، وفى الإخراج السينمائى فازت بها المخرجة هبة الله يسرى محمود عن فيلم (ستو زاد)، وحجبت جائزة جمع وتوثيق لحواديت شعبية من منطقة محددة، كما حجبت جائزة الحداثة فى فن الميدالية. وفاز الدكتور طارق عبد الرؤوف محمد عبد الفتاح بجائزة العمارة والتصميم الداخلى عن مدرسة النيل المتميزة، وفى التصوير الفوتوغرافى فاز بها عبد الله عصمت عبد الحليم عصمت داوستاشى عن معرض أصل ورؤية. أما جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب؛ فحجبت جائزة دراسة فى التحليل الاجتماعى والأدبى لنص أدبى، كما حجبت جائزة دور علماء مصر فى التراث اللغوى، وقد فاز بجائزة نص من أدب الرحلات محمود حسن أبو مية عن «الجنوب.. النظرة الأخيرة»، وفى المجموعة القصصية فازت بها سارة محمد شحاتة عن عملها «رائحة نعناع»، وفى مجال مسرحية شعرية فاز بها محمد عزت عبد الحافظ الطيرى عن «بحيرة الظمأ»، وفى رواية للفتيان فاز بها أحمد محمد طوسون عن «أحلام السيد كتاب»، وفى بحث فى شعر الأغنية فاز بها محمد محمود عبد الرحمن على العسيرى عن «أغنية يناير وثوار مزيفون»، وفاز فى جائزة الترجمة فى أحد مجالى الأعمال الإبداعية ودراسات فى العلوم الإنسانية الدكتور حسام فتحى نايل عن ترجمته لكتاب «ضد التفكيك». أما جوائز الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية فقد حجبت فى تاريخ العصور الوسطى إسلامى وأوروبى، وقد فاز الدكتور محمد عطية خميس فى الثقافة العلمية عن «تكنولوجيا التعليم والتعلم»، كما فاز محمود عزت عبد الحافظ فى الصحافة والإعلام عن عمله «دار الهلال مدرسة التنوير». أما جائزة ثقافة البيئة ف حجبت، وفى الفلسفة والأدب الوجودى فاز بها الدكتور حسن محمد حسن حماد عن «محنة العبث ورحلة البحث عن خلاص»، وحجبت جائزتا رؤية استراتيجية لنهضة مصر، والتربية المقارنة، فيما فاز الدكتور عماد خليل حلمى فى آثار مصر فى العصر اليونانى والرومانى والآثار القبطية.