تعد الأحزاب هى الدافع الرئيسى لتفعيل ممارسة الديمقراطية باعتبارها الوسيط بين الشعب والحاكم ،ورغم كثرة عدد الأحزاب السياسية فى مصر وبمختلف مرجعياتها وتحديدا عقب ثورة 25يناير إلى أن وصل عددهم لقرابة 90حزبا لتصبح مصر من أكبر الدول التى تنشأ بها الأحزاب السياسية، توقع الشعب المصرى أن تلك الأحزاب سيكون لها دور حيوى ومؤثر فى حياتنا السياسية والمجتمعية بشكل عام إلا أن هذه الأحزاب خيبت ظن الشعب المصرى بعد الإصرار على انتهاج نفس سياسة السنوات الماضية وتأكد الشعب أن هذه الأحزاب مجرد ديكور فقط ووجودها للتمثيل المشرف وليس للعب دور مؤثر فى الحياة السياسية، وفشلت الأحزاب فى استغلال الحالة المزاجية التى يعيشها المواطن ودمجه واقناعه بأفكارها لكن هناك بالتأكيد فرصة سانحة لهؤلاء لإعادة بناء أحزابهم من جديد وبصياغة مختلفة تتماشى مع مصر الجديدة بعد الانتخابات وفى وجود رئيس جديد. «أكتوبر» ناقشت مسئولى الأحزاب عن كيفية إعادة بنائها من جديد لإثراء الحياة السياسية والديمقراطية فى البلاد. فى البداية يقول.. السيد البدوى رئيس حزب الوفد: إن الضمانة الحقيقية لوجود أحزاب سياسية قوية هى أن تمارس هذة الأحزاب دورها وتؤدى رسالتها على أكمل وجه بوصفها تمثل القاعدة الشعبية ضاربا مثالًا بحزب الوفد الذى يتمتع بشعبية كبيرة بحسب قوله، مشيرا إلى أن التفاف الناس حولك يعطيك إرادة تغيير الوضع الذى لا يليق بالمواطن ومن ثم يكون الحزب قد ساهم فى الحياة على كافة مستوياتها. وأضاف: هناك أحزاب يجب أن تغير الصورة التى أخذت عنها فى الفترة الماضية وأن يكون لها هدف واضح. لافتا إلى أن المستقبل الحزبى يتوقف على فكر الشباب وإرادتهم فى تغيير المفاهيم التى عفى عليها الزمن وملاحقة التطور الذى يخدم المواطن ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق الشباب. وترى عصمت الميرغنى رئيس الحزب الاجتماعى الحر أن الأحزاب نفسها يجب أن تؤمن بفكرة التعددية الحزبية متعجبة من التناقض الواضح لدى بعض الأحزاب التى تستأثر لنفسها كل شىء أو تنسب لنفسها كل شىء رغم أنها ليل نهار كانت تطالب بالتعددية الحزبية التى تعد أساس إثراء الديمقراطية فى مصر وبالتالى يعود على المواطن بالنفع. وأشارت إلى أنه يجب على الأحزاب أن تقف وقفة جادة عقب أداء الرئيس الجديد لليمين لتغيير المفاهيم السائدة لدى المواطن نحوها بأنها أحزاب «كرتونية» يزج بها فى مواقف بعينها وبالتالى فقدت ثقة الشعب. وأضافت دور الشباب فى المرحلة المقبلة هو الفيصل فى تعددية حزبية حقيقية تخدم البلاد بفكر متجدد وبأداء أكثر قابلية من المواطن. وتشير هالة شكر الله رئيس حزب الدستور إلى أن الرؤى التى يقوم على أساسها الحزب هى المحك الرئيسى لوجود حزب سياسى قوى ومؤثر على أرض الواقع، لافتة إلى أن الرؤى السياسية والاجتماعية التى تواجه الوطن يجب أن يكون الحزب لديه القدرة على التفاعل معها وإيجاد حلول بديلة فالنزول لمشاكل الناس بطريقة مباشرة والقدرة على سد احتياجاتهم السياسية هى الهدف الأسمى الذى من أجله ينشأ حزب ومن ثم يجب أن يقابله خلية عمل من الداخل للتمهيد لحل العراقيل التى تقف عائقا أمام المواطن. وأضافت شكر الله أن الحياة الحزبية حاليا شبابية وقد نجح العديد من الشباب فى إيجاد أنفسهم والتفاعل مع المجتمع من خلال التعددية الحزبية التى انتشرت بعد ثورة 25يناير. يؤكد محمود بدر مؤسس حركة تمرد أنه بالفعل تم تغيير المفهوم الحزبى والحياة السياسية بشكل عام عقب 25يناير لكن التغيير الحقيقى 30يونيو بعد الدور العظيم الذى قام به الشباب وهم بالأساس معنيون بالحياة الحزبية المصرية، مشيرا إلى أن المفهوم الجديد الذى يجب أن يصبح عليه الحزب أن يكون بمثابة الدليل للمواطن فى حياته بشكل عام أو المحامى الذى يدافع عنه ولكن ذلك يحتاج لوعى وروشتة علاجية يجب أن يلتف حولها كل الأحزاب للخروج فى النهاية بورقة عمل لها هدف محدد سواء سياسيا أو اجتماعيا وذلك بدلا من الفجوة الحزبية المنتشرة حاليا بمصر. ويرى نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع أن الحزب الذى يمتلك مشروعا خدميا سواء من الناحية السياسية أو الخدمية هو القادر على مزاحمة الكبار والتواجد بشكل مغاير فى المستقبل، مشيرا إلى أن الالتفاف حول هدف يعبر بالبلاد لآفاق المستقبل والتنمية هو بمثابة ضمانة حقيقية للانضمام لهذا الحزب أو ذاك، وأضاف: الحزب الذى يعتمد على رؤى وأفكار الشباب ويؤمن بطاقاتهم هو الحزب الذى يتماشى مع طبيعة وعقلية المواطن المصرى لذلك فان المرحلة القادمة تعول على قدرة الشباب فى تغيير المفاهيم وإعادة بناء المستقبل مجددا بصياغة مختلفة وواقعية ويتحقق ذلك بأطر محددة وواضحة.