أكد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية أن يوم احتفال عيد العمال هو يوم تكريم السواعد المنتجة واليد الخشنة التى يحبها الله ورسوله وأنهم الركيزة الأساسية لبناء المجتمع بالعمل الدءوب الذى سيجعل الإنتاج أوفر. وأضاف منصور أن مصر منذ حقبة الستينيات لم تعرف قط خطة اقتصادية طموحة تستهدف تطوير هيكل الإنتاج فى مصر بشكل يواجه الظروف الاقتصادية ويصل بمصر إلى اقتصاد إنتاجى راسخ وقوى جودة وسعرا لذلك وجب علينا أن نتوسع فى الصناعات الثقيلة والإلكترونية التى تصل بنا إلى مصاف الدول التى كانت معنا فى الخمسينيات والستينيات وأصبحت فى المقدمة بفضل سواعد عمالها، وأوضح عدلى أن هذه الحقبة كانت الصناعة بها طفرة حقيقية بالاشتراك مع الاتحاد السوفيتى فعلينا أن نعيدها بالتعاون مع هذه الدول لتحقيق رفاهية لمجتمعنا، وحدد منصور أوجه التعاون التى يمكن أن تحقق الطفرة الصناعية من جديد فأولى خطواتنا كانت فى علوم الفضاء من خلال التعاون المصرى السوفيتى الذى نتج عنه القمر الصناعى (اجيبت سات 2) الذى يحدد الأماكن الزراعية وأماكن التعدين وبجانب هذا هناك مهام أخرى حيوية، وأضاف أنه يجب علينا أن نشجع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدورها الحيوى لتحقيق التكامل والتوازن والتنمية المستدامة. واستطرد عدلى منصور فى حواره أمام عمال مصر فى عيدهم وقال ليكن لنا حديث المكاشفة والمصارحة حيث يمر قطاع الطاقة فى مصر بعثرات مما يؤثر على الصناعة خاصة فى قطاع الأسمنت والبناء والتشييد، لذلك فإننا سوف نتجه إلى مصادر الطاقة المتجددة والحيوية والطاقة الشمسية التى حبانا الله بها طوال العام ولكن سوف يتطلب ذلك بعض الوقت لإنتاجها. وأضاف منصور أن معدلات النمو زادت بين 7% إلى 8% ولم يواكبها تحسن فى مستوى المعيشة والخدمات وهو ما يؤثر أيضًا على خدمات الصحة والتعليم. وشدد عدلى منصور على أهمية هذه المرحلة وقال إننا نمر بمرحلة انتقالية بها الكثير من الصعاب خاصة فى سوق العمل حيث إن مخرجات التعليم لا تواكب سوق العمل لذلك فإننا من خلال التنمية البشرية نقدم التدريب والتأهيل لشبابنا المتقدم لسوق العمل ليحصلوا على فرص عمل لهم أفضل وهذا وجب عليه تغيير فى ثقافة المجتمع تجاه الأعمال الحرفية والمهنية. كما أشاد منصور برجال الأعمال وطالبهم بمساهمتهم بفاعلية فى بناء الوطن من خلال دورهم المجتمعى وحمايتهم لحقوق عمالهم التى تنعكس عن إنتاج مصانعهم وضرب مثالًا للاقتصادى الوطنى طلعت حرب. كما تطلع إلى المجلس الأعلى للقضاء لإنشاء محكمة عمالية تهتم بتسوية النزاعات للعمال لتحقيق العدالة الناجزة. جاء ذلك خلال الاحتفال الذى عقده الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بمناسبة عيد العمال والذى حضرته د. ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة وجبالى المراغى رئيس اتحاد العمال وقد قدمت د. ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة تحيتها لرجال الشرطة والجيش وشهداء الوطن وذويهم، كما تمنت أن يعلن قريبًا أن سيناء خالية من الإرهاب، وأضافت الوزيرة أن الحوار البناء هو أسلوب يتم مع شركاء العمل (الحكومة، أصحاب الأعمال، العمال) وأن الوزارة انتهت من مسودة مشروع قانون جديد للعمل وسوف يناقش مناقشة مجتمعية بين أطراف العملية الإنتاجية لوضع كافة الضوابط مع إعداد مشروع لتأسيس محكمة متخصصة تتيح العدالة الناجزة فى قضايا العمال. وأعلنت الوزيرة عن إنشاء أول مجلس وطنى للحوار الاجتماعى برئاسة الوزيرة وعضوية أطراف العمل، مع إنشاء مجالس فرعية منه فى المحافظات لحل مشاكل العمال عن طريق الحوار الفعال ومتابعة المنشآت المتعسرة والمتوقفة عن العمل بشكل كلى أو جزئى. وقدم جبالى محمد المراغى رئيس الاتحاد العام التحية لرجال الشرطة والجيش وأشاد بدور الأزهر والكنيسة وقال إن هناك حراكا سياسيا متسارعا مع وجود مؤامرات من بعض قوى إقليمية ودولية ومع ذلك فإن عمال مصر هم من يحددون أولوياتهم ويؤكد وقوفهم صفا واحدا فى مواجهة هذه المؤامرات، وأكد على أهمية وجود ميثاق شرف بين العمال وأصحاب الأعمال برعاية من الحكومة يتولى حل المنازعات العمالية من خلال الحوار والتفاوض. وطالب الجبالى الحكومة بعدم بيع شركات القطاع العام وإعادة تشغيل المصانع التى عادت بعد أن حصلت على أحكام قضائية، وطالب بتشكيل مجلس وطنى للحوار الاجتماعى يرسم السياسات وأعرب عن ارتياح العمال بشأن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء دوائر عمالية متخصصة فى المحاكم الجزئية للبت السريع فى النزاعات الناشئة بين العمال وإدارات المنشآت.