مرض الربو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً عند الأطفال، وقد تزايدت نسبة الإصابة بهذا المرض عالمياً بشكل ملحوظ فى العقود الأخيرة حتى تجاوزت ربع عدد الأطفال فى بعض البلدان. وللمرض أسماء شائعة عديدة مثل الربوالشعبى (نسبة إلى الشعب الهوائية) والأزمة (نسبة إلى الاسم اللاتينى Asthma) والبعض يسميه حساسية الصدر أوحساسية القصبات الهوائية. هذه الأسماء جميعها تشير إلى وجود التهاب تحسسى مزمن فى الشعب الهوائية، مما يؤدى إلى نوبات متكررة من السعال والصفير فى الصدر وضيق النفس. ومع أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين تخف أوتختفى أعراض المرض لديهم فى مراحل متفاوتة من عمر الطفولة أوالمراهقة؛ إلا أن كثيرين منهم يعانون ويعانى معهم الأهل لسنوات عديدة من تكرار نوبات المرض، والغياب المتكرر عن المدرسة، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة المختلفة، عدا ما ينتاب الأهل من قلق دائم على صحة أبنائهم من جهة وقلق من استعمال العلاجات المختلفة من جهة أخرى يقول د محمد عبد الحميد أستاذ الأمراض الصدرية أن هناك عدة مفاهيم خاطئة شائعة تساهم بشكل كبير فى معاناة هؤلاء الأطفال وأهاليهم. إذ أن التشخيص الصحيح وإتباع سبل الوقاية الصحيحة مع إعطاء العلاج المناسب يؤدى إلى السيطرة على الأعراض ومنع تكرار نوبات المرض، ويمكن القيام بذلك باستخدام علاجات آمنة حتى مع الاستخدام المتكرر لفترات طويلة وعن كيفية التعامل مع الربوعند الأطفال: الخطوة الأولى فى التعامل مع الربو يقول د.محمد إن تبدأ بتفهم طبيعة من ناحية انه مرض مزمن يجب التعايش معه وعلاجه لفترات طويل. محاولة التعرف على ماهية المثيرات الخاصة بكل طفل وتجنبها وذلك للتخفيف من تأثيرها على الطفل المصاب، ويعتبر التعرض للتدخين (وخصوصاً تدخين أحد الأبوين أوكليهما داخل المنزل) من أهم العوامل المسببة والمهيجة للربوعند الأطفال، ويجب أن يمنع التدخين منعاً باتاً فى كل أنحاء المنزل الذى به طفل مصاب بالربوكما يجب وضع خطة علاجية تناسب الطفل حسب شدة المرض لديه، وعادة تتضمن هذه الخطة نوعين من العلاجات: الأول علاجات وقائية تُعطى لفترات طويلة تمتد لأشهر أوسنوات هدفها السيطرة على الأعراض اليومية ومنع تكرار نوبات الربوالحادة، والثانى علاجات تستخدم وقت الحاجة أى حين ظهور الأعراض كالصفير وضيق النفس للتخلص من هذه الأعراض والسيطرة على النوبات الحادة يجب القيام بالمتابعة الدورية لدى الطبيب المختص. وهناك مفاهيم شائعة مغلوطة فى المجتمع حول الربو وعلاجه، وأهمها الخوف من استعمال البخاخات، فلا يمكن إدمان البخاخة حتى فى البخاخات التى تحتوى نسبة بسيطة من مشتقات الكورتيزون لأن النسبة التى تدخل الجسم منها ضئيلة جداً ولا تسبب أى ضرر، بشرط استخدام الجرعة المناسبة بالطريقة الصحيحة طبعاً، كما أنه من واجب الأهل تعلم الاستخدام الصحيح للعلاجات كما أنه من واجب الطبيب المعالج التأكد من شرح جميع ما يتعلق بالعلاج بشكل واف. - عدم الالتزام بتناول الدواء بشكل صحيح أحياناً يقوم الأهل بإيقاف العلاجات الوقائية بمجرد تحسن حالة الطفل بعد أسبوع أوأسبوعين وهذا لا يجوز، إذ يعود الطفل عرضة لتكرار الأعراض والنوبات الحادة مرة أخرى وبالتالى تستمر معاناة الطفل دون مبرر من الأخطاء الشائعة أيضًا عدم السماح للطفل بممارسة التمارين الرياضية والنشاطات المختلفة، حيث نجد أن بعض الأهالى يمنعون الطفل المصاب بالربو من اللعب وممارسة الرياضة وذلك خوفاً من تهيج أعراض الربو عند القيام بالجهد البدنى، وهذا أيضاً خطأ فالرياضة مفيدة لمريض الربو، وعدم ممارسة الرياضة يؤدى إلى السمنة وهى ضارة لمريض الربو عدا عن ضررها العام على الصحة، وإذا كانت الرياضة تهيج الربو دوماً عند طفل ما فهذا معناه إنه يحتاج إلى تعديل الخطة العلاجية حتى يستطيع القيام بالنشاط المرغوب دون مشاكل.