من يقرأ صفحات الحوادث فى الجرائد ويشاهد الجرائم التى تحدث عبر الفضائيات من قتل وخطف وتنكيل بالجثث وابتكار فى التعذيب من إنسان لأخيه الإنسان.. يتذكر ما قاله الفيلسوف الفرنسى «كلما عرفت الإنسان ازداد حبى لكلبى».. ورغم أن الكلاب أنواع وأشكال.. وفيهم من يعيش فى كنف العز والحنان وفيهم المتعوس والمنحوس والضال.. إلا أن غدر الإنسان يفوق غدر الحيوان.. عندما شتم الأستاذ عباس محمود العقاد عملاق الأدب العربى فى الثلاثينيات السياسى الكبير مكرم عبيد باشا فى جريدة السياسة وكتب مقالا تحت عنوان «ابن الكلب» تداولت القضية فى المحاكم.. وخرج العقاد براءة لأنه عدد صفات الوفاء والأمانة عند الكلاب.. أستاذنا أنيس منصور له مقولة شهيرة «الكلب إذا أشبعته لا يعضك وهذا هو الفارق بين الإنسان والكلب».. أما توفيق الحكيم فيقول فى حديثه لعصاه.. قالت العصا: من طبائع الناس أن تنظر بخسة واحتقار إلى الكلب وهو لهم الصديق الأمين المحب.. قلت: حقا إن الكلب للإنسان أكثر من صديق وأين هو الصديق الذى يخدمك طول العمردون كلل ولا ملل.. فإذا أشرت إليه بالابتعاد ضيقا به وخلوا بنفسك ابتعد عنك بأدب قالت العصا: يحتقر الناس الكلب على وفائه وأمانته لأنه لا يغدر بهم.. وقد لا يعلم الكثيرون أن مصر الحضارة والتاريخ هى ثانى بلد فى العالم بعد إنجلترا أنشئت فيها جمعية لحقوق الحيوان عام 1894 فى الإسكندرية والغرض منها منع استعمال القسوة أو الإيزاء للحيوان وإسعاف الحيوان وعلاجه.. فصرف التعويض المناسب لصاحب الحيوان فى حالة إعدامه بسبب مرضه.. والكلاب رمز الوفاء والإخلاص والأمان والأمانة أول من استقدمتهم إلى مصر الملكة العظيمة حتشبسوت من أفريقيا واستخدمهم الملك رمسيس فى الحروب بالعجلة الحربية.. والإسلام دعا للرفق بالحيوان وتغنى الشعراء بهم وأطلق الأفراد اسم كلب على أبنائهم.. مثل كلاب بن مرة بن ربيعة.. وفى الإسكندرية مركز تدريب الكلاب تابع لكلية الشرطة أنشئ عام 1953 لتدريب الكلاب الولف واللبيردور والدوبرمان والبلدوح والدائر على الاستدلال القانونى واقتفاء الأثر والكشف عن المخدرات والمفرقعات وفى المطاردة والأمن والحراسة وفى الحروب تستخدم قوات الصاعقة الكلاب.. ولوفاء الكلب للإنسان قصص كثيرة فى ميناء ليفربول بإنجلترا كمثال البحار والكلب.. والبحار الذى فقد فى البحر وظل الكلب لمدة عشر سنوات يذهب للميناء للبحث عنه.. أحد الباشوات شاهد زبالا ومعه كلب هزيل فاشتراه من الزبال وقام بتنظيفه ووفرله الطعام.. وفى ثانى يوم فر الكلب للبحث عن الزبال.. وأثناء مرور الباشا وجد الزبال بصحبته الكلب.. فأمر أن يعيش الزبال مع الكلب فى غرفة الخدم حتى لايفارقه.. وأخيرا قد يكون حديثنا عن عالم الكلاب بعيدا عن الأحداث الجارية من عمليات إرهابية ومظاهرات غير سلمية وتدمير وحرق وجرائم بشعه تقع كل يوم.. يقوم بها بنو الإنسان.. ولكن الخلاصة أن هذا لا يقوم به الحيوان.. ولا الكلاب.. فعلينا ألا نعتبر لفظ كلب شتيمة لأنه رمز الوفاء والإخلاص.. عكس الإنسان!!