بجرأته المعهودة خرج إلينا الدكتور سعد الدين إبراهيم يحمل ما أسماه « هواجس ومخاوف» الشيخة موزة والدة حاكم قطر مما آلت اليه أحوال العلاقات المصرية القطرية وقال إنها حملت وسائل الاعلام المصرية مسئولية استعداء الشعب المصرى على الشعب القطرى ، وهذا أمر يحزنها كثيرا نظرا لحبها لمصر التى لجأت إليها فى صباها وشبابها هى وأسرتها! الحقيقة أننى أصدق الشيخة موزة فى مشاعرها تجاه مصر ، فكل جيلها تقريبا يحمل ذكريات ومعزة كبيرة للبلد العربى الكبير الذى فتح أبوابه وذراعيه لكل لاجئ ومحتاج ، كما إننى أصدق تماما أن الشيخة موزة وزوجها وابنهما من بعدهما ليس بيدهم أو بأرجلهم شيء يقدمونه للحفاظ على العلاقة مع مصر أو حتى تحسين هذه العلاقة ، فهم ليسوا إلا مجبورين مقهورين على أفعالهم وسلوكهم المشين سواء كان تجاه مصر أو حتى تجاه دول الخليج التى هى أقرب إليهم من مصر! وبالتالى علينا أن نتعامل مع الأمر على انه لا سيطرة لهم على علاقاتهم الخارجية ولا على إعلامهم الذى هو فوق قدرتهم وطاقتهم وتفكيرهم، هم مجرد أدوات تستخدمها الولاياتالمتحدة للتنغيص على الدول العربية وفى مقدمتها مصر ليس إلا ، مثلهم فى ذلك مثل إسرائيل ، فهم كومبارس فى مسلسل أمريكى طويل! أما تحميل مسئولية سوء العلاقات للإعلام المصرى فهو أمر يثير السخرية ، كما لو كان الإعلام المصرى اخترع أفعالا رديئة ومواقف مخزية ونسبها إلى دويلة قطر، ومن الواضح أنه لا سياسة قطر ولا قناة الجزيرة تملك الأسرة الحاكمة القطرية أيًا من مقدراتهما! كل هذه أمور ليست مستغربة - منى على الأقل - لكن الذى استغربه دائما هو تلك الجرأة التى يبدو عليها الدكتور سعد الدين إبراهيم وهو يحمل إلينا رسائل من أوباما أحيانا ، ومن الشيخة موزة أحيانا أخرى ويدعو لمصالحة مع الإخوان أحيانا ثالثة ، وقد كان له فى فترات سابقة على ثورة يناير قصب السبق فى التبشير بتجربة أردوجان فى تركيا وامكانية تكرارها فى مصر، واللعب على وتر ما أسماه الأقليات فى مصر، فاعتبر المصريين الأقباط أقلية واعتبر النوبيين أقلية ليضع تقسيمات أغضبت أصحابها بقدر ما أغضبت كل المصريين ، فهو باختصار رائد تلك الجماعات التى لعبت على وتر فرقة الشعب المصرى وتفتيته، حتى يسهل على الأيادى الخارجية التدخل فى مصر، شأنه فى ذلك شأن 6 أبريل وجمعيات حقوق الانسان وغيرهم ممن تثار حولهم علامات استفهام كثيرة وممن يتدخلون سلبا قى شئون البلاد ، لكنه يختلف عنهم أن الحياة أصبحت وراءه وليس أمامه وبالتالى لم يبق له سوى القليل ليعود إلى رشده .. هذا إن كان بقى له رشد!