إن ما يحدث فى ليبيا محزن بجد ويؤشر لاستمرار الانفجار اليومى الذى ينتشر فى كل مكان ويمتد لدول الجوار بسبب انتشار السلاح ووصوله بكثافة للجماعات التخريبية المسلحة التى تهدد أمن واستقرار الشعب الليبى، إن حادثة السفينة التى قدمت إلى ليبيا فى ميناء سدرة – اقليم برقة وحملت العديد من براميل البترول بواسطة ميليشات مسلحة تسيطر على تلك الآبار، كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر حكومة على زيدان ودفعت البرلمان إلى سحب الثقة من حكومته. والأغرب من ذلك انفاقها ما يقارب من مائة مليار دينار ليبى فى الهواء دون إنجاز أو حل العديد من الأزمات والملفات الساخنة ومنها الملف الاقتصادى والأمنى والسياسى، أن الانقسام السياسى والخلافات بين القوى المؤثرة فى ليبيا سيكون له ما بعده إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وبالتالى لابد من دعم عربى لليبيا والدعوة فورًا إلى اجتماع عاجل لكل القوى السياسية ورؤساء القبائل فى مقر جامعة الدول العربية للحوار حول الاولويات وبناء الوطن فى إطار خريطة طريق للسيطرة على الوضع الأمنى والحفاظ على الوحدة الوطنية بعيدًا عن التهميش وتصفية الحسابات مع النظام القديم لأن استمرار الثأر لن يؤدى إلى استقرار وإنما استمرار سقوط الدولة الليبية لفترة طويلة، لقد أبلغتنى شخصيات سياسية مختلفة فى ليبيا إن عددًا من القبائل المتحالفة يسيطر على آبار النفط وخدمات الكهرباء والمياه وحتى الأمن والسلاح وأن أية حكومة لن تستمر أيام فى ظل سيرها فى فلك لا يراعى المصالح الوطنية للجميع وطى صفحة الماضى وإجراء حوار للمصالحة الوطنية ووضع برنامج عمل يشارك فيه الجميع لضبط الأمن وبناء مؤسسات للدولة الجديدة التى يجب أن تستوعب الجميع، وأن يتم التوافق على تشكيل مجلس رئاسى لإدارة البلاد يتكون من شخصيات وطنية لا تنتمى لأى تيار سياسى، واختيار حكومة وطنية تكون مهمتها تقديم الخدمات للمواطنين وفرض الأمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة ووضع دستور دائم يحافظ على وحدة الشعب والأرض الليبية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وترسيخ دولة القانون بعيدا عما يسمى بمليشيات السلاح. إن الوضع فى ليبيا يحتاج أيضا إلى تشاور بين دول الجوار لتقديم الدعم اللازم والمساعدة لإنقاذها من الوضع الخطير الذى تعانى منه حاليا لأن الخطر سوف يصل إلى أكثر من سبع عشرة دولة على أكثر تقدير بسبب حالة الفوضى التى تستغلها الجماعات المتطرفة لإشعال المنطقة بأكملها. [email protected]