لمواجهة التداعيات السلبية لحادث تفجير الأتوبيس السياحى بطابا بجنوبسيناء أعلن القطاع السياحى المصرى حالة الاستنفار وذلك فى الوقت الذى بدأت فيه السياحة المصرية تستعيد عافيتها بعد الخسائر الفادحة التى تعرضت لها خلال السنوات الثلاث الماضية، كان هشام زعوزع وزير السياحة فور تلقية الخبر قد ألغى سفره إلى الأقصر وتوجه إلى طابا يرافقة سفير كوريا الجنوية لدى مصر كيم يونج سو وذلك للوقوف على ملابسات الحادث هناك ومتابعة الترتيبات الخاصة بنقل المصابين والاطمئنان عليهم وتقديم كل أوجه الدعم للمصابين وأسرهم. وطمأنة السياح بأن الحادث عابر وأن مصر تتمتع بأعلى درجات الأمان. وقال هشام زعزوع إن التنسيق قائم بين الوزارة والسفارة الكورية بالقاهرة واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ووزراتى الداخلية والصحة بشأن تقديم العون اللازم وأضاف أن وزارة السياحة تستنكر بشدة هذا الحادث الإرهابى الذى يستهدف أرواح الأبرياء ويتنافى مع صحيح الدين، مشيرًا إلى أن تلك الأعمال الخسيسة لن تثنى الحكومة والشعب المصرى عن استكمال خارطة الطريق وربنا يسلَّم مصر. وقال محفوظ على وكيل أول الوزارة رئيس قطاع مكتب الوزير إنه تم على الفور تشكيل غرفة عمليات مع كافة التخصصات لتتابع عن كثب تطورات الموقف عن الحادث الغاشم. بينما قالت رشا العزايزى المتحدث الرسمى لوزارة السياحة إن ماحدث عمل جبان تستنكره كل الأديان السماوية والشعوب وأضاف أن الوزير أصدر أوامره بحجز الإقامة بأحد الفنادق بشرم الشيخ للمصابين الناجين من الحادث بعد شفائهم. أما إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحة والمتواجد فى إيطاليا وعاد فورًا قال: إن ماحدث فى طابا يمثل تصعيدًا خطيرًا من التنظيم الإرهابى وأصبح القطاع السياحى مطالبًا بمواجهة هولاء الإرهابيين بوسائل حديثه غير تقليدية وأضاف الزيات بأن بورصة ميلانو شهدت تعاقدات ضخمة لوفود سياحية إيطالية مع وكلاء السياحة والسفر الدوليين لزيارة شرم الشيخ ومرس علم من إبتداء من الصيف المقبل. وأكد الزيات أن تلك الضربة موجهة للاقتصاد المصرى من خلال السياحة وتأتى خطورتها أنها تستهدف السائحين لأول مرة منذ عدة سنوات. مشيرًا إلى أن جنوبسيناء بالذات كانت من أكثر المناطق السياحة من حيث الأمن والاستقرار. ولكن تلك الرحلة لها ملابسات خاصة كونها آتية من إسرائيل فى زيارة خاطفة لمنطقة سانت كاترين ووقع الحادث خلال عودتها ولذلك يجب تكثيف التحقيقات للوقوف على من وضع القنبلة فى الأتوبيس. وأشار الزيات إلى أن هذا الحادث سوف يؤدى إلى إنتكاسة سياحة فى وقت كنا فيه قد بدأنا فى استعادة الحركة السياحية إلى معدلاتها الطبيعية. فيما أكد أمير فهيم سكرتير عام جمعية الكتاب السياحية أن الآثار السلبية للحادث تمكن مواجهتها من خلال الاتصال المباشر مع صناع القرار السياحى الدولى ومتنظمى الرحلات وإصدار بيانات حول الحادث لوسائل الإعلام الدولية. ولابد من تكاتف الجميع ومواصلة السياسات الناجحة للتنشيط والترويج والتواجد فى المحافل والمؤتمرات الدولية لطمأنة الجميع بكل مصداقية وشفافية بأن مصر آمنة. وقال عادل عبد الرازق عضو اتحاد الغرف السياحية إن الاتحاد سيدعو خلال الأيام القادمة إلى مؤتمر سياحى أمنى كبير يحضره كافة خبراء الأمن والسياحة لإعداد برامج غير تقليدية لمواجهة هذا الإرهاب الأسود الذى لايفرق بين مواطن أو ضيوف ويحرق كل شىء دون وازع من ضمير. وأكد عبد الرازق أن الحرب مع الإرهاب طويله ولابد من الاستعداد لها جيدًا لمواجهة أى عمل غير متوقع. وقال حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة المصرية ورئيس شركة بلو سكاى للسياحة التى نظمت رحلة المجموعة الكورية التى تعرضت للحادث الإرهابيين إن هذا الحادث لن يقضى على صناعة السياحة المصرية ولن ينال من عزيمة العاملين بالقطاع السياحى فقد سبق للإرهابين أن استهدفوا هذه الصناعة فى فترة التسعينات لكن ماحدث أن السياحة قفزت من 4 ملايين سائح عام 1992 إلى 15 مليونًا عام 2010 وأبدى حسام الشاعر دهشته من استهداف المجموعة الكورية بالذات خاصة أنه قد سبق وتم اختطاف سائح كورى منذ عدة شهور وتم الإفراج عنه عن طريق اتصالات أمنية. وحول تأمين الإفراج السياحية قال الشاعر إنه يوجد أكثر من كمين بطول الطريق الساحلى ومن مداخل شرم الشيخ وطابا. ولكن المشكلة تنحصر فى تأمين الحدود ويجب على قوات الأمن أن تبحث عن وسائل أكثر فاعلية فى مراقبة الحدود. ويقول د.عاطف اللطيف سفير النوايا الحسنة إن هذه الجريمة التى وقعت ضد الأتوبيس السياحى بطابا كشفت عن الوجه القبيح للإرهاب الذى تقوده قوى الظلام ضد مصر. ولعل الأخطر فى هذه العلمية أنها جاءت ضد السياحة وفى يوم وصول 90 طائرة شارتر إلى شرم الشيخ والمطلوب الآن سرعة إعادة النظر فى الإجراءات الأمنية فى المناطق السياحية لمنع تكرار هذه الجريمة النكراء.