منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    إزالة عدد من مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة    أسعار النحاس اليوم الجمعة 17-5-2024 في السوق المحلي    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    لاعبو الأهلي يؤدون صلاة العشاء باستاد رادس بتونس (صور)    اليوم، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    اليوم، انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالجيزة    سرقة محتويات مكتب تموين العجمي بالكامل    عمرو دياب يشعل حفل زفاف ريم سامي (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    "الذهب في الطالع".. خبير اقتصادي: يجب استغلال صعود المعدن الأصفر    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة إسرائيلية على رفح    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    الاحتلال يحاول فرض واقع جديد.. والمقاومة تستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد    وزارة الصحة الفلسطينية: شهيد و6 إصابات جراء غارة إسرائيلية على منزل بجنين    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    مسؤول: واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أمريكيًا من غزة    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    خالد بيومي: هذه نقاط قوة الترجي.. وأنصح كولر بهذا الأمر    اللجنة المشرفة على انتخابات نادي مجلس الدولة تعلن التشكيل النهائي(صور)    بالأسماء.. كولر يستقر على تشكيل الأهلي أمام الترجي    موعد مباراة الأهلي والقنوات الناقلة بنهائي دوري أبطال أفريقيا.. معلق وتشكيل اليوم وتاريخ المواجهات    أزمة في المنتخب الأولمبي قبل الأولمبياد (مستند خاص)    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    استعدادات المواطنين لعيد الأضحى 2024: البحث عن أيام الإجازة في القطاعين الحكومي والخاص    "دلوقتي حالًا".. مباشر جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القاهرة    إصابة 6 أشخاص بطلقات نارية في معركة خلال حفل زفاف بأسيوط    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية الأسبوع والعملات العربية والأجنبية السبت 18 مايو 2024    حظك اليوم برج الجدي السبت 18-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    حظك اليوم برج الدلو السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    "الصدفة خدمتهما".. مفارقة بين حارس الأهلي شوبير ونظيره في الترجي قبل نهائي أفريقيا    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مزهر الدورى : الطائفية والمحاصصة العراقية مخطط كان يستهدف مصر
نشر في أكتوبر يوم 09 - 02 - 2014

أولاً: من هو د. مزهر الدورى ضيف هذا الحوار؟ بحسب الوظيفة هو دبلوماسى عراقى سابق تم حسابه على صدام حسين الشخص والنظام فاعتقلته قوات الغزو والاحتلال الأمريكي على أثر اجتياحها للعراق عام 2003، وقبع فى سجون النظام الذى جاء به الاحتلال لمدة تزيد على 9 سنوات (من 2003 إلى 2012) فى معتقل أبو غريب ثم سجن «بوكا» الرهيب فى البصرة.
وبحسب الواقع فهو مفكر وكاتب عربى قومى شأنه شأن كثير من المفكرين والكُتّاب العرب مازال يحاول الاحتفاظ بعقله فى زمن الغباء العربى، وبنسبة أقل يحاول كمواطن عراقى أن يحتفظ بحياته فى وقت تتم فيه التصفية الجسدية العراقية - العراقية على الهوية وتحت شعارات المواطنة والديمقراطية والحرية التى يكذبها الواقع الطائفى التآمرى الذى تعيشه العراق ويمارس فعله فى تمزيق جسدها.
ثانيًا: فى إجابات د. مزهر التى يدور معظمها حول وطنه العراق سوف تلاحظ ظل مصر دائمًا فى الخلفية، مصر التى نجت حتى الآن من مخططات الربيع الغربى الكارثية التى انطلق وحشها فى العراق قبل ما يزيد على 10 سنوات قبل أن يطوف على باقى الأقطار العربية المنكوبة.
د. مزهر آخر سفراء العراق فى روسيا إبان وقوع الغزو الأمريكى عليها فى 2003، ولعل هذا الموقع الأخير الذى شغله د. مزهر فى عمله الدبلوماسى وبسبب الدور الروسى المؤثر فى أحداث العراق وسوريا والمنطقة تحديدًا التقينا الرجل لعلنا نفهم منه بعضا مما يحدث..
* ما هو وجه الشبه بين ما يحدث فى مصر والعراق الآن؟
** القضايا والهموم الموجودة فى العراق هى نفسها الموجودة فى مصر..وإذا كانت مصر هى القلب، فهى تشكل مع العراق وسوريا المثلث المقاوم، وللأسف ما يخطط لمصر الآن خطير وكبير، والتآمر ليس وليد اليوم، ففى الخمسينيات والستينيات كانت النهضة القومية وكان هذا الخط فى تصاعد حتى بدأ التآمر عليه واشتركت فيه على مراحل أطراف كثيرة بدءًا من الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى إيران التى جاء النظام بها بتخطيط من الأمريكان، بعد أن بهرت الثورة الإيرانية فى البداية كثير من العرب وكثير من الثوريين الذين انخدعوا فيها فلا يمكن بين ليلة وضحاها أن يحل الخومينى محل الشاه، والأول كان فى العراق لمدة 15 عامًا، وخرج من العراق إلى فرنسا التى استقبل فيها استقبال الفاتحين وكان الاتفاق معه ألا يكون له أى دخل بالسياسة ومن فرنسا وبعد شهرين نقل إلى إيران وهناك أعطى لنفسه حقوقًا كنائب إمام ثم إمام ومنح نفسه سلطة الأنبياء ما يقوله مقدسًا لا يمكن أن يرد ودخلت إيران على الخط الذى نعرفه جميعًا.
ماذا يحدث
* مَن مِن قيادات البعث يقود الآن العمليات ضد النظام؟.. ومن منهم فى السجن؟.
** عزت الدورى هو الذى يقود الجهاد الآن فى العراق، ومازال عدد كبير من القيادات العراقية معتقلة فى سجون العراق وقد صدرت فى حقها أحكام وصلت فى بعضها للإعدام، وبناء على طلب من السلطات العراقية حولت للسجن مع رموز النظام فى معتقل خاص بالرئيس صدام ،ونائب رئيس الجمهورية وطارق عزيز، وضباط الجيش ،كنا حوالى 100معتقل أطلق سراح البعض وتبقى منهم 65 تم تسليمنا إلى السلطات العراقية حيث لم يكن هناك تهم ضدنا ،كان ذلك فى عام 2010 فأبقى علينا النظام سنتين آخرين وقيل لنا من سلطات الاحتلال أنهم كانوا يعتقلوننا بناء على طلب النظام العراقى بعد الاحتلال وإنهم ليس لديهم شىء تجاهنا، فى معتقل الكاظمية المعروف بسجن الحماية العظمى هو سجن ذا بأس حقيقى.
* ما هى أسرار خيانات الساعات الأخيرة فى الغزو الأمريكى للعراق؟
** ليس هناك أسرار وقصص الخيانات معظمها ملفق .. وهذه القصص كلها تطلق من باب الإساءة للنظام، ومن القصص المعروفة مقاومة قصة أم القصر (ميناء) ظلت قوات الغزو تضربها بأسلحتها لمدة أسبوعين قبل أن يستطيعوا اقتحامها والاستيلاء عليها.
* وماذا حدث فى معركة المطار الأخيرة؟
** استخدموا فى معركة المطار أسلوب الصدمة والصدع وهذا يعنى توجيه أقوى القنابل والأسلحة ،ومنها ما هو محرم دوليًا، لكم أن تعرفوا أن بغداد كانت تضرب بقنابل زنتها 10 أطنان.
وكل شىء يتحرك على الأرض كانت تتم إبادته والصور بثتها وكالات الإعلام الأجنبية، الى جانب ان النظام لم يكن لديه وسائل إعلام، لذا وجدنا عوائل بالكامل مذبوحة فى سياراتها ،والتى تحاول أن تهرب من تقدم القوات الأمريكية.
* لماذا لم تتحرك أنت ومن بقى من الدبلوماسيين وغيرهم وتوثقوا جرائم الحرب تلك وتتقدموا بها للأمم المتحدة والمحافل الدولية، وتظهروا حقيقة أمريكا التى تطنطن بالإنسانية؟
** ما يجرى الآن فى العالم العربى ليس غريبًا عما جرى فى العراق.. ما يجرى عبارة عن فعل أمريكى، وما حدث فى مؤتمر جنيف 2 هو مهزلة وإطالة وقت.. فروسيا مثلا تقاتل على سوريا ليس من أجل عيون سوريا ولكن من أجل مصالحها، ثانيًا قلت لهم أيضا أنتم تدعمون النظام السورى، والأمريكان يعرفون أنكم ليس لديكم تأثير على الجيش الحر ولا ائتلاف المعارضة ولا جيش النصرة الذى يشمل الميليشيات الإسلامية ولا على ما يسمى «داعش»، لكم علاقة فقط بالنظام وتراهنون فقط على إنجازكم فى نزع فتيل الضربة العسكرية الأمريكية لروسيا، وتم نزعها بعد موافقة سوريا على التخلى عن الأسلحة الكيماوية ،لأنها تمثل خطرًا على إسرائيل وليس على الداخل السورى وبالتالى أخذت أمريكا تعهدا بأن يسلم السوريون سلاحهم الكيماوى.
جنيف 2
* وماذا كان مأمولا من مؤتمر جنيف وما أنجز عن جنيف؟
** لا أعتقد ولا يعتقد أى عاقل أن الطرفين (النظام والمعارضة) يمكن أن يصلا إلى حل سياسى.. نعم نحن نعرف جميعًا ذلك وبشار لن يتنازل عن السلطة، والمسألة أن يستمر الذبح للشعب السورى وأنت تعرف أن هناك 6 ملايين سورى مشردون الآن، وكيرى يقول إن أكبر دولة لها مصالح فى المنطقة العربية هى أمريكا، وهم غير مستعدين للتنازل عن هذه المصالح المتمثلة فى النفط وتأمين إسرائيل بشكل أساسى، وأمّنوا النفط وأمّنوا إسرائيل من خلال أكبر انتصار وهو تخريب سوريا والعراق وتكبيل مصر من خلال معاهدات وخرجت ليبيا واليمن والآن مصير العرب معلق بين الدولة العظمى قطر.. خسئت.
وحتى كذبة الديمقراطية فمتى جرى استخدام السلاح فى أى دولة لنشر الديمقراطية؟! كلها حجج سقطت وانكشفت كل أكاذيبهم وإذا قرأت مذكرات رئيس المخابرات الأسبق «تينت» فسوف تتأكد من كذبهم وهناك البريطانى الذى كان مسئولا عن ملف الأسلحة العراقية وانتحر بسبب جرائم الحرب والبرادعى وهو ليس فقط كاذبًا لكنه أجبر على الكذب وهو ثعلب مراوغ وأنتم عرفتم ذلك فى مصر وعندما تتم إزالة نظام ويسرّح جيشه وينشئ بدلا عنه ميليشيات مدربة فى إيران وأوروبا وليس لهم فى حب الوطن شىء ويطلق على هؤلاء جيش.
* لكنهم عراقيون؟
** يحملون جنسيات الدول التى أقاموا بها واكتسبوها.
* كيف أرجو أن توضح؟
** الذين أقاموا فى أوروبا وحملوا جنسيات دولها وفى إيران أتوا بهم واعتمدوا عليهم بشكل أساسى فى التجنيد وطلبوا منهم أن يدلوا على من يعرفونه ،فصرنا نرى ضباطا يحملون رتبة مقدم وعقيد ولا يعرفون القراءة والكتابة وإذا سألت عن هؤلاء ..يجيبون إنها عملية الدمج، دمج الميليشيات ليشكلوا الجيش الجديد، بعد أن أصدر بريمر الحاكم الأمريكى للعراق بعد الغزو قرارا بتسريح الجيش وإلغاء قانون التجنيد الإجبارى الذى يفرض خدمة العلم على كل العراقيين بغض النظر عن هويتهم الطائفية وديانتهم والآن يختارون أفراد الجيش حسب مواصفاتهم هم.
وعندما أعادوا تشكيل الدولة الجديدة (بعد الغزو) خلال السنوات العشر الماضية بعد أن ضيعوا كل الخبرات القديمة فى الدولة العراقية وكل التكنوقراط، وتم قتل 350 عالم من حملة الدكتوراه فى العامين الأولين بعد الغزو وبدأوا بعلماء الفيزياء والكيمياء ودخلوا على بيوتهم واختطفوهم، واعترفت إسرائيل وإيران بذلك، ووصل عدد الأطباء والمهندسين الذين قتلوا أكثر من 1500 شخص وكثيرون هربوا خارج العراق.. المرحلة الأولى كانت حوالى 4.5 مليون عراقى ذهبوا إلى سوريا والأردن واليمن وتركيا ولاجئين فى أوروبا.. والاختصاصات الأخرى مثل الدبلوماسيين وهى تخصصات تحتاج إلى تدرجات للخبرة والوظيفة فى العمل الدبلوماسى مثلًا يبدأ هذا التدرج من ملحق إلى سكرتير ثالث ثم ثان ثم أول ثم مستشار وزير ثم سفير، هذه درجات مثل الرتب العسكرية وكذلك الدرجات العلمية، وفى دولة ما بعد الاحتلال تمت التعيينات بشكل غريب، مثلا منظمة الطاقة الدولية تحتاج إلى اختصاص فى الطاقة من الأكاديميين ويمكن أن يكون هذا الأكاديمى يعمل بالسياسة.. لكن لا يتم تعيينه على هذا الأساس ولكن على أساس المحاصصة..ويكون السؤال الأول عن المنصب الوزارى أو هذه الوزارة حصة من؟! وكذلك باقى الموظفين.
* وما نصيب أبرز التيارات أو الأحزاب فى هذه الحصص؟
** توزعت الحصص عندما جاء الأمريكان فالأحزاب الشيعية التى تسمى الائتلاف الوطنى لها حصة باعتبارها الأكبر، والأكراد لهم حصة فى منطقة الحكم الذاتى وهى شبه دولة مستقلة بما فيها الحكم الذاتى، ويسألون الآن من الذى أعطى فرصة للإرهاب وأنت من البداية تحكم بعقلية الانتقام فإلى أين سوف تصل.. وجنوب أفريقيا كانت تعانى من نفس المأساة مثل ما يجرى فى العراق ولبنان ودفعت الثمن، وإذا كان هناك من هو يتسبب فى هذا فى العراق فليحاكم، وبالفعل حاكموا ناس لكن لا ينفذ الحكم ولا غنى عن المصالحة، وهم يتحدثون عن المصالحة لكن ليس هناك مصالحة، والسُنّة الذين يعملون معهم لا يمثلون حصة مكون من مكونات الشعب العراقى بقدر ما يمثلون أنفسهم ولا يمكن أن يصل وطن للسلام فى وجود مثل هذا التوزيع الطائفى، وإلا كان قد نجح فى لبنان.
* أريد أن أسأل هنا، هل كان هناك مثل هذا الأمر (الطائفية) أيام صدام؟
** أبدًا.. أبدًا، أعطى لك مثالا الجيش كان تجنيد المواطن العراقى بغض النظر عن هويته أو طائفته، وعندما تولى الشيعة الحكم صار التجنيد على الهوية الطائفية على مستوى الجنود والضباط وليس على المواطنة العراقية وأعلنوها الأمريكان سابقًا ولعلكم تتذكرون مناطق الحماية التى حددوها وحرموا فوقها الطيران واعتبروها مناطق محرمة فوق الأكراد والشيعة وعندما أسسوا أول مجلس حكم جعلوا فيه الشيعة تمثل نسبة 75% وهذا خطأ يأتى بعدهم فى النسبة الأكراد ثم العرب السُنّة، وهذا لم يحدث منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921.
ونعود إلى الوضع الراهن - فى بغداد ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وديالا، ونينوى وكركوك هذه المحافظات فيها نسبة كبيرة من السُنّة، وفى البصرة كان هناك أيضًا نسبة كبيرة لكن عمليات التهجير أخلت بها، وعندما يحرم أبناء هذه المحافظات من حقوقهم ماذا يحدث؟! لابد أن يثوروا، ويتحركوا، هل جاءت التنظيمات التى يطلق عليها إرهابية وحركتهم.. نعم كان هذا فى فترة من الفترات لكن على الإجمال هم يشعرون أنهم مهمشون ولا يوجد بيت من بيوت السُنّة لم يعتقل أحد أفراده أو يغير.
ثورة سنبة
* هل تقصد أن القادم ثورة سنية ؟
** تصاعدت الأحداث التى بدأت قبل عام باعتصامات سلمية تطالب بالحقوق الآن وصل عدد السجناء باعتراف رسمى 65 إلى 70 ألف كلهم سنة وقسم كبير منهم نساء معتقلات وتم الاعتداء عليهن، وهناك منظمات أجنبية كثيرة تعلن عن هذه الانتهاكات.
* ولماذا لا نعرف شيئًا كثيرًا عن هذا؟
** لأن أجهزة الإعلام الرسمية لا تسمح بذلك، أعطى لك مثالا، بثت قنوات فضائية خلال الأسبوع المنقضى عن شخص تم القبض عليه وقيل إنه من الإرهابيين وتم تنفيذ عملية إعدامه أمام أهله.. ثم قام جنود النظام بحرقه والرقص على جثه.. هم يفعلون مثلما صنع الإيرانيون بالأسرى العراقيين إبان الحرب العراقية الإيرانية فيربطون الأسير بين سيارتين فى اتجاهين مختلفين يسيران فيمزقا جسده.
وشعارات الساحات الستة للثورة تطالب بالحقوق لكل العراقيين وتحسين الخدمات وحتى اللحظة الأنبار رفعت شعارات وطنية وليست طائفية..
وبدأ رئيس الوزراء يطالب بفض ساحات الاعتصام بتهمة أنها تأوى القاعدة وداعش ودعوى أن بها أجانب وتهدد السلام والأمن، وقبل شهرين دخل منطقة قضاء الحويجة التابعة لكركوك، وتم اجتياحها وحرق الخيم واستخدموا القوة رغم أن المعتصمين دعوهم للتفتيش عن الأسلحة قبل ذلك وكانت النتيجة أكثر من 110 قتيلى و350 جريحا وتم التمثيل بالجثث رافعين شعارات طائفية وفعلوا ذلك فى الأنبار.. والذين خرجوا فى تظاهرات يحاكون الربيع العربى فى تونس ومصر قابلوهم بقوة مفرطة.. ويحدث هذا للأسف بدعم من الجامعة العربية التى تؤيد ما تسميه الحرب على الإرهاب وهى تهمة سهلة يمكن أن يتم توجيهها لأى شخص فى زمن انعدام الضمير.
* الفضائيات العراقية التى تبث الآن مثل العراقية وبغداد والرافدين تتبع من؟
** هى قنوات مستقلة تتبع بعض التيارات بغداد تتبع الإخوان المسلمين أما العراقية فهى رسمية وبعضها يبث على قمر نايل سات المصرى باتفاقيات وعقود.
* وماذا عن الإخوان وعلاقتهم بما يحدث فى العراق؟
** الإخوان لديهم تنظيم دولى هو الذى يقرر السياسات وفى العراق الإخوان أسسوا ما يسمى بالحزب الإسلامى بقيادة طارق الهاشمى، ويقوده الآن محسن عبدالحميد وهو أكاديمى، ورحب الإخوان بمجىء الأمريكان إبان الغزو فسقط احترام الناس لهم وهم من خلال حزبهم متعاونون مع السلطة الآن لكن نسبتهم قليلة جدًا وبالتالى تأثيرهم ضعيف.
داعش
* ما هى حقيقة داعش؟
** أنا مثلك أتسأل فداعش ليس لها قيادة وغير معروف على وجه الدقة من ورائها، جبهة النصرة فى سوريا معروفة ولها علاقة بداعش لكن لماذا تقاتل داعش الجيش الحر ولا تقاتل النظام السورى؟! كلها علامات استفهام.. ووزير العدل العراقى بنفسه أعلن قبل 6 أشهر أنه أطلق عددا كبيرا من سجناء أبو غريب وهم من عتاة تنظيم القاعدة بعد عملية تمرد كبير داخل السجن لتهريبهم.. والقيادة الحقيقية والكبيرة للقاعدة موجودة فى إيران.
* هل هناك صفقة تتم الآن بين روسيا وأمريكا يتفق فيها الطرفان على رأس النظام السورى؟
** لا روسيا ولا غيرها سوف يحارب من أجل العرب هذه الدول تحارب من أجل مصالحها من قبل روسيا دخلت مع أمريكا فى صفقة الشيشان مقابل العراق فلا تنتظر منهم شيئًا.
* ائتلاف المعارضة السورى الذى يفاوض النظام فى جنيف هل يمثل السوريين أم يشبه أحمد الجلبى العراقى وغيره ممن تعاونوا مع الاحتلال الأمريكى للعراق قبل حتى الغزو؟
** هؤلاء تجمعهم المخابرات الأمريكية وتدفع بهم للمؤتمرات وقبل احتلال العراق كانت ال (CIA) قد جمعتهم فى مؤتمر فى أتاوا الكندية فتشاجروا وضربوا بعضهم واليوم يتكرر نفس الشىء وتشتبك القيادات العراقية والأحزاب ويصل الأمر إلى القتال والذبح بين ميليشيات المالكى والصدر.
* هل من أمل للخروج بالعراق من النفق المظلم؟
** غير منظور وأمريكا لا تريد إلا التقسيم والتفتيت، والعمل جار فى الكويت والبحرين أيضًا فى مخطط التفتيت والتقسيم حتى فى اليمن الزيدية وهى أقرب المذاهب للشيعة إلا أن إيران تدعم بقوة الحوثيين الشيعة وأخذت منهم كثيرون نحو المذهب الصفوى.. لماذا كل هذا لأن الحرب القادمة يجب أن تكون حرب دينية والقتال يدور على هذا الأساس والطائرات بدون طيار فى اليمن تضرب الجميع ماعدا الحوثيين.
* هل ترغب فى إضافة؟
** أهم شىء أن نؤمن مصر ونحافظ على وحدتها ووحدة أبنائها بعد أن تقسمت بعض بلدان العرب واختفت روابط القومية بعد استبدالها بالهويات الحزبية والدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.