كان طه حسين فى أيامه الأخيرة رهين المحبسين.. العمى والبيت، مثل أبى العلاء المعرى الشاعر الضرير الذى أحبه وألف عنه كتابا من أجمل كتبه، وكان يعانى من عدة أمراض.. الشيخوخة.. والقلب.. والمعدة.. وعجز الساقين عن السير إلا بصعوبة بالغة، ومع ذلك لم يتوقف عن القراءة والكتابة! كان سكرتيره يأتى إليه فى موعد لا يخلفه فيجده مرتديا البدلة والكرافتة والحذاء جالسا فى غرفة المكتب فيقضى معه ساعات طويلة يقرأ له الصحف، ثم ينتقل إلى كتاب باللغة العربية أو الفرنسية، ثم يجلس ليكتب ما يمليه عليه من مقالات وفصول من الكتب التى وصلت إلى أكثر من خمسين كتابا.. ولم يكن طه حسين يستجيب لإغراء زوجته له بالخروج للسير ولو قليلا فى الهواء الطلق ويفضل أن يقضى وقته فى العمل، ثم بعد ذلك يجلسان معا لسماع الموسيقى الكلاسيكية.. كان يحب موزار وبيتهوفن وغيرهما وكان يفضل الاستماع إلى سيمفونية فاوست وسيمفونية براج وألحان فرانز ليست كما تقول زوجته.