ما زالت الاحتفالات التى تقيمها وزارة الثقافة فى الذكرى الأربعين لرحيل عميد الأدب العربى د.طه حسين مستمرة حيث ستقام الندوات والمسابقات والمعارض أيضًا، ففى متحف طه حسين يقام حاليًا معرض يضم العديد من الوثائق والمراسلات والشهادات التى حصل عليها وكذلك أغلفة كتب عليها إهداءات من كبار الكتاب. ومن خلال شارع طه حسين المتفرع من شارع الهرم وصلنا إلى فيلا «رامتان» التى كان يسكنها عميد الأدب العربى والتى تحولت بعد ذلك إلى متحف ومركز ثقافى. حيث يتكون المتحف من دورين على مساحة 860 مترا مربعا تحيط به حديقة من ثلاث واجهات يوجد بها تمثال نصف له يتوسط المساحة بين المتحف ومركز رامتان الثقافى، ويضم الطابق الأول مكتبًا للدكتور طه حسين الذى كان يجلس فيه يستمع إلى من يطالع له ويملى فيه مقالاته على أنغام الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من «جراما فون» كان يديره بنفسه بجانبه عدد ضخم من الأسطوانات لموسيقيين عالميين أمثال فيردى وباخ ويوجد بجوار غرفة المكتب أنتريه صغير كان يلتقى فيه بالزائرين. أما الدور العلوى فيضم غرفة نوم عميد الأدب العربى وهى غرفة بسيطة تدل على ذوق رفيع ومنها ندخل إلى غرفة زوجته السيدة سوزان كما يوجد غرفة نوم ابنه مؤنس وغرفة معيشة وغرفة استماع موسيقى وغرفة مكتب أخرى. كما يضم المتحف عددا من الأعمال الفنية لمجموعة من مشاهير الفنانين مثل محمد ناجى وأحمد صبرى وفان جوخ. وفى هذا السياق يقول د.محمد عبد الغنى مدير المتحف إن المتحف يعرض مجموعة من الوثائق والشهادات والمراسلات الخاصة به وأغلفة كتب عليها إهداءات من كبار الكتاب. وأضاف عبد الغنى أن من بين المراسلات المعروضة رسالة موجهة إلى وكيل وزارة المعارف العمومية مؤرخة بتاريخ 9 مارس 1940م ومختومة بختم طه حسين ويبلغه فيها بأنه نظرًا لاستقالته من عمله فى الوزارة فهو يتقدم باستقالته من اللجان التى كان عضوًا فيها ومنها لجنة مراجعة الكتاب الذهبى لوزارة المعارف ولجنة وضع كتاب عن مدينة القاهرة بمناسبة عيدها الألفى. وتابع أن المعرض يضم مجموعة من الرسائل الموجهة إلى طه حسين منها رسالة بتاريخ 18 يوليو 1938م من د.مصطفى مشرفة يشكره فيها على مساعدته فى الحصول على وظيفة، ورسالة أخرى من كوكب الشرق أم كلثوم تشكره فيها على إهدائها مؤلفة «القصر المسحور» كما يتضمن المعرض رسالة من الكاتب الكبير نجيب محفوظ يقول فيها إن هذه هى أول كلمات يكتبها بعد فترة طويلة فى علاج عينيه وأخرى من يوسف السباعى بتاريخ 4 يوليو 1957م يبلغه فيها أنه قرأ رسالته الرسمية على السيد الوزير كمال الدين حسين وأنه يشكره ويتمنى له التوفيق فى مهمته. وأشار عبد الغنى إلى أنه بجانب هذه الرسائل النادرة المدونة بخط أصحابها يضم المعرض نصوص قرارات من ملوك ورؤساء منها قرار من الملك فؤاد بحصول د.طه حسين على رتبة البكوية وآخر من الملك فاروق بحصوله على رتبة الباشوية وقرار من جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة بإهدائه قلادة النيل، كما يتضمن أيضًا شهادات تقدير من الخارج منها شهادة من فرنسا بمنح د.طه دبلوم الدراسات العليا فى الأدب وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد بتاريخ 1970م سلمها له سفير أسبانيابالقاهرة وكذلك الدكتوراه الفخرية من إيطاليا سلمها له سفير إيطاليابالقاهرة. وأكد مدير المتحف أن المعرض يتضمن أيضًا صورًا لبعض أغلفة الكتب المهداة إلى د.طه حسين منها «ديوان العقاد» والذى كتب على الغلاف له «هدية إلى الأستاذ القدير الدكتور طه حسين» وكتاب «هذه الشجرة» أيضًا للعقاد وكتاب «دنيا الله» لنجيب محفوظ والذى دون عليها «الدكتور العميد طه حسين رمز حب وإعجاب وإجلال لأستاذى الكبير».